الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السادسة والعشرون

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 11 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


أبرز السمات عبر المشاهد والتفاصيل

فى مقالة رائعة ، تصف " نورا إيفرون " سيدة تأمل أن تفوز بمسابفة وطنية للخبز :

" إدنا باكلى ، التى انتهت ، أخيرا من تمثيل ولاية نيويورك فى المسابقة الوطنية لطبخ الدجاج ، حيث انتهت الى الفشل وصفتها لاعداد الدجاج المحمر بخليط البيرة والجبنة والكعك المطحون .

أحضرت معها ، لجلب الحظ ، منديلها وحدوة حصان وقطعة نقدية لحذائها وقطعة قماش لحمل الأوانى الساخنة مطبوعا عليها شخصية عجينة بلزبرى ، وأيضا مشبك لأمنا العذراء ، وكل مجوهراتها ومن ضمنها حلية فضية على شكل شخصية عجينة بلزبرى ايضا .
( من كتاب " كريزى سالاد" ) .

أحببت ما لم تتتضمنه الجملة ، فلم تتضمن أوصافا مبهمة للشخصية ، من مثل مؤمنة بالخرافات أو غريبة الاطوار أو مهووسة .
فتضمين إفرون لهذه التفاصيل الكثيرة ساعد فى جعل شخصية إدنا باكلى قابلة للتفحص . بينما الصفات المبهمة قد تخفى شخصيتها .

وصف خبر أوردته صحيفة يو إس إيه توداى ، فتاة مراهقة ، راكبة أمواجا ، فقدت ذراعها بعد مهاجمة قرش لها فى هاواى . افتتحت القصة على النحو التالى :

" لطالما كانت بيثانى هاملتون طفلة عطوفة ، لكن ، منذ أن فقدت ملهمة ركوب الأمواج الهوائية ذات الأربعة عشر عاما ذراعها الأيسر ، بعد مهاجمة قرش لها فى احتفال عيد القديسين – الهالوين ، أصبح عطفها أكثر عمقا " .
فى رأى هذه مقدمة سطحية ، وذلك بسبب الصفة " عطوفة " غالبا ما
يميل الكتاب الى تحويل التعبيرات التجريدية الى صفات لتعريف الشخصية .
فهنالك كاتب يخبرنا بأن صاحب المتجر كان " مليئا بالحماسة " ، أو أن المحامى كان " شغوفا " فى مرافعته الختامية ، أو أن فتيات المدرسة كن " ذوات شعبية " .

بعض الصفات – مثل شاحبة اللون ، شقراء ، رشيقة – تساعدنا على التصور .
أما الصفات ك " متحمس " ، فما هى إلأ اسماء تجريدية مقنعة .

فالقارىء الذى يواجه مثل هذه الصفات يصرخ فى صمت طلبا للامثلة والأدلة : " ياسيدتى الكاتبة ،لا تخبرينى فقط بأن راكبة الأمواج الفائقة كانت عطوفة ، أرينى ذلك " ولأعطى الكاتبة حقها ، فقد فعلت ذلك .

تصف جيل ليبر كيف أن بيثانى هاميلتون " أصرت بعينين دامعتين " . من على سريرها فى المستشفى ، على " ألا يُؤذى قرش النمر ، ذو الخمسمائة رطل ، الذى هاجمها .

لاحقا ، قابلت هذه الفتاة طبيبا نفسيا أعمى وعرضت عليه التبرعات الخيرية التى تلقتها لتمول عملية جراحية ليستعيد بصره " .

" وفى ديسمبر ، أسرت هاملتون مزيدا من القلوب – فى جولة إعلامية فى مدينة نيويورك – حيث خلعت سترة التزلج ، بغته وقدمتها لفتاة مشردة كانت تجلس على الحاجز الحديدى فى قطار الأنفاق فى التايمز سكوير .

وأكتفت برداء داخلى بلا أكمام . ومن ثم ألغت رحلتها للتسوق المسرف ، وبررت ذلك بأنها تملك كثيرا من الأشياء" .

الان فهمت ، تلك الفتاة حقا عطوفة .

يخلق أفضل الكتاب تصورات مؤثرة عن الناس ، صورا تكشف عن شخصياتهم وعن تطلعات تلك الشخصيات وامالهم ومخاوفهم .


كتبت إيزابيل ويلكيرسون لصحيفة نيويورك تايمز تصف حال أم تملكها خوف شديد على سلامة أطفالها .

لكنها ابتعدت عن استخدام أوصاف مثل " يائسة " و " خائفة " . بدلا من ذلك ، صورت لنا امرأة تعد اطفالها للذهاب إلى المدرسة :

" ثم رشتهم .... رجت علبة البخاخ ورشت معاطفهم ، رؤسهم ، أياديهم الصغيرة الممدودة .

رشت عليهم من الأمام والخلف لتضمن سلامتهم فى طريق ذهابهم للمدرسة ، لمواجهة طلقات الرصاص ، مستقطبى العصابات ، وعالم مجنون وخطر .

إنه زيت مقدس ، استثنائى ، له رائحة كرائحة عطر من مراكز التجميل .

ويغمض الأطفال أعينهم بقوة ، بينما ترشهم رشات طويلة غاضبة ليعودوا اليها أحياء سالمين فى نهاية اليوم " .

باعادة تكوين المشهد ، تأخذنا ويلكيرسون الى عالم العائلة المكافحة ، وتقدم لنا فرصة للتعاطف معهم ، حيث دعمت المشهد بكلمات منطوقة بألسنة الأطفال :

هذه هى قوانين أنجيلا ويتكر لأطفالها ، تذكر بانتظام على طاولة الطعام المصنوعة من خشب الفورميكا :

قال ويلى : " لا تتوقف لتلعب " .

وقالت نيكولاس : " إذا سمعت صوت إطلاق النار ... لا تقف فى الجوار "
.
ثم هتف الوالدان معا : " لأن طلقة الرصاص ليس لها عيون " . وقال ويلى : " ؟إنها تدعو لنا ، كل يوم " .

وكتبت باربارا والش لصحيفة ماين سنداى تيلغرام ، معرفة بمجموعة من الفتيات اللواتى تواجههن الضغوط الاجتماعية للمرحلة المتوسطة .

تبدأ القصة فى أثناء حفلة مدرسية راقصة فى قاعة رياضية " تفوح منها رائحة عطر بالخوخ والبطيخ ، ورائحة كولونيا حلاقة رخيصة ، وحلوى تيك تاك بالقرفة ، وعلكة الفقاعة " .

وكانت مجموعات الفتيات يرقصن فى دوائر ضيقة وهن يعدلن شعورهن ويتحركن مع إيقاع الموسيقى .

قالت روبن : " أحب هذه الأغنية " .

وأشارت روبن إلى مجموعة كبيرة من الفتيان والفتيات من عشرين شخصا مجتمعين حول ال دى جى . وصاحت بصوت يعلو الموسيقى " هؤلاء هم المشاهير ، ونحن لسنا كذلك " .

أضافت إيرين : نحن المجموعة متوسطة الشهرة " ، " ليس عليكى إلا ان تجمعى مجموعتك الخاصة وترقصى معها " .

ردت روبين : لكن ليس من الأناقة أن ترقصى مع شخص ليس مشهورا كثيرا "، وأضافت وهى تشير بإبهامها إلى الأسفل : " ستخسرين نقاطا " .

ماذا كان موضوع القصة ؟ الكلمات التى كنت سأختارها ستعيدنى الى أعلى سلم التجريد : المراهقة ، عدم الثقة بالنفس ، ضغط الأفران ، الوضع الاجتماعى ، القلق ، التعبير عن الذات ، الضعف ، تفكير المجموعة .

كم هو أفضل لنا نحن القراء أن نسمع ونرى هذه الحقائق من خلال وقائع حدثت لشابات صغيرات مثيرات للاهتمام لهن صلة بأصوات حروف العلة المراهقة الخاصة بهن .

هذا أفضل من أوصاف علماء الاجتماع المجردة .

والى الاداة السابعة والعشرين فى المقال القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب