الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة اغتيال الكاظمي وسيلة لخلط الاوراق رغم انه فعل مدان بكل الاحوال

عادل كنيهر حافظ

2021 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


محاولة اغتيال الكاظمي وسيلة لخلط الاوراق رغم أنه فعل مدان بكل الأحوال
لقد ادانت قوى محلية وعربية وعالمية وهيئة الامم المتحدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، واعتبرتها جريمة بحق الشعب العراقي وتعدي على أمنه ، ومع كل هذا العمل الشنيع ، المجافي لكل تقاليد الديموقراطية ،
تتوعد القوى الخاسرة في الانتخابات ، المفوضية والحكومة ورئيسها بالرد القاسي اذا لم يعاد عد كل المحطات يدوياً ، والمفوضية صرحت بأنها ستعيد العد يدوياً في المحطات التي وردت شكاوي حولها ، وفي عملية لي الاذرع هذه تطورت المماحكات بين المتظاهرين الواقفين على باب المنطقة الخضراء والقوات الامنية مما ترك قتلى من المتظاهرين وجرحى من طرف القوات الامنية ، وفي يوم الاحد ضربت ثلاثة طائرات مسيرة منزل رئيس الوزراء وقصفت احداهن المنزل ولم يصب الرئيس ، واليوم صرح الشخص الاول في هيئة الامن القومي : أن مكان انطلاق الطائرات بات معلوماً لدينا وتسربت اخبار تقول ان منطقة الكريعات هي التي أتت منها الطائرات ، وتوعد الكاظمي اليوم بمتابعة اثر الجنات وتسليمهم للقضاء ولا تنفع لهم اي وساطة . وأجتمع اليوم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مع الهيئة التنسيقية للقوى المعترضة على نتائج الانتخابات ، لمناقشة تداعيات محاولة اغتيال الكاظمي ، واسباب قتل اثنين من المتظاهرين وجرح آخرين .
و في ضل هكذا أوضاع عصيبة يعيشها الشعب العراقي واجواء مشحونة بخلافات القوى المتنفذة في العملية السياسية في العراق ، فجرتها نتائج الانتخابات التي لم تتقبلها القوى الخاسرة ، حيث اعتبرت خسارتها نتيجة تزوير في عملية الانتخابات وراحت تكيل التهم لمفوضية الانتخابات والاحزاب التي حققت أكثر الاصوات ثم عمدت الى التظاهر والاعتصام أمام المنطقة الخضراء شديدة التحصين ، والتي تضم مباني الحكومة الرئاسية وبعض السفارات ومنها السفارة الامريكية المستهدفة من اطراف سياسية في العراق ، عموم الحال الذي يضع العراق في عين العاصفة وينذر شعبه بالويل والثبور ويفرض على القوى السياسية الرابحة والخاسرة منها أن تشكل حكومة بأسرع وقت ممكن ، الامر الذي يضعها امام خيارات مختلفة ومتناقضة في
آن معاً ويدفع الاوضاع إلى بسيناريوهات عديدة من أبرزها ثلاثة : 1- دفع التيار الصدري للتحالف مع تحالف تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني ، لتشكيل حكومة أغلبية تبقي على الكاظمي في رئاسة الحكومة وتدعمها أمريكا .
وهذا المنحى محفوف بالمخاطر لان ايران تعارضه ومعها امتداداتها من قوى العملية السياسية المتنفذة ، الحال الذي يدفع الأمور الى المواجهة ويمكن المسلحة .
2- تكوين اتحاد من دولة القانون والفتح والنصر والحكمة وغيرهم من الاحزاب الشيعية ، عدى التيار الصدري ، وتكون هذه الكتلة بقيادة المالكي ، ثم يتحالف مع تقدم بزعامة محمد الحلبوسي لاسيما وأن جماعة خميس الخنجر يميلون للمالكي لأنه اكرمهم سابقاً ، وكذلك حزب الاتحاد الوطني اضافة الى الكتل الصغيرة الاخرى وحتى بعض المستقلين ، لتشكيل الكتلة الاكبر التي من حقها تشكيل الحكومة ، خصوصاً وأن السيد المالكي معروف بسياسة الترغيب ، واغراء الاخرين بالمناصب العليا في الدولة والجاه والثروة ، رغم الضرر بمصالح الشعب اذا تعلق الامر بنصيبه في رئاسة الوزراء ، وهذا السيناريو، رغم انه يرضي ايران ، ويلبي مصالح أغلب الكتل السياسية من غير كتلتي البرزاني والصدر ، سيذهبان للمعارضة ، الا انه يتعارض مع السياسة الامريكية في العراق ومع رغبة دول الخليج وبعض دول الجوار ، الامر الذي يدفع الامريكان بالتخلي عن دعم العراق وعدم تأمين أمواله النفطية من استقطاعات الدائنين ، وترك مساندته في المحافل الدولية اضافة الى التأمر مع اتباعهم في البلاد من منتسبي الجيش وباقي مؤسسات السلطة السياسية ، عموم الأمر الذي يعني بقاء واستمرار الازمة والقلق والخوف على البلاد من المصير المجهول .
السيناريو الثالث – هوَ العودة للمحاصصة الطافية والاثنية ، واقتسام مغانم السلطة بين الفرقاء المتنفذين في العملية السياسية ، وتخرج لنا نسخة جديدة من حكومة المحاصصة تحتضن الفساد وتهمش القانون وتحط من قيمة المواطنة . وتلبس المواطن ثياب الفقر والذل والهظيمة ، ويبدو انه السيناريو الاقرب للتنفيذ لأنه لعدة اسباب من بينها : أ-أن حكومة المحاصصة تضمن مغانم كل الفرقاء في العملية السياسية ، ما عدى التيار المدني واليساري ، وترضي بهذا القدر أو ذاك الايرانيين والامريكان ، ب- خوف الكتل السياسية من حكومة الأغلبية ، كونها تحرمها من مكاسب السلطة التي أدمنت عليها منذُ زمن ناهز العقدين من السنين ، ج- معرفة القوى السياسة المتنفذة وصاحبة المليشيات بأنها مثقلة بالسحت الحرام ونهب أموال الشعب ، ووجودها على دست الحكم ينجيها من العقاب الذي يمكن ان يصيبها لو أصبحت في جهة المعاضة ، ويمكن أن يقصيها من مسرح السياسة والحكم ، لأن الثقة مفقودة بين كتل وأحزاب العملية السياسية ، ويجنبها الحساب من بعضها البعض ، وعليه السبيل الامثل هو العودة لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية ((حكومة المحاصصة الطائفية والاثنية )) د- احزاب السنة والاكراد ارسلوا رسائلهم للشيعة بأن يأتلفوا ويشخصوا رئيس وزراء ، ومن ثم يجري التفاهم ((المغانمة)) . بيد أن هكذا حكومة جربها الشعب العراقي وذاق الحنظل من سياستها ، لا تلبي مطامحه وحسب بل تراكم مصائبه وآلامه مما يدفعه للوقوف بوجهها ، خصوصاً وان انتفاضة تشرين الهمته وعلمته ان هكذا حكومات مجرمة لا تغير من حالها بحالها وانما يجري تغييرها بإرادة الشعب ، والشعب قادر على ذلك فعلاً ، والا ستستمر الاضطرابات ويجري التجاوز وعبور الخطوط ، ومحاولة اغتيال رئيس الحكومة هو شاهد على وقاحة أعمالهم رغم ادانته بكل الاحوال .
عاد كنيهر حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا