الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفولة -

ناس حدهوم أحمد

2021 / 11 / 14
الادب والفن


شيء من الذاكرة / بقلم ناس حدهوم أحمد . 14نونبر20213
طفولة /
*******
حي العيون بتطوان ربما يكون أول الأحياء أو أسبقها . هو حي شعبي في زمن ربما لم تكن هناك سوى طبقتين / طبقة العامة وهي الأغلبية الساحقة وطبقة الأعيان وهي الأقلية . وطبقة أخرى من الإستعمار الإسباني كانت تحكم الجميع .
كانت مدينة تطوان تجمعا بشريا لا يزيد تعداده عن بضعة آلاف . ومدينة تطوان كانت المدينة العتيقة نسميها حاليا وهي لا زالت محاطة بالأسوار . منازل قديمة متهالكة آيلة للسقوط من حين لآخر يتم ترميمها بطريقة سيئة للغاية . مواطنون بسطاء فقراء يعيشون بين سراديبها التي تفوح بالرطوبة . ومن الصعب الآن دخول الشمس أو الهواء إليها بطريقة طبيعية . وذلك بسبب الترميم والإصلاح الذي خضعت له المدينة العتيقة بطريقة سيئة للغاية كما قلت .
في هذا الحي الذي يعد قلب تطوان . ولدت . وبالضبط في درب الفاسي . وبالضبط في المنزل الكبير الذي كان معروفا ب"دار مزوضة " عند مدخل المدينة العتيقة بعد تجاوز باب القوس على اليمين . وداخل البيت الكبير كان الساكنة عبارة عن ثلاث عائلات أو أربع من عامة الشعب . كل عائلة لها حجرتها الخاصة لكن المرافق مشتركة . ولم يكن آنذاك يحدث شجار كما اليوم بين الجيران . كانت الناس تحترم بعضها أو تقاليدها أو ضعفها وفقرها . فالحياة كانت بسيطة ومتواضعة للغاية . ودكاكين على طول الممر الذي يشق الحي إلى قسمين . وكان هناك عامة الناس أيضا من الإسبان أبناء الإستعمار الإسباني . لكن أبناء الإستعمار يسكنون في
منازل أجمل وأفضل ومستقلة . وداحل البيت الكبير كان لوالدي حجرة إضافية صغيرة لا أدري لماذا كانت إضافية فكل ما أذكره هو أنني كنت ألهو داخلها بأرنب صغير . فقط هذا ما أتذكره . البيت الكبير أتذكر شابة في مقتبل العمر تسمى أم كلثوم وأختها رقوشة ونساء ورجال أزواج ثلاث وأولاد كل منهم أكاد أجهل حتى ملامحهم جميعا بما في ذلك أم كلثوم التي كانت تحضنني أحيانا وتقبلني بشهوة بالغة في عيني . وأركب معها الأرجوحة التي كانت تتهادى بنا وأنا في حضنها مما يعني أنني لم أكن سوى طفلا لا يتجاوز الأربع سنوات أو خمسا . لست متأكدا . ورغم مرور كل هذه السنين فإنني لم أنس أم كلثوم كأنني بها منذ يوم أمس . ورغم أنني دخلت مرحلة الشيخوخة فقد كتبت قصيدة سميتها طفولة فاقرأوها ربما ترسم للقاري طفولته لأن الطفولة كلها واحدة لا تختلف إلا في التفاصيل .
طفولة / بقلم أحمد الخمار ناس حدهوم .
أم كلثوم تجلس على الأرجوحة المتهادية / وضعتني بين أحضانها / للأجلس فوق مهدها المختبيء تحت تنورتها وتبانها خوفا من العيون الناضجة / كنت أحس بحلمتيها المتنبهتين / اليقظتين / تناوشان ظهري الصغير الذي لم يكن قد نما بعد والأرجوحة تتهادى / وقلبي الصغير المنخلع يعلو وينفض مع الحلمتين / / لم أكن أشعر بالماء / والزمن كنت أريده أن يتوقف / لأنام في سكينة الحلمتين اللتان كانتا ترتعشان /فقد كنت أعرف ما سوف أعرفه فيما بعد / .
- يتبع -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف