الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تصبح السرقة شعاراً وطنياً

ابراهيم زورو

2021 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يثير قلقاً على مستويات عديدة! وربما تكون معروفه للجميع ولكن المهم في هذا المضمار هو أن الشعب المعني لم يعد يعترف بالوطنية والعدل والمساواة، بهذا المعنى فهو مستعد أن يبيع وطنه في أول مزاد سواء علني أو سري. أو عندما يمسي السارق وطنياً، رغم أن السرقة قد حرمها الإسلام ولكن عمر بن الخطاب جعل لها تبريراً أو وضع لها قانوناً!. فلا داعي أن نقول أو نفسر الوضع الراهن أو الماضي، حول العرب بأنهم لا يحتفظون بالأرض.
الكثير من الماركسين العرب ومعهم كل الشخصيات العلمية والأحزاب الشيوعية العربية تعتبر أن الثورية تقتضي أن تكون مع كافة القضايا المحقة وغير المحقة في العالم أجمع إلا القضية الكوردية والتي تعتبر مذيلة بكلمة "ولكن" وهي ميزان العدل في كل القضايا العربية والشرق الاوسطية، على مبدأ تمد يدك اليسرى على أذنك اليمنى! عموماً هذا الأمر بات مفهوماً ولا داعي للنقاش حوله نهائياُ، أي أمست من البديهيات والبرهان على البديهية هو الغباء بعينه، وإذا ما رأى الكورد مصلحتهم على سبيل المثال، بجانب اسرائيل تسمع زعيقاً مزعجاً يخرج من كافة فتحات أجسادهم! ألا يعتبر هذا غباء طالما أنت ترفضه فهناك من ينتقدك! وكان من المفترض أن يكون هذا من البديهيات عندهم أيضاً، إذا اعتبرنا أن قانون العدل هو الساري في هذا المجال، وهم يعتبرون أنفسهم كآلهة، لهم تعود تسمية الأشياء، ولهم يعود حق التصنيف العادل من الظالم، ولهم يعود ترجيح كف الميزان ليوم القيامة، إذا كان الشيوعيين بهكذا مستوى من الحالة المجتمعية والثقافية والإنسانية والسياسية، فما بالك بقومي وديني؟ ولا يلامون على موقفهم أبداً. وقتها ليس المطلوب من المجنون أن يترك دشداشته على كامل جسده!.
فما نتيجة هذا العمل ياترى! إذا أرتأينا أن الشيوعي لا يخطأ، والشيوعي الأعمى لا يرى أن العالم تجاوز القضايا العربية تماماً بقليل من الجهد وبعملية حسابية بسيطة نرى صورة العرب اليوم واعتقد أن عدد سكانهم يتجاوز 350 مليون عربي وبأموال كثيرة ولا قيمة لهم، وبالمقابل ذلك نرى أن الأتراك في الجمهورية التركية عددهم اعتقد لا يربو عن ثلاثين مليوناً وكذلك الايرانيين، فالعالم اليوم يحسبون لهم ألف حساب، منْ مِن الاروربيين لا يعرفون اردوغان والخميني! بالمقابل من سمع عن رئيس عربي إلا وخيانة قومه هدفه الأول! والاحزاب السياسية تصفق لهذا الزعيم أو ذاك، ونستنتج أن غياب العدل والمساواة هو الفيصل في العلاقات اليومية بين أبناء الشعب الواحد! لو انتفى العدل ينتفي معه كل القيم الاخرى.
والغباء داء لا يمكن الشفاء منه! بدليل أن القضية الكوردية ليست محتلة من أربعة دول شكلاً، وأنما من المجتمع الدولي مضموناً، كما قال بحق الكاتب التركي إسماعيل بيشكجي: كوردستان مستعمرة دولية. لا يمكن أبداً هؤلاء الدول أن يكونوا أحراراً في إعطاء الكورد حقوقهم، على الجميع أن يستأذنوا شرطي العالم حول ذلك، ورغم ذلك اردوغان يهدد العرب ليل نهار على كبح جماح الكورد في كوردستان سوريا، ليحصل على لقمة من أرض العرب!.
فأساس المجتمع العربي في القرى التي لا تعرف ولم يدخل في المعترك السياسي ومعه الكذب والنفاق نراهم بشراً أسوياء يعترفون بحقوق الآخرين لأنهم ابناء شرعيين للواقع وهذا يعني بالمقابل أن العرب تعرفوا بشكل شفهي وحسب مصلحتهم الشخصية على الحضارة المتمثلة بالمدن والتي بناها أو هي من مخلفات التشكيلة البرجوازية ومعها أيضاً الأحزاب وخاصة الشيوعية منها! ومنها خرج فكر المجتمع البرجوازي، في هذا المنحى العرب لم يدخلوا في الحضارة إذا اعتبرنا وقلنا مع عبد الله العروي أن العشائر القوية اعطت احزاباً قوية، واستنتاجاً مما سبق من هذه المقولة أن العشائر العربية اغلبها كانت كاذبة لهذا اعطت أحزاباً كاذبة لا يرقى أن يمثل فكراً حضارياً برجوازياً واكثر العرب لا يعرفون ما هي الحضارة الا بالقدر الذي يمس ويفيد حياتهم اليومية من المأكل والملبس والمسكن والنساء! وهذا يعني أن كل فكر الذي ترجم من الفلسفات الغربية لن تؤثر في الفكر العربي! وبالتالي لم يتجاوزوا مقولة النبي العربي الذي قال أحب إليّ من دنياكم ثلاث: النساء والطيبات وجعلت قرة عيني في الصلاة، كان من المعيب أن لا يذكر الصلاة! لنتقدم خطوة اخرى إلى الامام على أن العرب لم يتفقوا بين بعضهم البعض إلا على مقولة واحدة، وهم يرددونها كشعار قدسي يضيفون إلى حقوقهم حقوق الآخرين! المحافظة على وحدة الأراضي السورية، وهذا الشعار يفرز ويفرق بين الوطني واللاوطني، تصوروا على هذه السرقة!.
القضية الكوردية على ما يبدو أخذت بثأرها من العرب بطريقة أخرى، أولاً برهنوا أنهم لا يعترفون بشيء أسمه العدالة والمساواة ولو بقدر ضئيل كما في الحالة الأوروبية! والكرامة العلمية والحياة الحقة كما يقول سبينوزا: أن تكون سيد نفسك وأن تعيش حراً ونبيلاً، والعمل على تمكين الاخرين للحصول على حقوقهم، وأن تعترف بالواقع والعمل على رفع الغبن عن مجموعة بشرية عانت من الظلم والاضطهاد لم يعانوه إلا اليهود إبان وجودهم في مصر الفرعونية!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |