الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية في التصدي للاستيطان

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2021 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تسعى الدولة الصهيونية منذ قيامها لتحقيق العديد من الأهداف التي تضمن بقاء احتلالها ووجودها في العالم العربي؛ فهي تدرك جيدا أن وجودها مرهون بقوتها واستمرار ضعف الفلسطينيين والدول العربية؛ ولهذا فإنها تعمل لتحقيق أهدافها من خلال دعم الاحتلال والتوسع بنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهويدها وتقليص التواجد الفلسطيني فيها، وتقوية نفسها عسكريا وتقنيا واقتصاديا، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ووضع الفلسطينيين في حالة قيام دولتهم تحت سيطرتها المباشرة عسكريا وسياسيا واقتصاديا، أي محاصرتهم في دويلة لا سيادة لها، ويمكن أعادة احتلالها في ساعات عندما تتطلب مصالح الدولة الصهيونية ذلك.
وبما ان الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المنهوبة المحتلة كان وما زال يشكل العمود الفقري للوجود الصهيوني في فلسطين، فإن الاستراتيجية الإسرائيلية توليه جل اهتمامها، وترفض إيقافه، وتوفر له الإمكانيات المادية والدعم والحماية العسكرية ليستمر ويتوسع رغم كونه غير شرعي، ومخالف للقانون الدولي الذي يضع على عاتق دولة الاحتلال حماية الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية وغزة. فمنذ توقيع اتفاقية أوسلو في التسعينيات من القرن الماضي ازداد الاستيطان الصهيوني تغولا في الضفة الغربية، وتم انشاء نحو 128 بؤرة استيطانية ضاعفت مساحات الأراضي الفلسطينية المنهوبة مرات ومرات، وأدت إلى توسع مجال سيطرة المستوطنات، وإلى ازدياد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين ومحاصرتهم في مدنهم وقراهم.
المستوطنون المدججين بالسلاح يضعون البؤر الاستيطانية على قمم الجبال والتلال الاستراتيجية وفي محيط المدن والقرى الفلسطينية لتطويقها ومنع التواصل بينها، ويطلقون النار ويمارسون الاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين العزل، ويغلقون الطرق، ويهاجمون الحافلات، ويحرقون حقول الزيتون والمحاصيل الزراعية، ويدمرون الممتلكات، ويخالفون باعتداءاتهم هذه القانون الدولي والقيم الانسانية، إلا ان قوات الأمن الإسرائيلية تسمح لهم على نحو روتيني بإلحاق الأذى بالفلسطينيين، بل انها ترافقهم خلال تنفيذ اعتداءاتهم، وتدعمهم، وتنضم لصفوفهم، وتؤمن لهم الحماية والمعدات الثقيلة اللازمة لتمهيد الأرض ونقل وتثبيت البيوت المتحركة، وتمنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول على أراضيهم المحاذية للمستوطنات بدلا من توفير الحماية لهم.
أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون ليست استثناءات، وإنما هي جزء من نشاط استراتيجي تتبناه إسرائيل وتشارك فيه، وتستفيد من نتائجه البعيدة المدى في سلب وتهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية؛ فما الذي فعلته السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية لمواجهة الاستيطان؟ وأين قوات الأمن الفلسطينية؟ للأسف الشديد السلطة والفصائل الفلسطينية، وخاصة فتح وحماس لم تفعل الكثير لأنها منشغلة بالانقسام وبخلافاتها البينية وفشلت في الاتفاق على استراتيجية معينة للتصدي للاستيطان وحماية الأراضي الفلسطينية. أضف إلى ذلك ان اتفاق أوسلو الذي يمنع تواجد قوات الأمن الفلسطينية في منطقة "سي" ترك تلك المنطقة التي تشكل تقريبا 61% من مساحة الضفة الغربية مشاعا وفريسة للدولة الصهيونية والمستوطنين!
الفلسطينيون يتصدون للمستوطنين بصدورهم العارية، ويستشهدون ويجرحون ويعتقلون وتهدم بيوتهم في غياب مشاركة السلطة والفصائل؛ ان مواجهة الاستيطان تتطلب المزيد من التنسيق بين السلطة والفصائل والأحزاب والمواطنين؛ وتتطلب أيضا تشكيل لجان شعبية في كل مدينة وقرية، ومشاركة قادة وكوادر الفصائل والأحزاب الشعب الفلسطيني في وقفاته الاحتجاجية ومواجهاته شبه اليومية مع المستوطنين، وتعزيز وتسهيل دور الاعلام الفلسطيني في نقل الاعتداءات الصهيونية لشعوب العالم، وتوحيد صفوف الفلسطينيين واتفاقهم على إجراءات وممارسات جماعية لحماية أراضيهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات