الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي ... ؟

آدم الحسن

2021 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مَنْ يقف وراء محاولة اغتيال رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق مصطفى الكاظمي بطائرات مسيرة ... ؟
هذا سؤال بحاجة الى التوقف عنده طويلا , و قد لا نجد في المستقبل المنظور له جوابا مقنعا و متكاملا ...!
فهل أخطأ مصطفى الكاظمي بقوله انه يعرف الفاعلين الذين حاولوا اغتياله حتى قبل أن يشكل لجنة تحقيق للتحري الدقيق عن هوية الفاعلين ...؟
هل كان يفترض بالكاظمي انتظار نتيجة التحقيق الذي تقوم به اللجنة التي شكلها هو لغرض معرفة الفاعلين ...؟ أم أنه غير مهتم اصلا بنتيجة التحقيق ...؟
أليس من المنطقي عدم استبعاد اي احتمال , مهما كان , فبالإضافة الى أن الفعل قد يكون من تدبير إيران أو من قبل ميليشيات مرتبطة بها هنالك ايضا احتمالات أخرى منها أن يكون الفعل عمل مخابراتي عالي المستوى قامت به جهة لها قدرات مخابراتية كبيرة كالموساد الإسرائيلي أو المخابرات المركزية الأمريكية أو كليهما معا ...؟
هل من الصعب حصول المخابرات الأمريكية أو الموساد الإسرائيلي على مقذوفات مشابهة لتلك التي تصنع في ايران أو أن يقوموا هم بتقليد تصنيعها لأغراض لصق التهمة بإيران أو بميليشيات مرتبطة بها أو تتلقى السلاح منها ...؟
لماذا اسرعت الجهات الرسمية الأمريكية من اللحظة الأولى التي اعْلِنَ فيها عن محاولة الاغتيال الفاشلة في إصدار اتهامات جاهزة لجماعة مسلحة مرتبطة بإيران بتنفيذ هذه العملية مستندين الى أن المقذوفات المستعملة هي صناعة ايرانية خصوصا و إن احدى المقذوفات لم تنفجر و كأنها تُرِكتْ سليمة لتسهيل لصق التهمة بإيران او بميليشيات تتسلح بسلاح ايراني الصنع ... ؟
ثم لماذا تلقفت وسائل الإعلام البترودولارية رواية الماكنة الإعلامية الأمريكية و الإسرائيلية فأعادتْ تردديها و كأنها حقائق غير قابلة للنقض ...؟
من بديهيات اي تحقيق في أي جريمة هو البحث عن المستفيد و ذلك لغرض معرفة الفاعل , فمن هي الجهة أو الجهات المستفيدة من عملية اغتيال فاشلة لرئيس وزراء عراقي لم يبقى لفترة حكمه سوى بضعة أسابيع ...؟ و مَنْ سيكون المستفيد لو أن عملية الاغتيال قد نجحت فعلا ... ؟
للبحث عن المستفيد من الاعتداء الافتراضي لابد من الإشارة الى النقاط التالية :
اولا : الحكومة القادمة ستشكلها الكتلة النيابية الأكبر التي تَعلنْ عن نفسها في اليوم الأول لانعقاد مجلس النواب العراقي القادم ( المادة 76 من الدستور العراقي ) .
ثانيا : الكتلة الأكبر لحد هذه اللحظة و قبل ظهور تحالفات جديدة هي تحالف جماعة المالكي و العامري و الحكيم و الخزعلي و.. و.. حيث حصلت هذه الكتلة على ما مجموعه حوالي 90 مقعد من مقاعد مجلس النواب العراقي القادم , و هذا العدد يؤهلها لأن تكون هي مَنْ ترشيح رئيس مجلس الوزراء القادم .
ثالثا : لا يمكن افتراض أن كتلة المالكي و العامري و الحكيم و الخزعلي و ... و.. هي المتهم الأول في هذه القضية اذ ليس لها مصلحة واضحة في خلق اي مشكلة و هم على أبواب تشكيل الحكومة القادمة ...!
رابعا : إسرائيل و امريكا و دول خليجية لهم مصلحة في خلق مشكلة كبيرة في العراق في هذه المرحلة بالذات كي يتم خلط الأوراق و وضع عراقيل حقيقية تحول دون تشكيل الحكومة العراقية القادمة بطريقة لا تتوافق و متطلباتهم , لذا من غير المنطقي استبعاد كل هذه الاحتمالات و التمسك بالتهمة الأمريكية الجاهزة لإيران و للميليشيات المدعومة من قبلها ...!
من الأمور الإيجابية التي لابد من تشخيصها خلال هذه الأحداث المتسارعة هي اعتماد مصطفى الكاظمي طريق الحوار الصريح مع الأطراف المعنية و التي تحوم حولهم التهمة الأمريكية و ذلك لإزالة الغموض و كشف هوية الفاعل الحقيقي ...ّ! فمن المؤكد أن الحوار الجاد و تبادل المعلومات هو الأسلوب الوحيد لمعرفة هوية الفاعل و من ورائه .
و على جميع القوى السياسية العراقية التي يهمها استقرار العراق و تطور العملية السياسية فيه دعم الجنة التحقيقية التي شكلها مصطفى الكاظمي للمساهمة في كشف ما يمكن كشفه من حقائق و تقديمها للعدالة لتأخذ مجراها .
لا شك أن ما حصل هو اعتداء ليس فقط على شخص مصطفى الكاظمي بل هو اعتداء على السيادة العراقية , اعتداء الغاية منه خلق فتنة ... فهل تم دحر هذه الفتنة ...؟
لابد من انتظار التقرير النهائي للجنة التحقيقية المكلفة بالكشف عن الجهة التي نفذتْ محاولة الاغتيال و معرفة الجهة التي تقف ورائها , فهل سيحمل تقرير هذه اللجنة مفاجئات أم ان هذا التقرير سيزيد الغموض الذي يحيط بالقضية غموضا إضافيا ...؟
في كل الحالات سيبقى السؤال الأصعب هو :
هل سيستطيع القضاء العراقي توجيه التهمة الى امريكا او الى إيران إن كانت هنالك دلائل نشير الى تورط احدهما في عملية الاغتيال ...؟ أم أن تقرير اللجنة التحقيقية و قرار القضاء العراقي سيعتمد على مبدأ الغموض المتفق عليه بين امريكا و ايران حول المل ف العراقي منذ 2003 و لحد الان ... !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية