الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 11 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مشكلة الحياة السياسية في العراق أن أيا من الأحزاب ((السياسية)) المتنفدة، لا يطرح نفسه ممثلا لعموم الشعب العراقي، بل يطرح كل منها نفسه كممثل لمكون طائفي أو إثني محدد من مكوناته، ويوهم ذلك المكون أنه يجاهد لضمان حقوق ذلك المكون عبر التنازع مع ممثلي المكونات الطائفية أو الأثنية الأخرى، وأن أقصى ما يمكن أن يقدمه من حلول للأزمة هو التنازع مع الأحزاب التي ((تمثل)) تلك المكونات، أو التوافق معها على توزيع الغنائم.

وهذا الفهم المشوه للحياة السياسية الذي يقوم على نفي وحدة المصالح، وتشظية مكونات المجتمع وتأجيج التنازع فيما بينها على المغانم، يجد تجاوبا من الناخب البسيط المشحون من هذه الأحزاب بكل ما يبعده عن مواطنيه من مكونات المجتمع الأخرى، دون أن ينتبه إلى أن التنازع الحزبي، المتستر بالمكوناتية، على المغانم لا يعود عليه سوى بفتات مادي أو معنوي منها، وأن المافيات السياسية، ومليشياتها هي المستفيد الأول والأخير من هذه العلاقات التنافسية بين شركاء الوطن. كما أن التعامل مع الوطن وثرواته باعتبارهما غنيمة أو غنائم محل تنازع وصراع، يشوه وعي الفرد العراقي ويقتل فيه روح الجد والإبداع لتنمية طاقاته في العمل وأضافة ثروات جديدة ناجمة عن عمله الى الثروات الطبيعية التي تتوفر عليها البلاد.

ولن تتعافى الحياة السياسية في العراق، ولن يخرج المجتمع العراقي من أزماته، مهما قدم الواعون من تضحيات في النضال ضد سلطة أحزاب المليشيات، دون إدراك الناخب العراقي لهذه الحقائق، ولطبيعة الأحزاب الطائفية، وتصويب خياراته بما يتناسب مع. حقيقة أن الأوطان لا تبنى بتنازع مكوناتها، وإنما بتعاونها، وأن من يتصدى للعمل السياسي فردا أو حزبا، يجب أن ينطلق من، ويعمل من أجل، مصالح عموم المجتمع وليس فقط لتطمين مصالح هذا المكون أو ذاك.

ولأنها تعي هذه الحقائق، فأن الأحزاب المتنفذة تستمر في التلفع باردية دينية ـ طائفية وعشائرية ـ إثنية، وينصب نشاطها على تنظيم فعاليات دينية وفعاليات قومية وسياسية مستغلة المناسبات الدينية والقومية، لتعميق التمايز بين مكونات الشعب العراقي وأيهام من ينتمون الى تلك المكونات بأن إنتماءهم الى المكون، هو الأنتماء الأول والأخير، دافعة بالأنتماء الوطني الجامع إلى مؤخرة الأنتماءات، من حيث الأهمية.

وفي هذا الأطار تفتعل نزاعات وهمية وتثار بين حين وآخر على نحو مقصود وممنهج، وربما باتفاق ضمني مع الشركاء المتحاصصين، تثار خلافات ونزاعات حول قضايا هامشية ، لأدامة التوتر والإستقطاب الطائفي وتحريك الغرائز الشوفينية، ومشاعر التعصب القومي. بين الطوائف والإثنيات.

وفي مثل هذه الأوضاع يصبح من أولى مهام قوى التقدم، إبراز العامل الوطني والأنتماء للوطن، والتأكيد عليه، وجلو الغبار الذي تنشره القوى الطائفية وقوى التعصب القومي على المصالح المشتركة للعراقيين بغض النظر عن أنتمائاتهم الثانوية الضيقة. وفضح قوى الفساد التي تستفيد من تشطية المجتمع الى كانتونات منعزلة ومتناحرة فيما بيينها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ