الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أربعون الحصار 4
محمد علاء الدين عبد المولى
2006 / 8 / 26الادب والفن
(28)
قل هي الانتفاضةْ
جنّةٌ تتآمر حتى الزهور عليها
ولا يبلغ العطرُ فيها مخاضهْ...!
(29)
عادَ السؤالُ إلى الطبيعةِ:
هل لنا اسمٌ ومعنى؟
وحمامةُ الزيتون شكّت بالفضاء
ولم تجدْ جدوى لتحمل فيه غصنا
حتى ملاكُ الموتِ راوده السؤالُ:
الموتُ فردٌ أم جموعٌ أم مثنّى...؟!!
(30)
هامِلِتْ في المخيّمِ
يسأل عن حلّ معضلةٍ أعجزته طويلاً...
فيوماً يسمى سليلَ الشياطينِ
يوماً يسمى الملاكْ
هل (يكونُ) وهل (لا يكونُ) معاً
ها هنا أو هناك؟
هامِلِتْ مطلقٌ للهلاكْ...!
(31)
دقّ النفيرُ ولم يجد أحدٌ سلاحاً
واحتمى الأطفالُ خلف البرعم الطّينيّ
واحتشد الدم العريان في كل الجهاتْ
(من مات ماتْ)
والكون سلّم وحشهُ ميزان حكمته
فلم تجدِ (العدالةُ) كفّةً ترتاح فيها
من ذئابٍ يتبعون حظائر الأحلامِ,
والقاضي حشا في البندقيّة ثوبَ عفّته
وأطلقه على قاضي القضاةْ
(ما فات فاتْ)
ومصير ذاكرتي المعمّى لم يزل في كفّ عفريتٍ,
وبعض القوم يسألُ:
هل يحقّ لشعب كنعان الحياةْ؟
(32)
لم يجد أحدٌ أحداً ليشيّعه
فمشى أحدٌ نحو قبرٍ قريبٍ
لعلّ هناك أحدْ
فرأى النّفَسَ العربيّ بجثمانه قد همدْ...
............؟
(33)
مع أنها استلمتْ بريداً من شهيدٍ قادمٍ
لكن (وفاء)* استعجلتْ ردّ الجوابِ
فحمّلت أنهارها في صدرها
ومضتْ تعانقُ نفسَها
بعد انفضاضِ الكونِ عن مرآتها
صاغتْ لإصبعِها خواتمَ من دمٍ
ومضت تطيّبُ خصرها بالأرجوانْ
زفّت إلى أعماقها أعماقها
لم تنتظر للصّيفِ إكليل الزفافْ
قالت قطعتُ صباي موحشةً
كأنّ الأرضَ زوجٌ تارةً
وعجوزُ أوهامٍ كثيراً ما تخافْ
وضعت وفاء يداً على زنّارها
ويداً على أنهارها
وتفتّحت فيها الضفافْ
(34)
خرجت (آياتٌ)* من مصحفها الكنعانيّ
ولم يشعر أحدٌ أنّ يديها تنتظران حبيباً
لا تلغيم حزامٍ...
عيناها تبتهجان بفوضى ولدٍ سيناغيها (يمَّهْ)
وعلى شفتيها عطرُ صلاةِ الليلِ
ليهبط روحُ ملاك الربّ بإبريقٍ من عسل النجمةْ
أو خاتمِ نورٍ ليسوّر عتمتها
لكن... من أفقدَها حقّ توهّجِها كامرأةٍ
من أفرغ عشتاراً منها؟
أنزلَ من قبتها حبل قنابلْ
ذهبتْ ناضجةً بجميع مفاتنها
لا ينقصُها إلاّ رجلٌ يتهجّى عزلتها
يسكبُ من لذّتها نهرَ سنابلْ
وإذا لم يقدرْ أن يبني بيتاً يؤويها
يكفيها أنْ سيحاولْ
لكنْ آياتٌ ظهرت في ذات شتاء قاحلْ
قرأت أن قرى الأحلام تثاءبَ حرّاسُ مداخلها
وتخلّى عنها الأقزامُ, فلم يبق لها
إلاّ أن تحزم أمرَ قداستها
وتخبّىء في سلّـتها ليلَ أنوثتها
وتغادرَ وحدتها
تتمشّى في ردُهاتِ الماءِ كشعبِ جداولْ
......؟؟
حين رآها الخلقُ, رأوا قرآناً محفوظاً
من ألواحِ الدمِ نازلْ
(35)
من أجل هيلين قام الكون ملحمةً
حربٌ تدورُ, وحربٌ بعدُ تتقدُ
والآن في كلّ بيتٍ من مخيمنا
هيلين محروقةٌ عزلاءَ, ترصدها
أيّامها, ويُسجّى حولهات الأبدُ
مع الدخان, وطيرٍ راح يرفعها
لربّة الحلمِ علّ العرش يرتعدُ
لكنّ هيلينَ بعد اليوم حادثةٌ
عاديّةٌ, لا يشقُّ الروحًَ مصرعها
ولن يصلّي على شطآنها زبدُ
(36)
ليسَ للعاشقِ أحلامٌ سوى
أن تنضجُ المرأةُ في صيف الوطنْ
ليس للساعةِ أن تكسرَ إيقاعَ الزمنْ
فليمرّ الوقتُ عاديّاً
لتحملْ طفلةٌ ألعابها
ولتمتلىء بالزهرِ أطرافُ الحديقةْ
ولقد أطلبُ في الليلِ صديقةْ
داخلاً من نهدها بابَ وجودي
ولقد أبكي على أنثى الشهيدِ
قبل أن أبكي عليه
وعلى دفن الحقيقةْ...
(37)
غادرت مريمُ تمثال الحجرْ
وأشارت لابنها أن يرفعَ الأرض إلى ربّ المطرْ
مسحت بالعطرِ أولاد المخيّمْ
فرأت تحت ركام الحيّ أشلاء ابنها
فاغرورقتْ بالوحشةِ الأولى وقالت
مرّةً أخرى سأُهزمْ...
ثم جاءتها من الريحِ صلاةٌ تتقدّمْ
كان فتيانُ الدم المهجور يبكون اخضراراً:
" كلّنا أبناء مريمْ "
" كلّنا أبناءُ مريمْ "
(38)
هذي كنيسُتك العتيقة يا أبي
غرقتْ بوحشتها, ألا يكفي صليبٌ واحدٌ
لنعيدَ تسميةَ الطّبيعةِ أمّنا؟
اسمعْ حجارتَها تؤذّنُ في الظلامْ
فيجيئها حرسٌ,
ومهدكَ مقفرٌ
والضّعفُ في ثالوثكَ القدسيّ طال به الصيامْ
والفصح حلّ, فأين قربان السلامْ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة