الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث رسائل حول الحب والجنس والتقاليد

كارل ماركس
(Karl Marx)

2021 / 11 / 16
الارشيف الماركسي


ترجمة: سعيد العليمى

مقدمة
إقترح على الصديق آرام كركورى ترجمة هذه الرسائل التى لم أصادفها خلال إطلاعى على مؤلفات ماركس . ويبدو فيها ماركس الأب معبرا عن بعض آراءه فى الحب والجنس والتقاليد بمناسبة عينية هى علاقة ابنته لاورا بمن سيصبح زوجها فى المستقبل وأحد قادة الشيوعية الفرنسية وهو بول لافارج . لقد تعرض ماركس لظروف مالية قاسية نزلت به فى احيان كثيرة الى حد العيش ماتحت حد الكفاف . فى وقت لم تكن فيه المرأة غير البروليتارية الكادحة قد نزلت ميدان العمل . كما أن الحركة النسائية الثورية كانت تطرح اولى براعمها الباكرة . وعلى ذلك فلابد من قراءة وفهم الموقف فى الرسائل فى السياق العينى المحدد . فلم يكن ماركس بصدد ابداء رأى فى قضايا الحب والجنس والتقاليد مجردة وانما فى علاقة بول ولاورا فى وقت وسياق محددين . وجدير بالذكر ان نشير الى انهما اى بول لافارج ولاورا ماركس قد عاشا حياة نضالية حافلة . وقد كان للأول بعض الاسهامات النظرية تجلت فى كتابات حول " من اين تأتى الافكار المجردة " و " تطور الاممية " و " النزعة العاطفية البورجوازية " و " الحق فى الكسل " وغيرها الكثير . وكان قد قرر بالإتفاق مع لاورا ان ينهيا حياتهما اذا مابلغا سن السبعين قبل ان يفقدا حسهما بالحياة وحتى لايصبحان عبئا على احد . وقد فعلا ذلك فى الموعد الذى حدداه . وفى 3 ديسمبر 1911 وقف لينين على قبر بول ولاورا وعبر عن احترامه لبول لافارج " بوصفه رجلا ممن اتصفوا بالنبوغ والعمق فى الدعوة للأفكار الماركسية " و " بشخص لافارج يتحد فى اذهان العمال الاشتراكيين الديموقراطيين الروس عهدان " العهد الذى هبت فيه شبيبة فرنسا الثورية والعمال الفرنسويون باسم الافكار الجمهورية للانقضاض على الامبراطورية ، وذلك العهد الذى قامت فيه البروليتاريا الفرنسية تحت قيادة الماركسيين بنضال طبقى حازم ضد النظام البورجوازى برمته ، استعدادا للمعركة الاخيرة ضد البورجوازية فى سبيل الاشتراكية ." ( خطاب القى باسم ح ع ا د ر اثناء دفن بول ولاورا لافارج – الاعمال المختارة فى عشر مجلدات – المجلد الثالث ص ص 544 – 545 ) .

من خطاب إلى بول لافارج ( فى لندن ) – بالفرنسية فى الأصل –
لندن ،13 أغسطس ، 1866
عزيزى لافارج :
إسمح لى بإبداء الملاحظات الآتية :
1 - إذا أردت أن تستمر فى الإتصال بكريمتى ( لاورا ) فلابد ان تكف عن سلوكك ب " التغزل " بها . فأنت تعلم جيدا انه ليس هناك وعد بالزواج بعد ، وما يزال الأمر إحتمالا . وحتى لو كنت خطيبها من الناحية الرسمية ، فلاتنس أن هناك أمورا كثيرة معلقة ترتبط بالموضوع . ان عادة العلاقة الحميمة للغاية غير ملائمة هنا بما يغنى عن الذكر حيث يتعين على المحبين أن يعيشا هنا متسمان بالطهر فى نفس المكان لفترة قد تطول بالضرورة تحت إغراءات قوية . وخلال حقبة جيولوجية إستغرقت أسبوعا ، لاحظت التغير فى سلوكك مصدوما . وفى رأيى ، يتم التعبير عن الحب الحقيقى بالتحفظ ، وبالتواضع ، بل وحتى بالخجل من جانب المحب إزاء محبوبه ، وليس بتطرفات مزاجية أو تودد سابق لأوانه لأبعد حد . حين تطلق مزاجك الكريولى ( يقصد ماركس دماءك الحارة حيث تشير لفظة الكريولى للشخص الفرنسى المختلط عرقيا بالأسبانى أو الزنجى – المترجم العربى )، فإننى أعتبر أن من واجبى أن أقف بين مزاجك وبين ابنتى بحسي الصحى السليم . إن لم تكن قادرا على إظهار حبك لها فى شكل يتفق مع أعراف لندن فمن المنصوح به أن تحبها من بعد . وليس على أن أسترسل أكثر .
2 – وقبل أن تستقر علاقتك بلاورا تحديدا ، فلابد أن تتضح لى تماما أحوالك الإقتصادية . إبنتى تعتقد أننى أعلم عن أمورك . وهى مخطئة فى ذلك . فأنا لم أتحدث فى هذه الأشياء لأنه فى رأيى انه كان واجبك انت ان تقوم بالمبادرة . أنت تعلم أننى ضحيت بكل ثروتى من أجل النضال الثورى . ولست آسفا على ذلك . على النقيض تماما . اذا كان على ان ابدأ حياتى من جديد فسوف افعل نفس مافعلت . ولكننى لم اكن لأتزوج . وبقدر إستطاعتى فإننى أريد أن أحمى إبنتى من نفس الصخور التى تحطمت عليها حياة أمها . وبما أن هذه المسألة لم تكن لتصل أبدا الى هذا الحد الا بسبب سلبيتى ( ضعف من جانبى ! ) وبدون الأثرالذى كان لصداقتى لك على موقف ابنتى ، فإن مسؤولية شخصية ثقيلة تقع على عاتقى . وفيما يتعلق بظروفك الحالية ، بنوع المعلومات التى لم اسع اليها وانما تناهت الى مصادفة فهى ليست مطمئنة . ولكن دعنا نترك ذلك . بالنسبة لوضعك العام ، فما أعلمه أنك مازلت طالبا ، وبسبب حادثة لييج ( 1 ) فإن مسارك المهنى فى فرنسا قد تحطم جزئيا ، كما أنك مازلت تفتقر لمعرفة اللغة الانجليزية – وهو شرط لازم لتأقلمك فى انجلترا – وان فرصك كلها اشكالية فى افضل الاحوال . وقد تبين لى من ملاحظتك انك لست مجتهدا بطبيعتك ، بالرغم من النشاط الحماسي العرضى ونواياك الطيبة . فى ظل هذه الظروف فانك مضطر للإعتماد على الآخرين لمساعدتك فى انشاء حياة مشتركة مع ابنتى .وانا لااعرف شيئا عن اسرتك . وحتى ان كانوا يعيشون حياة هانئة ، فلايعنى هذا انهم مستعدون لأن يتحملوا أية تضحيات من اجلك . اننى لااعرف حتى كيف يشعرون بشأن زواجك المقترح . من الضرورى بالنسبة لى واكرر ، ان يتوفر لى توضيح ايجابى لكل هذه الاسئلة ( 2 ) . ويتبقى ، لواقعى صريح مثلك الا يتوقع منى ان اتصرف بشكل مثالى حينما يتعلق الامر بمستقبل ابنتى . ووضعى مثلك يريد ان يقضى على الشعر ، لن يرغب فى ان يصنع شعرا على حساب طفلتى .
3 – حتى استبق اى تفسير زائف لهذه الرسالة الفت انتباهك الى حقيقة انه – اذا ماشعرت باغواء فى ان تتزوج اليوم – فانك لن تنجح . فسوف ترفض ابنتى . وانا سوف احتج . كان عليك ان تنجز شيئا فى الحياة قبل ان تفكر فى الزواج ، وسوف يتطلب هذا فترة اختبار طويلة لك وللاورا .
4 – سوف اقدر لك ان بقيت هذه الرسالة سرا بيننا . واننى لفى انتظار ردك .
كليا لك
كارل ماركس
هوامش
1 – حضر لافارج فى اكتوبر 1865مؤتمرا عالميا للطلاب فى مدينة لييج ، وبسببه اوقف هو وجملة من الطلاب عن الدراسة فى الجامعات الفرنسية .
2- انظر الرسالة التالية ، من ماركس لانجلز ، 23 اغسطس 1866 حول قبول لاورا كعروس لبول .
الرسالة الثانية
الى فردريك انجلز ( فى مانشستر )
لندن ، 23 اغسطس ، 1866
عزيزى فرد :
اليوم بضع كلمات فقط . جرى ترتيب الامر مع لافارج ( 1 ) الى حد ان الرجل العجوز ( 2 ) كتب الى من بوردو ، طالبا منى منح لقب الخاطب لابنه وقد صرح لى بملاءة وضعه الاقتصادى . وبعيدا عن ذلك ، فقد تم الإتفاق على ان يجتاز لافارج الشاب امتحان الدكتوراة فى لندن ثم فى باريس قبل ان يفكر فى الزواج . وها قد سوينا الأمر . ولكنى اخبرت الكريولى ( المقصود بول المندفع ذو الدم الحار – المترجم العربى ) امس انه ان لم يكن بمقدوره ان يتحكم فى نفسه وفق قواعد السلوك الانجليزية فإن لاورا سوف تسرحه بلا صخب اضافى ( 3 ) وهو ماينبغى ان يدركه تماما . او لن يتمخض عن الامر شئ . انه شاب جيد لاقصى حد ، ولكنه طفل مدلل ، وله طبيعة طفولية .
لقد صرحت لاورا انه قبل ان تخطب رسميا فلابد من ان تحصل على موافقتك .
هنا وهناك تظهر بدايات بثور جديدة وسرعان ماتختفى ، ولكنها تجبرنى على ان احدد ساعات عملى .
خالص تحياتى الى ليزى ( 4 )
سلام
لك
كارل ماركس
هوامش
1 – خطوبة بول لافارج للاورا ماركس . فى 13 اغسطس 1866 ، كتب ماركس الى انجلز : " لقد كتبت اليوم رسالة طويلة بالفرنسية حيث اخبرته اننى لابد وان اتلقى معلومات ايجابية عن حالته الاقتصادية قبل ان تتواصل الامور ( مع لاورا ) اوان تتطور اكثر ."
2 –فرانسوا لافارج هو والد بول
3 – انظر الرسالة الاولى ، من ماركس الى لافارج ، 13 اغسطس ( وليس 22 اغسطس كما يصرح ماركس ) 1866 .
4 – ليديا بيرنز
الرسالة الثالثة
الى لاورا ماركس ( فى هاستينجز )
لندن ، 28 اغسطس ، 1866
عزيزتى كاكادو
تلقيت خطابك ، ولم يكن غير مفتوح ، مادام كان عليه ان يمر خلال اصابع ايدى الامبراطور ( 1 )
لقد كان رأيى دائما انه حتى تعطى " تعليمك "اللمسات الاخيرة فمازلت فى حاجة لمدرسة داخلية . سوف تكون غاية فى الفائدة .
( لقد تركنى الفارس ذو الوجه الحزين فى ركن بيته ) 2 . وقد ارتعش قلبه الى حد كبير قبل ذلك ، وقد بدا انه يحتمل انفصاله عنى بلامبالاة بطولية بالاحرى .
امنياتى الطيبة الى جينى . 3
ارفق طيه 5 جنيهات ، وسوف ارسل الباقى الاسبوع الثانى .
العجوز ، المتواضع لك
سوف تبدأ ماما حملتها الخاصة غدا او بعد غد . كانت هناك حاجة لدفعة كبرى حتى تنطلق .
هوامش
1 – اسم تدليل لزوجته
2 – بول لافارج
3 – الإبنة جينى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للسيد سعيد العليمى المحترم
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 11 / 16 - 09:46 )
تحية للسيد سعيد العليمى المحترم
وشكراً له على هذه الترجمة .

في رسالة ماركس إلى : الى لاورا ماركس ( فى هاستينجز )
لندن ، 28 اغسطس ، 1866

1. كاكادو Cacadou هو أسم التدليل ( الدلع) لأبنته لاورا Laura .

2. ( لقد تركنى الفارس ذو الوجه الحزين فى ركن بيته ) مقطع من رواية دونكيشوت , وصحيح يقصد بها: بول لافارج Paul Lafargue

3. الامبراطور , ليس أسم التدليل لزوجته , بل أسم التدليل لأبنته ( جيني Jenny) والتي كانت تعمل بمثابة السكرتيرة لوالدها.

4. امنياتى الطيبة الى جينى ....المقصود هنا أبنته ( لوارا Laura ) وليس جيني Jenny
مع جزيل الشكر و التقدير

https://megadigital.bbaw.de/briefe/detail.xql?id=B00164


2 - الحق في الكسل وفيكتوريانية ماركس!
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 16 - 18:20 )
الرفيق العزيز سعيد العليمي
شكرا على ترجمتك!
مع ان
Paul Lafargue
كتب كتابا في حق الإنسان بالكسل
The Right To Be Lazy
(1883)
https://www.marxists.org/archive/lafargue/1883/lazy/
وهو حق تضمنه الشيوعية وتنكره الرأسمالية, الا انه كان هو نفسه ابعد ما يكون عن الكسل, فكريا على الأقل, فقد كتب عدة مؤلفات مهمة وبضمنها
The Religion Of Capital: A Satirical Expose Of Capitals Claims To Sanctity
https://www.amazon.com/religion-capital-satirical-exposure-capitals/dp/B003HGH84A
-دين رأس المال: فضح ساخر لادعاء رأس المال بالقدسية.-
وهو كناب فريد ومهم جدا لأنه يعري قدسية راس المال والملكية الخاصة البرحوازية التي تجد لها غطاء شرعيا وشعبيا في منطقتنا قي مرجعيات دينية كمرجعية الأزهر او مرجعية النجف, التي تسلك كقلاع فكرية للتحصن بالضد من العدالة ومع قمع البشر ودوام استعبادهم.
ويجب أن أضيف إن افكار ماركس بخصوص الحب والجنس تفضح تحيزاته الطهرانية كنتاج لأخلاقية فيكتوريانية محافظة, وقد .تخلت عنها, لحسن الحظ, شيوعية لينين في مجال الجنس, التي وأدها ستالين, للأسف, فيما بعد
مودتي


3 - الرفيق طلال الربيعي
جلال عبد الحق سعيد ( 2021 / 11 / 16 - 23:25 )
تحياتي
ماهو الحق في الكسل الذي تضمنه الاشتراكية و ترفضه الراسمالية
لم افهم الموضوع
ارجو ان يتسع وقتك للمزيد من التوضيح
وسامح جهلي
مع مودتي


4 - الحق في الكسل
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 17 - 02:57 )
الرفيق العزيز جلال عبد الحق سعيد
شكرا على استفسارك!
الحق في أن تكون كسولًا, يعارض فيه لافارج، أحد أشهر الاشتراكيين في كل العصور، بشدة نضال الحركة العمالية لتوسيع العمل المأجور، بدلاً من إلغائه أو على الأقل تقييده. ووفقًا لما قاله لافارج، فإن العمل المأجور هو بمثابة العبودية، وأن النضال كحركة عمالية من أجل توسيع نطاق العبودية هو أمر مناف للعقل.
يقتبس لافارج الكاتب والفيلسوف واهم ممثلي عصر التنوير إفرايم ليسينج -دعونا نتكاسل في كل شيء ماعدا في المحبة والشرب وفي الكسل-. تنص مقدمة الكتاب الشهيرة على ما يلي: -يهمن ضلال غريب على الطبقات العاملة في الأمم التي تسيطر فيها الحضارة الرأسمالية. يجر هذا الوهم في قطاره الآلام الفردية والاجتماعية التي عذبت الإنسانية الحزينة طيلة قرنين من الزمان. هذا الوهم هو حب العمل، الشغف الشديد بالعمل، الذي يدفع حتى إلى استنفاد القوة الحيوية للفرد وذريته. بدلاً من معارضة هذا الانحراف العقلي، ألقى الكهنة والاقتصاديون وعلماء الأخلاق بهالة مقدسة على العمل .... -
يتبع


5 - الحق في الكسل
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 17 - 03:00 )
من الجنون، حسب لافارج، أن يقاتل الناس من أجل -الحق- في يوم عمل مدته ثماني ساعات. بعبارة أخرى، ثماني ساعات من العبودية والاستغلال والمعاناة، عندما تكون أوقات الفراغ-الوقت الحر والفرح وتحقيق الذات هي التي يجب الكفاح من أجلها - وأقل ساعات من العبودية قدر الإمكان.
يمكن للأتمتة، التي قطعت شوطًا طويلاً بالفعل في زمن لافارج، أن تقلل من ساعات العمل بسهولة إلى ثلاث أو أربع ساعات في اليوم. سيترك هذا جزءًا كبيرًا من اليوم للأشياء التي نريد فعلها حقًا - قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، والاسترخاء، والاستمتاع بالحياة، والكسل.
يجادل لافارغ بأن الآلة هي منقذ البشرية، لكن فقط إذا كان وقت العمل الذي تحرره يصبح وقتا حرا. يمكن أن يكون كذلك، لكن نادرًا ما يكون كذلك. عادة ما يتم تحويل الوقت الذي يتم تحريره إلى مزيد من ساعات العمل، والمزيد من ساعات الكد والكدح-العديد من الناس في الولايات المتحدة يعملون بوظيفتين او لربما ثلاث لسد متطلبات الحياة ورغم ذلك فان الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء تتوسع, وهذا يعني اجهاد عضلي وعقلي للعاملين وحرمانهم من إشباع حاجاتهم الروحية,
يتبع


6 - الحق في الكسل
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 17 - 03:02 )
او اكتساب الوعي الثوري بالنسبة للطبقة العاملة كي تتحول الى بروليتاريا. حسب لافارج, غالبًا ما يكون العمل لساعات طويلة في اليوم أمرًا مهينًا، في حين أن العمل لساعات قليلة جدًا يمكن أن يكون منعشًا ومثريًا للغاية، مما يؤدي إلى التقدم العام والصحة والفرح والرضا.
يقول لافارج
-لا يمكن للعمال أن يفهموا أنهم من خلال الإفراط في العمل... يقتلون داخل أنفسهم كل الملكات الجميلة، ولا يتركوا شيئًا حيًا ومزدهرًا سوى الجنون الغاضب للعمل. مثل الببغاوات الأركاديية، يكررون درس الاقتصادي: -دعونا نعمل، دعونا نعمل على زيادة الثروة الوطنية -. زيادة الثروة الوطنية تعني في الواقع زيادة ثروات الرأسماليين.
هذه المآسي الفردية والاجتماعية، حسب لافارج, مهما كانت كبيرة ولا تُحصى، مهما كانت أبدية، سوف تتلاشى مثل الضباع وابن آوى عند اقتراب الأسد، عندما تقول البروليتاريا -سأعمل-. ولكن من أجل تحقيق ذاتها، يجب على البروليتاريا أن تدوس تحت أقدامها تحيزات الأخلاق المسيحية والأخلاق الاقتصادية وأخلاقيات الفكر الحر. يجب أن تعود إلى غرائزها الطبيعية،
يتبع


7 - الحق في الكسل
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 17 - 03:04 )
ويجب أن تعلن ان الحق في الكسل ألف مرة أكثر نبلا وقدسية من حقوق الإنسان الهزيلة التي ابتدعها المحامون الميتافيزيقيون للثورة البرجوازية. يجب أن يعتاد على العمل ثلاث ساعات في اليوم، ويحتفظ ببقية النهار والليل لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بما توحيه لنا رغباتنا.
وحسب الماركسي الكبير ديفيد هارفي, يجب أن يعمل اليسار على سياسة نقول فيها، -نرحب بالذكاء الاصطناعي والأتمتة، لكن يجب أن يمنحونا المزيد من وقت الفراغ.- أحد الأشياء الكبيرة التي يقترحها ماركس هو أن الوقت الحر هو أحد أكثر الأشياء التحررية التي يمكن أن نحصل عليها. لديه عبارة لطيفة: عالم الحرية يبدأ عندما يترك عالم الضرورة وراءه.
Capital Vol. III
Part VII. Revenues and their Sources
Chapter 48. The Trinity Formula
https://www.marxists.org/archive/marx/works/1894-c3/ch48.htm
يتبع


8 - الحق في الكسل
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 17 - 03:06 )
تخيل عالماً يمكن فيه الاعتناء بالضروريات. يوم أو يومين في الأسبوع ، والباقي وقت حر.
هدف الشيوعية هو تقصير يوم العمل واشباع الحاجات الروحية عن طريق زيادة -الوقت الحر!-.
Free Time Under Communism
https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.2753/RSS1061-1428010127?journalCode=mrss19
أرجو أن وضحت ببعض العجالة المقصود بالحق في الكسل.
مع وافر مودتي

اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي