الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية التغيير الديمقراطي في سوريا

علي الحاج حسين

2006 / 8 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سلم الحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم بوجوب التغيير وضرورته الملحة في سوريا، لكن وقبل الخوض في تفاصيل وحيثيات المرحلة التالية، أي مباشرة عملية التغيير، حري بنا أن نتوقف مليا عند دواعي التغيير، أي الأسباب التي جعلتنا نسعى لتغيير الوضع الرديء الراهن. وبذلك نسعى لتوضيح رؤية نحو التغيير المنشود، وأي تغيير نريد؟ ولئلا يلحق هذا التغيير سلسلة من التغييرات التي لا تخدم أحدا أو تؤول الأمور فيها إلى من لا يهمه الهدف من التغيير بقدر ما يهمه حدوث التغيير أيا كانت جهة سيره وسريانه...
لو عدنا خلفا لمراجعة المقدمات الموضوعية التي استدعت هذه العملية لوجدنا أن تراكمات تاريخية وأحداث جمة قادت البلد لحالة من الركود والإحباط على كافة الصعد: تردي اقتصادي، فقر مدقع، تغييبب كامل للحريات ومنع ظهور أي صوت مخالف للنزعات الرسمية والأمزجة السلطوية المتقلبة وفقا لمصالح أهل النظام ومحيطه.
كل هذا الحيف الذي أصاب السوريين بلا شك يستدعي التعديل فيه، والإرادة الشعبية والرغبة متوفرة، فلماذا لا يحدث أي تغيير يا ترى؟ ما هي المعوقات والعقبات التي تعترض عملية التغيير الإيجابي؟
أرى موانع التغيير ومثبطاته وكل ما هذه العملية المرتقبة موجزا في عدة نقاط:
- التمسك بنظرية المؤامرة والترويج لها وزيادة القمع بذريعة أننا دولة مواجهة والوقت لم يحن للتغيير والإصلاح ولا صوت يعلو فوق صوت حاكم الطواريء.
- تعاظم الاستبداد والقمع وكم الأفواه وزج الانتلجنسيا السورية في السجون وتخوينها بوصفات جاهزة.
- الفقر وانشغال المواطن طيلة يومه بمطاردة لقمة العيش.
- عطالة دور المعارضات السورية المختلفة وانشغالها بنفسها وتفشي الشقاق والنفاق في أجسادها.
- عدم الاستفادة من خبرات المغتربين وحتى عدم السماح لهم بزيارة البلد.
- خوف الحاكم المتسلط من حجم الأضرار التي قد تلحق بأهل الاستبداد وتدهور مصالحهم في دولة المؤسسات.
- يضاف إلى هذا مجموع السلبيات المتشابكة التي تدور حول هذه النقاط، وسلبيتها على الحاكم وآله وصحبه.

هل يعقل أن تبقى سوريا إلى ما لا نهاية في حالة ركود خارج المجموعة الشمسية؟
بالتأكيد التغيير مسألة تحصيل حاصل، وهذا ما يجب على أهل الاستبداد فهمه وقراءته بشكل صحيح قبل غيرهم.
طالما شخصنا المرض فلن يصعب وصف علاجه، وعليه: أدوات التغيير الشافية موجودة داخل سوريا نفسها، ولو تقفينا الأثر على الدروب التي سلكها غيرنا في حالات مشابهة، لتلمسناها وتحسسنا ملامحها.
إن إعاقة عملية التغيير جريمة بالمفهوم الأخلاقي على الأقل، والشعب السوري لن يتوقف دون استرداد كرامته وكافة حقوقه غير منقوصة. وهذا سيكون قطعا بسواعد السوريين، كل السوريين..

وما يزيدنا تفاؤلا بقرب النهاية ومؤشر على حدوث التغيير الإيجابي هو تزايد القمع ومحاولات النظام المستميتة لكبت الحراك الشعبي من جهة، وبالمقابل تعاظم دارات الحوار في كافة الأوساط .. وبالتالي مفهوم الرفض متجذر في وعي كل السوريين، المعارضة الصامتة، أي غالبية الشعب هي التي ستقوم بالتغيير لحاجتها له، والآليات والأدوات بلا شك هي سورية صرف ولمصلحة سوريا والسوريين أولا وأخيرا.
أي المعارضة السورية الشعبية تطرق كل الأبواب من القامشلي وحتى صلخد، وحين يعلو صوت الشعب، يخرس الاستبداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة