الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صولجان باخوس لبودلير

محمد الإحسايني

2006 / 8 / 26
الادب والفن


قصيدة نثر
ما هو المزراق ؟
وفقاً للمدلول المعنوي ، هو رمزكهنوتي في يد الكهنة والكاهنات، يعظمون به الألوهية؛ وهم لسان حالهاوخدامها، لكنه مادياً، ليس سوى عصىً، محض عصىً، عصىً طويلةٍذات جنجل ، ودعامٍةمن دعائم الكرمة، يابسة، ومستقيمة . حول هذه العصى، وفي الْتواءات نزوية، تتلاعب وتمرح السيقان والأزهار:هذه السيقان الملتوية والمرتخية، وتلك الإزهارالمائلة ، كال نواقيس، أو الكؤوس المقلوبة ؛ وقدانبثقت هالة مجد من ذلك التعقيد للخطوط والألوان ،اللينةاو الصارخة . اوَليس الخط المنحني والحلزوني ،كأنهما يبديان إعجابهمابالخط المستسقيم ، ويرقصان حواليه في عشق صامت ؟ أوَليس جميع هذه التوَيجات الرهيفة ، وجميع الكؤوس ، ونفحات روائح الألوان كأنما هي تعزف رقصة صوفيةمن موسيقى فاند نغو حول العـصى الكهنوتية؟
ومع ذلك ؛ فمن هو ذلك الإنسان المتهورالذي يجرأ أن يقطع برأيه:هل الأزهار وقضبان عناقيد العنب قد ُخلقت من أجل العصى ، أوهل العصى ليست إلا ذريعة لإظهار جمال العناقيد والزهور؟
إن المزراق هو إظهار ثنائيتك المدهشة، أيها المعلم القوي والمبجل، عزيزي كاهن باخوس في الجمال الخفيّ والمشبوب العاطفة .
فما حرّكتْ حيوية أسخطها باخوس الذي لايقهر ، عصاه،على رؤوس رفيقاتها المتيمات من فرط الحيوية واحتدام النزوةالتي تُثيرونها ، ياصاحب النبوغ حول قلوب إخوانك.
• العصى هي إرادتك المستقيمة والوطيدة، و الأزهار هي التنزه على هواك حول إرادتك ، ذلك هو العنصر النسوي ينفذ حول العنصر الذكوري ا ستدارته العجيبة على قد م واحدة . الخط المستقيم والخط المنعرج، القصد والعبارة ، تصلب الإرادة ، وانعرج الصوت ، وحدة الهدف ، وتنوع الوسائل ،المزيج القوي وعدم قابلية تجزئة العبقرية ...ترى، أي محلل سيمتلك الشجاعة الممقوتة لتجزئتك وإقصائك ؟
• عزيزي ليزت، عبر الضباب ، ومن وراء الأنهار ، وفي أعلى المدن التي تشدو فيها آلات البيان بمجدك ، والتي تترجم المطابع حكمتك ،وفي أي مكان حللت ، وفي إشراقات المدينة الخالدة ، أوفي ضباب البلاد
• الحالمة التي يسليها غامبرينوس مرتجل أناشيد اللذة الحسية ، والقلق، أو الألم الفائق الوصف ، أويبوح للورق بتأملاتك الصعبة ، يا مرتل اللذة الحسية ، والقلق الأبدي، ايها الفيلسوف ،أيها الشاعر والفنا ن، إني أحييك في الخلــود!


اِنتشِيَنْ

شعر بودلير
ترجمة: محمد الإحسايني
عليك أن تكون دائماً نشوان؛ فهنالك كل شيء : تلك هي المسألة الوحيدة، وحتى لا تحس بعبء الزمان
العظيم الذي يهدّ عاتقك، وَيْجَنحُ بك إلى ُتربة اللحـد. عليك أن تنتشي بدون توقف.
لكن بماذا ؟
بالخمر ، بالشعر ،أو بالفضيلة؛ فكما تشاء ، لكن اِنتشَينْ.
وإذا أنت أحياناً تصحو ،على نغمات قصر ، وعلى العشب الأخضر في خندق، وفي العزلة الكئيبة، في غرفتك ؛ فضباب سكرك كاد ينقشع بعدُ ،أو اختفى ؛ فاسْأل الريح ، والموج، والنجم ، والطير ، والساعة
وكل ما يهرب، وكل ما يئنّ تأوّهاً، وكل ما يدور، وكل ما يشدو ، وكل من يتكلم . اِسأل كم الساعة الآن ؛ فالريح ، والموج، والنجم ، والطير،والساعة ، كل أولئك سيجيبونك : آن الأوان أن تنتشيَن من الخمر بدون توقف، ومن الشعر،أو الفضيلة ، كما تشــاء.

ترجمة : محمد الإحسايني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة السعودية سارة صالح تبدع في غناء أغنية


.. المخرج الإيراني محمد رسولوف يفر من بلاده -سرا- بعد الحكم علي




.. مهرجان كان السينمائي: تنافس 22 فيلما على السعفة الذهبية في ا


.. مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف




.. الممثل الكوميدي جون أشقر ضيف -كافيه شو- للحديث عن جولته العا