الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة النهضة أصبحت -مافيا- ولم تعُد حزبًا سياسيًا.

عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)

2021 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعض اليساريين الواقفين، خطأً، في خندق الخوانجية، يتّهمون المواطنين المنتصرين لمسار 25 جويلية بالخيانة.
حكاية التخوين هذه شابعين منها. بن علي سلخ جميع معارضيه سلخًا. لِسنوات طِوال وقناة 7 البنفسجية بين تخوين المعارضة وبين تمجيد بن علي. وطنيات مغشوشة وأناشيد مُقرفة لتغطية النهب والفساد وقتل السياسة.
حلفاء حركة النهضة أيضا، عليهم أن يدركوا أن هذه الحركة، لم يسبق أن كان لها تعريف للوطنية. هي وكل الذين ركبوا مركبها، هم مجرد أشياء ضئيلة على صورة كراسي ومنافع ضيّقة. فهذه حركة استخدم قادتها الإرهاب واندمجوا به. ووضعوا أنفسكم على ذمّة محاور إقليمية، ودول حاضنة للمرتزقة، للاستقواء بها على شعبهم.

أما بخصوص الهلع والخوف من عودة الاستبداد، فهم فعلا على حقّ. فبما أن تونس اليوم تحولت في عهدهم إلى مزبلة كبيرة، وإلى مرتع مُستباح لمجموعات مافيوزية متنازعة على حساب مستقبل الأجيال، وبما أن التعدّدية التي ناضل من أجلها الشعب، أصبحت مستمرة بالتّحيُّل وتزوير الانتخابات واستعمال المال الفاسد. وبما أنهم حوّلوها إلى مجرد غطاء للإرهاب والإجرام، طبعا الشّعب يطمح الى دكتاتور يوحّد البلاد ولو بعقيدة فاشية.
وهذا ليس أمرا جديدا. فقد حدث في ألمانيا مرتين: مرة في عهد بيسمارك، ومرة في عهد هتلر. وكذلك حدث في إيطاليا. فمن المعلوم أن تعفّن حكم المافيا الإيطالية هو الذي أوصل موسوليني للسلطة. وفي هذا السياق، حتى في الحقل الأكاديمي، توصّل علماء السياسة والتاريخ إلى استنتاجات يمكن تعميمها كقواعد ثابتة. من بينها أن تفكّك الدّول وانقسام البلدان، يؤدّي إلى شعور جماعي بالتّهديد، وهذا ما يحفّز غريزة الوطنية الفاشية، والرّغبة في ظهور قائد يحمل أمل الناس في الخلاص. صحيح هذا ممكن جدا.
لكن هنالك عدّة حقائق يجب التّذكير بها حتى لا ينساها التوانسة وسط الضّجيج والبكاء على منظومة 24 جويلية.

الأولى هو أن قيس سعيد ليس عسكريا استعمل السلاح وأطاح بمؤسسات ديمقراطية منتخبة بطريقة قانونيه شفافة. بل هو رئيس انتخبه الشعب عِقابا حصريًّا للنّخب التي خرّبت البلد طيلة عشرة سنوات. يعني هو شخص غير سياسي وبلا رؤية، قادر على قيادة الشعب استنادا لثقة الشعب فيه فقط. وغير قادر على قيادة النُّخب وإدارة خلافاتها. وهذا خلل كبير. ولكن قبل هذا وذاك، ومهما كان الأمر، لماذا لا ننظر للوقائع بشجاعة؟ لماذا نسعى لتغطية حقيقة أن هذا الرّجل وصل إلى قصر قرطاج بسبب الجريمة التّاريخيه التي ارتكبتها حركة النهضة في حق الشعب، بعد وُصولها للحكم واندماجها بالإرهاب وبالفساد وتحوّلها من حزب إلى "مافيا"؟
هنا، حول نعت "المافيا"، لابدّ من وقفة تأمّل سريعة، لكي نفهم لماذا نتكلم بثقة كون حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي فعلا تحوّلت إلى "مافيا". وكون التوانسة حين أطلقوا عليها هذا النّعت، إنما أطلقوه انطلاقًا من خبرتهم المُختزنة كشعب له حِسّه الجماعي الكامن، وليس مجرّد "كلام مقاهي".
أريد دفعكم، من خلال التّذكير بأهّم ممارسات المافيا الإيطالية، لِلتأمّل والمقارنة، حتى تفهموا وجاهة هذا النّعت.

المطلعون على تاريخ تشكّل المافيا تاريخيا، وعلى وجه الخصوص في مرحلتها الحديثة، أي منذ آواخر التاسع عشر بداية العشرين، يعرفون كيف أثارت الرُّعب في قلوب النّاس، بسبب جنوحها لأعمال العنف الدموية، في سبيل الحصول على المزيد من المال والقوة والنفوذ. ومصطلحٍ "المافيا" يُستخدم، على وجه الحصر لوصف "عصابات الجريمة المنظمة" المتحالفة فيما بينها، وفق بنيةٍ تنظيميةٍ خاصة وقواعد سلوكية موحدة، وبهدف جمع المال والرّبح، بطرق غير قانونية، والتّلاعب بالنشاط الاقتصادي. بحيث تعتمد هذه الجماعات في عملها الإجرامي على الابتزاز، أي جمع الأموال من أشخاص أو من مؤسسات معيَّنة، مقابل الحماية وباستخدام طرق التّرهيب، إضافة إلى ممارستها للأنشطة الأخرى كالاتّجار بالمخدرات والسلاح، والقروض بفوائد مرتفعة، وتزوير الوثائق. كما عملت دائما على تشكيل جيشها السرّي الخاص، لتزداد قوّتها، وتجعلها قادرة على ممارسة الابتزاز والمساومة مع أصحاب النفوذ والأملاك. وبالفعل أصبحت المافيا قويّة لدرجة أنها انقلبت على الدّولة في ذلك الوقت، فجنّدت أجزاء من الأمن والعسكر والقضاء ورجال الأعمال ومُلّاك الأراضي، وابتزّتهم من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة مقابل حماية تلك الممتلكات والمحاصيل الزراعية، وإلا فإن كل شيء معرّض للحرق والتخريب والمصادرة.
هكذا، بهذا الأسلوب نجحت المافيا في الاستمرار والحفاظ على قوتها، متّبعة سياسة التأقلم مع كل وضع جديد، والتعاون مع أي جهة وفق مبدأ "المنافع المتبادلة".
مثال على ذلك، في وقت من الأوقات، وبالتحديد في أواخر القرن التاسع عشر، طلب المسؤولون الإيطاليون من "المافيا الصقلية" مساعدتهم على بسط سيطرتهم على الجزيرة من خلال ملاحقة العصابات الإجرامية، مقابل أن تسمح الحكومة للمافيا بالاستمرار في أعمال حماية الأراضي حسب ما يراه قادتها. وقد كانت الحكومة تعتقد أن هذا التّرتيب اضطراري ومؤقّت إلى أن يحين وقت تستطيع فيه الدولة السيطرة على الجزيرة تماماً، ومن ثمة تستطيع القضاء على المافيا أيضًا، لكنّ المافيا التي كانت لديها الخبرة الكافية لتدرك نوايا الحكومة الخفيَّة، استغلّت الفرصة لِتوسيع أنشطتها الإجرامية إلى ما هو أبعد من حماية الأراضي، بل استخدمت كل الوسائل والحيل حتى أصبح لها نفوذها السياسي والاقتصادي داخل الحكومة الإيطالية نفسها. وذلك من خلال إغراء السياسيين بالمال لاستخدامهم في أعمالٍ غير قانونية، لِتوريطهم، ثم ابتزازهم. فضلاً عن طريقة التّرهيب التي كانت تتبعُها من أجل أن ينتخب الناس مرشّحين سياسيين موالين لها. كما أدرك زعماء المافيا، مُبكّرًا، أهمية السّيطرة على رجال الدّين، حتى لا تستطيع الكنيسة تكفيرهم والتحريض ضدهم، ولذلك يتحدث بعض المُؤرّخين عن تورّط الكنيسة الكاثوليكية في التحالف مع المافيا لمراقبة ممتلكاتها الضخمة وحماية المزارعين المستأجرين في صفها.
اتّسعت نشاطات المافيا وتحوّلت، مع الوقت، إلى مجتمعٍ قائم على الجريمة، لا يحترم أي شكل من أشكال القانون، ووجدت آفاقاً أرحب في تطوير حركتها الاقتصادية، لتجني الأرباح من الأسواق الداخلية، وعبر تهريب المخدرات إلى الخارج. ومنذ ذلك الحين، تغوّلت جماعات المافيا بتنويع أنشطتها، فشملت إدارة مصانع ومطاعم ومتاجر وشركات تأمين ومصارف وفنادق ومقاهٍ، كلّها كواجهات لأنشطة مُربحة غير مشروعة في مجالات القُمار وتهريب المخدرات والدعارة والإقراض الرّبوي والابتزاز والاحتيال وسرقة السيارات، فضلاً عن الخطف والقتل.
أصبحت المافيا، التي أطلقت على نفسها اسم (كوزا نوسترا) هي المسيطر الفعلي والحقيقي على السياسة في إيطاليا، وليست الدولة والمؤسسات، الأمر الذي أكسبها أنصارا كثيرين انضموا إليها بالآلاف بشروطها، ولعل أهم الشروط هو القبول والالتزام التام بما يُسمّى "omertà" أي "ميثاق الشرف". ويتلخّص هذا الميثاق في أن يتصرّف الأعضاء بشرفٍ وولاءٍ تام وأن يلتزموا السرية والصمت المطلق، وعدم تقديم أي معلومة إلى السّلطات، أو إلى أي جهةٍ أخرى، تحت أي ظرفٍ من الظروف، من شأنها كشف الجرائم المرتكبة. والذين يخالفون هذا العهد يتعرّضون إلى التّصفية، مع ضمان حق عائلات الضّحايا في الانتقام بسبب البوح بأيّ سرّ من الأسرار.
رئيس حركة النهضة يُذكّرني دائمًا بما يُسمّيه الطليان "دون". ف"المافيا" تتكون نواتها الصّلبة من عدة عائلات تجمعها رابطة الدم أو المصاهرة، وأحياناً الصداقة. ويشكِّل رؤساء العائلات الأقوى، لجنة سرّية، يرأسها أقوى أفرادها وأكثرهم قدرة على الإدارة والقيادة ويُسمى "رئيس" أو "دون".

استمرت المافيا في تنمية قوتها في إيطاليا، وسط انتشار الجريمة والفقر وغياب القانون، وهذا ما ساعد زعيم الفاشية "موسوليني" إلى حكم إيطاليا عام 1922، ومنذ اعتلائه سدّة الحكم شنَّ حملةً وحشية على رجال المافيا، إذ اعتبرهم تهديداً للدولة وللاستقرار. وتمكن من حبس الكثير من زعمائها حتى كاد أن ينهيها تماماً. ولكن استطاع الكثير من أعضائها النافذين الهرب إلى أمريكا، وكان من بينهم "جوزيف بونانو" وشهرته "جو باناناز".. وبعد سنوات قليلة، نمت انتعشت في أمريكا في بدايات القرن العشرين، وأصبح الأمريكان المنحدرون من أصل إيطالي، يسيطرون على كل سوق الجريمة المنظمة في كامل أمريكا تقريباً. فبعدما سيطرت على مدينة نيويورك، وتوسَّعت إلى أن أصبحت تشكل 26 أسرة عبر الولايات المتحدة كلها، بما فيها المركز الرئيسي في نيويورك.
وبحلول أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، انتزعت المافيا الإيطالية في أمريكا السيطرة على مختلف الأنشطة غير القانونية من عصاباتٍ متنافسة من الأيرلنديين واليهود وغيرهم. وشرعت بعد صراعٍ دمويّ على مستوى البلاد في سنتي 1930و1931، في تنظيم نفسها، سيما وقد حافظت على ارتباطاتها بالمافيا الأم في إيطاليا. ولما أصبح لها نفوذ سياسي ومشروعات اقتصادية ضخمة، حاولت الحكومة تقليص نفوذها، إلا أنها لم تستطع بسبب تورط أغلب رجال الدولة معها.
لاحقا، على الرغم من العداء الشديد بين الحكومة الأمريكة وعصابات المافيا الإيطالية على أراضيها، فإنّها وجدت نفسها مضطرة للتعامل معها خلال اجتياح إيطاليا في الحرب العالمية الثانية عام 1943، فقد أمدّ أحد زعماء المافيا واسمه "لاكي لوتشيانو" أمريكا بمعلوماتٍ مهمّة لوكالة الاستخبارات ال CIA، لتسهيل الطريق أمام القوات الأمريكية المتقدمة.
وبحسب كتاب المؤرخ الأمريكي ألفرد ماكوي "سياسة الهيروين في جنوب شرق آسيا"، فقد سُمِحَ ل"لوتشيانو" بإدارة شبكته من زنزانته، ثمّ تمّ الإفراج عنه لاحقاً وعن عدد من مساعديه لترحيلهم إلى إيطاليا، واستخدامهم هناك، إضافة لإطلاق سراح أعضاء المافيا الذين حبسهم النظام الفاشي في ايطاليا.
في إيطاليا، شرع هؤلاء المجرمون والخونة في إحياء المنظمة، والعمل من جديد في مجالات نشاطها السابق، وعلى مدى العقود القليلة التالية، ازدهرت المافيا من جديد ووسّعت إمبراطوريتها، وأصبحت بحلول السبعينات لاعباً رئيسياً في الاتجار الدّولي بالمخدرات وتهريب الأموال وتبييضها.

بداية النهاية كانت نتيجة لحالة الفَلَتَان الأمني الذي حدث في المجتمع الإيطالي، واندلاع الانتفاضات الشعبية العارمة ضد حكم العصابات. فأُجبرت السّلطات على شنّ حملة شرسة ضد رجال المافيا، للحدّ من نفوذها المتعاظم. وفي عام 1987 أُدين 338 شخصا بتهمٍ مختلفة، فقررت "كوزا نوسترا" أن تخوض حرباً ضدّ الدولة، عندما تولى سلفاتوري توتو ريينا الحكم. ونتيجة لذلك القرار، آغتيل القاضي "جيوفاني فالكون" وزوجته وثلاثة من حراسه سنة 1992. وبعدها بشهرين آغتيل المحقق "باولو بورسيلينو"، الذي تولّى قضيتهم، وخمسة من حراسه. وعلى إثر ذلك آعتُقِل "سلفاتوري ريينا" وسُجِن عام 1992، وبقي في السجن إلى أن توفّي عام 2017.
تضاءَلَ وجود المافيا الإيطالية في فترة التّسعينيات وبداية الألفية، إلى أن ساد الاعتقاد بأنها انتهت تماماً من الوجود. إلا أنَّ صحيفة "الجمهورية" الإيطالية نشرت تقريرا آواسط 2017، يكشف بأن السلطات الإيطالية تحقق في قضية تعاون بين المافيا وتنظيم الدولة الإسلامية داعش، تتمثل في بيع النفط من المناطق العراقيه التي تسيطر عليها داعش.

أُنهي مع موضوع المافيا. وأدعوكم فقط للتفكير والمقارنة. والحقيقة لست بحاجة لتكرار وتعديد الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها قيادة حركة النهضة، ولا الوُقوف عن تطابق هذه الجرائم وهذه الخطط والأساليب مع جرائم المافيا الإيطالية، لأن التوانسة جميعا تعرّفوا على هذه الحركة على نحو لم يعُد لديهم أيّة شكوك حول الخطر الذي تمثله على مستقبل البلاد. وهم اليوم مقتنعون تماما أن سلسلة الجرائم وآثارها المدمّرة ليست مجرّد أخطاء، ولا هي مجرد أسلوب للحفاظ على السلطة، وإنما هي طبيعة تكوينية أصيلة، لو زالت لزالت النهضة من الوُجود.

الحقيقة الثانية التي يجدر تذكير أنصار النهضة وحلفائها بها، هي أن مؤسسة البرلمان، التي يعتبرها معارضو إجراءات 25 جويلية، عنوان الديمقراطية، تبيّن من خلال تقارير محكمة المحاسبات، أنها مؤسسة مغشوشة في علاقتها بتزوير العملية الانتخابية، في علاقتها بالديمقراطية، في علاقة بآدائها كمؤسسة قامت لخدمة المواطنين، في علاقة بإيوائها للمجرمين، وفي علاقة بسيطرة الأغلبية البرلمانية على مؤسسة العدالة، ومن ثمة تعطيلها للمسارات القضائية وتلاعبها بملفات الفساد والإرهاب، لتمكين المجرمين من الإفلات من العقاب.
من هنا، انطلاقا من هذه الحقيقة لا يجوز أبدآ الحديث عن "عودة الديمقراطية ". طبعا الخوانجية منذ ولادتهم كتنظيم ظلامي، وُلِدوا من أرحام فتاوي مغشوشة. فمارسوا الغِشّ على الإسلام، وعلى نبيّ الإسلام، وعلى شعبهم، وعلى الدّولة. ومن شدّة ممارستهم للغش، صاروا يُمارسونه حتى على أنفسهم على نحو مفضوح ومثير للسّخرية. لذلك نسمعهم اليوم يتكلمون عن الديمقراطية والوحدة الوطنية والحوار والمؤسسات الدستورية وعلوية القانون ومكانة الدستور بكلّ ثقة وصُحّة رُقعة. حتى لكأنهم ملائكة الديمقراطية على وجه الأرض. فيما التفسير الوحيد لذلك الخطاب، هو تكوينهم واقتدارهم العالي على النّفاق.

الحقيقة الثالثة، هي أن الديمقراطية افتكّها الشعب بِدمهِ من أجل تحسين أوضاعه، لا من أجل أن يجوع مقابل فتح باب الفساد والعبث بمقدرات بلاده. فنفس الشعب الذي رمى بنفسه في المعركة للتخلص من نظام بن علي، رمى بنفسه من جديد ضد منظومة 24 للتخلص منها بعد أن تجرّع الحنظل.

الحقيقة الرابعة، لأسباب تاريخية وثقافية وجيوساسية مرتبطة بمصالح دول محورية مجاورة، لها مُقدرات، ولها جيوش، ولها تجارب ودروس، ولها مخاوف، تجعلها تخشى انهيار الأوضاع في تونس. لهذه الأسباب، التي يطول شرحها، لن تنهار الدولة التونسية أبدا. بل ستتعافى بقدر ما تنجح في كسر ظهر المافيا واقتلاع الفساد، وبقدر نجاحها في الاستجابة لاحتياجات الناس، وبقدر وعي رئيس الجمهورية بأنّ الوطن الحقيقي لا يبنيه فرد واحد، وبأن سيادته بشر عادي وليس نبيًّا مُرسلا. وبأن البناء يحتاج نُخبا سياسية تحترم شعبها. ولا يحتاج إلى التخلّي على هذه النُّخب.
وفي نفس السياق، لن يعود الاستبداد أبدا، حتى على افتراض أن قيس سعيّد يسعى لذلك، لأن الشعب التونسي في 2021 ليس الشعب الألماني في ثلاثينات القرن العشرين. ولأن إنسان هذا الزمن، بحكم مستوى التمدرس، وبحكم مكاسب الحرية العظيمة التي راكمها، لم يعد ذات الإنسان الذي حُكِم بالحديد والنار خلال القرون الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية