الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جد متشائل..

محمد عبعوب

2021 / 11 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تنتابني الحيرة والاستغراب و أنا استمع لتصريحات و أقرأ مدونات المتفائلين بنجاح الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا المزمع إجراؤها بداية ديسمبر المقبل، وذلك رغم عديد المؤشرات التي تنبئ بفشلها، بل باتخاذها كوقود لتجديد الاقتتال العبثي بين رموز من مختلف المشارب السياسية والقبلية والحزبية التي تتخذ من القتل والتدمير وسلة لتحقيق أوهامها، ولا تعترف بصناديق الاقتراع كوسيلة لتحقيق هذا الهدف..
يبدو أن هؤلاء المتفائلين قد نسوا او تناسوا ما حل بالبلاد عام 2014م بعد انتخابات نيابية شهد العالم بنزاهتها، ألم تكن تلك الانتخابات لهذا المكون القبلي والحزبي والذي نراهن عليه اليوم في انجاز التحول الديمقراطي؛ ألم تكن مبررا دشنت به هذه المكونات حرائق ليبيا التي لا زلنا نعاني مراراتها!! هل اعترفت كل الأطراف بنتائج تلك الانتخابات و تم تداول سلمي للسلطة بين تلك الأطراف التي لا ترى في صناديق الاقتراع الا لعبة وملهاة عبثية لتبرير جرائمها في حق الوطن و المواطن؟!!
كما ان المؤشرات المواكبة لحملة الانتخابات الجديدة و ردود أفعال تيار الإخوان و شركائه المهيمنين على طرابلس، وكذلك الخروج المفاجئ لسيف القذافي كمرشح للانتخابات الرئاسية و ما افرزه من تعبئة وتوتر بين أنصار النظام السابق وبين أنصار فبراير ، كلها تنبئ بعدم نجاح هذه الانتخابات في الانتقال بالبلاد من حالة الاقتتال والعنف المسلح الى حالة الوئام والرضوخ لنتائج ما تفرزه صناديق الاقتراع، بل قد لا أكون مبالغا إذا قلت أنها ستدفع بالبلاد من جديد الى حرائق تفضي الى تقسيم البلاد و زرعها بمختلف انواع الفتن..
في تقديري أن الظهور المفاجئ لسيف القذافي والدفع به لخوض سباق الرئاسة، لم يزد عن كونه قنبلة لتجديد الصراع بين مختلف التيارات الليبية و تأجيجه من جديد بعد أن شهد فترة هدوء .. فالقوى المتورطة في إدارة هذا الصراع و على رأسهم امريكا و روسيا ، ترى في هذا الهدوء الذي قد يؤشر الى توصل الليبيين الى حل نهائي لصراعهم العبثي، سيفوت عليهما فرص ذهبية يمكن أن تحقق لهم مكاسب لا تتحقق في ظل تفاهم أطراف الصراع على الأرض.. وبالتالي تعد قنبلة سيف الإسلام هي الضامن الوحيد لتأجيج هذا الصراع من جديد يعطي هذه الدول فرص أفضل و وقتا كاف للتفاهم و تقاسم المكاسب ..
أمام هذه الوقائع أعتقد ان هذه الانتخابات إذا لم تكن قنبلة لتأجيج الصراع العبثي من جديد بين مختلف الأطراف، ستبقى حلما في أحسن الأحوال يداعب به مديروه و ممولوه عقول الليبيين التي أصبحت تتعلق حتى بالأوهام بعد عقد من الدمار والخراب و تبديد الأرواح والموارد على حلم كل المؤشرات تدل على ان تحقيقه يتطلب عقودا من الكفاح و التضحيات لا سنوات .. عليه أنا أجد نفسي جد متشائل إذا صح التعبير مما يجري من تسخين و تطبيل لانتخابات رئاسية ونيابية؛ متشائم من المؤشرات التي تنبئ بعدم نجاحها، ومتفائل لمجرد الحلم بأننا يوما سنحقق هذا الهدف، ولكن في وقت تكون فيه بقية شعوب الأرض قد تجاوزته الى خيارات أفضل و أنجع لبناء دولة قابلة للحياة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24