الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث في الجنة

عمر قاسم أسعد

2021 / 11 / 18
الادب والفن


وعندما يتعلق الأمر بفلسطين ، تبقى فلسطين هي الرمز وهي الحقيقة الراسخة في كل ما حولنا من أحداث ومشاهدات وأصوات ، من أرض وما فوقها من سماوات ، من تراب ونار وماء ، وتبقى فلسطين حاضرة في الوجدان مع كل حرف من موال وكل نفخة هواء تخرج من زغرودة ، هي فلسطين العرس والشهادة ، الوطن والمنفى ، وما زالت تحمل في طياتها كل متناقضات الحياة .
هكذا أبدع الفنان ــ (زيد خليل ) الكاتب والمخرج ــ في تقديم مشاهد ذات عمق فلسفي سهل ممتنع ، أبدع في تقديم مشاهد ولوحات فنية ممزوجة بالموسيقى التي تنبض بالحياة رغم الشهادة ، وإيقاع يزيد من نبض القلب ، أبداع بالكلمة واللحن والأداء ، إبداع بالنور والظل ، بالأسود والأبيض ، أبداع في محاكاتنا كجمهور ، استطاع ان يخترق كل الاحاسيس والمشاعر ونجح في تحقيق التناغم ما بين الخشبة بالكلمة واللحن والأداء وما بين الجمهور كشاهد على أحداث تجسدت أمامه برمزيتها وعمق فلسفتها ، وأكاد أجزم بأن الكثير من الأعين لم تنجح في اعتقال بعض الدموع التي تحررت منها .
وكالعادة تتألق النجمة المبدعة ( نهى سمارة ) ليكون الأداء أكثر عمقا وانسجاما حيث حملتنا معها لنبحر معا في أعماق الأرض الحبلى ليأتي المخاض جيلا إثر جيل وما زالت تنتظر ذاك الشهيد الذي وعد أنه سيعود وهو حتما سيعود لأن الشهداء لا يخلفون وعدا ، كما استطاعت المبدعة دوما ( فداء ابو حماد ) بروعة حضورها واتقان أدوارها ان تعيد تأكيد الحقيقة الراسخة أن الحلم ما هو إلا حقيقة راسخة ، وأن الفلسطيني يزداد قوة وصلابة ويعود شبابا إذا ضحى من أجل فلسطين ، وعند الشهادة تكون صرخة الميلاد .
والفنان الكبير ( خليل مصطفى ) بلغته الدافئة يؤكد لنا أن كل جرح فينا وكل بتر أصابنا لن يمنعنا من البقاء أحياء وإن الغناء هو الحياة وأن اللحن اكسير الحياة ، سنغني للأرض ، للشهيد ، للعريس للغائب الحاضر ،لأننا عندما نغني فإننا حتما سنغني لفلسطين .
ويأتينا الصوت حزينا ( بحشرجة ) تكاد تخنقنا من حجم الألم الممزوج بدمائنا ، وما يلبث الصوت إلا قليلا ونجد أنفسنا ننساق إليه مع أنفاس ( لونا حكيم ) والتي من خلال صوتها رسمنا ملامح من حياة لم نعشها .
وما زلنا نتمنى لو عدنا أطفال ، أطفال كبقية أطفال العالم الذين ينعمون بالكثير من حقوقهم ، ومع ذلك لا نتمنى أن نكون أطفالا غير أطفال فلسطين ، هذا ما حلمنا به مع الفنانة ( دانيا زعتر ) التي برعت في لعبتها التقليدية ــ كطفلة فلسطينة ــ لتبدع أكثر في لعبة الحرب بكل برائة الطفل الفلسطيني وهي تدرك تماما أن الدائرة ستبقى مفتنوحة لكل من أمن بفلسطين وان لعبة الحرب ــ وإن فرضت علينا ــ فلن تكون حربا إلا على كل من اغتصب فلسطين .
وتبقى الموسيقى والايقاع والإضاءة والديكور من مقومات النجاح والتي ساهمت في خلق حالة من التقمص مع ذات اللحظة .
وأخيرا ـ كانت خلفيات الصوت لوحات لافنية رمزية زادات من الألق . وما زلنا نحتفظ بعرق الزعتر البري وسنبقى نشتم عبق الرائحة التي نعشق ...
وتبقى فلسطين ( حدث في الجنة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب