الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولات المصالحة تراوح مكانها والشعب الفلسطيني يدفع الثمن غاليا

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2021 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


أعلنت المخابرات المصرية وقف اتصالاتها المرتبطة بملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس معللة ذلك بوجود خلافات عميقة بين الجانبين؛ فشل الوساطة المصرية لم يكن مفاجئا أو مستغربا، فقد تدخلت شخصيات فلسطينية ودول عربية واجنبية وحاولت التوسط لإتمام المصالحة مرات عدة وباءت جهودها بالفشل، ووقعت الحركتان اتفاقات لم تنفذ، وما زال ملف المصالحة يراوح مكانه منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما، ويزداد تعقيدا بسبب تعنت وممارسات الحركتين.
والمؤسف ان كل منهما تتهم الأخرى بالمسؤولية عن فشل الوساطة المصرية لإنجاح المصالحة؛ فحماس قالت على لسان أبو مرزوق ان كل ما تريده" هو أن تلبي تطلعات وطموحات شعبنا، وأن تمتلك حركة فتح الإرادة لطي هذه الصفحة." وفتح اتهمت حماس بإفشال الوساطة المصرية، وقال عضو لجنتها المركزية حسين الشيخ" إن حماس تتهرب من استحقاقات المصالحة عبر توجيه الاتهامات لفتح، والعودة من جديد لموجة التضليل والخداع من قبل قيادات حماس تدل على الهروب من استحقاقات المصالحة الوطنية" مؤكدا ان حماس تعمدت إفشال الجولة الأخيرة في القاهرة.
فمن من قادة الحركتين يقول الحقيقة؟ الطرفان يكذبان ويخدعان الشعب الفلسطيني الذي سئم ويشعر بالغثيان عندما يسمع أكاذيبهم المكررة عن رغبتهم في تحقيق المصالحة! لو كانوا صادقين فعلا في نواياهم لتحقيقها وإنهاء الانقسام لما احتاجوا لكل هذا الوقت، ولا لكل هذه الوساطات والاجتماعات والاتفاقات؛ فلا غرابة في هذا الفشل والخداع لأن هناك قيادات فتحاوية وحمساوية تعرقل المصالحة حفاظا على مراكزها ومصالحها الشخصية وعلى المنافع الضيقة للفصيل الذي تنتمي إليه. والدليل على ذلك واضح وهو ان قيادات أي من الحركتين توافق على تحقيق المصالحة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية عندما تشعر ان ذلك سيكون لصالحا، وتتراجع عندما تشعر بعكس ذلك.
خلافات فتح وحماس المستمرة ألحقت ضررا بالغا بمصداقية القيادات الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي، وتسببت في احباط الشعب الفلسطيني المناضل الذي يعتقد بأن الأولوية يجب ان تعطى للمصالحة وإنهاء الانقسام، وإن التنافس بين الفصائل، وخاصة بين فتح وحماس، يجب ان يكون على توحيده وحمايته ودعم صموده ومقاومته للاحتلال، وليس تنافسا على المحاصصة والنفوذ كما هو الحال الآن! فمتى تعود فتح وحماس إلى رشدهما وتتجاوزان هذه الخلافات والمماحكات السياسية الكارثية؟ يبدو أن ذلك ليس قريبا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في