الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المايم * ورقصة الخلاص

نجلاء صبرى

2006 / 8 / 26
الادب والفن


1-
يرغب البوح في إرتداء الصوت ويحلم بالتسرب من الفكرة لحد التنفيذ .. من حد الأعصاب لحد الحنجرة فحد تخلل آذان الآخرين فنفوسهم والتأثير بذواتهم ... يرغب فى معانقة مستقبِِلات الآخرين ليشكل الرغبات لهم بتجسيد صوتي ويرفع عريضة الذات والمشاعر الحسية العميقة ؛ يصطخب ويصطك سريعًا سريعًا ليتخطى كل الحدود متهيًأ لذاك الموعد وعلى باب السجن الشفاهي وقبل أن ينفرج شطريه المنغلقين سامحا له بالمرور يموت البوح هناك مختنقا ًبإبتسامه شبيهه برقصة البانتومايم * البوحي


2-
على باب الحلم حيث يغفو قلبها من دهرين وزمن منتظرا ً حبه القادم منذ إستدركتها الرغبة له . منذ إستهجانها لتلك البرودة القاطنة بين ضلعها والوريد . منذ رغبت لو تتلحف بجسده من صقيع الوحدة الخادعة بحضورها وسط الجموع . وعلى بعد خطوتين من التلاشي التحققي بتلك الرغبه . دق جرس كابوسي ليخبرها بأن الحب ما عاد يأتي لقلوب العذراوات وأنه ما عاد يأتي بنقاء الرب فقد سلبوه المعنى وأودعوه قاع الجمود على بعد خصرين ونحر لغريقة تشبه أوفيليا وقتما كانت نظراتها تتراقص بلغة المايم أمام عشيقها المنفلت فهما ً لبوح الحب الصامت


.3-
نرسيس ما كان نرجسي وما كان يعشق صورته في الماء ... بل كان عاشقا ً يدرب ملامحه على المايم العشقي يوميا ً ... كان خجولا ً ينكمش صوته من رجفة اللقاء ... كائن حبه يقطن فى قعر الروح ويتمنى لو إستطاع يوما إستقطابه للسطح ... تمنى لو كان مثل كل البشر يملك حروف ً ولغة ً ليعبر بها لمحبوبته عن بواطن روحه .... نرسيس كان مسكين ... خلقه الله دون كلمات فإختلق مرآته المائية لتدرب ملامحه على البوح بكل ذاك الحب المنبعث ضياء ً من عينيه ورجفة وجنتيه وحرارة أنفاسه وإختلاجات ملامحه ... وذات يوم وفي عبق نشوته بتدريب الملامح جاءه خبر وفاة محبوبته ، ومن فورة الحب وقوته وعذوبته ونقاءه تجسد الحب من خلال ملامحه تجسد ليرسم صورة الحبيبة ليعكسها بمرآته المائية ومن وقتها لم يستطع رفع عينيه ولا منع وجهه من تأمل محبوبته فسقط هناك ليتلاقى معها للأبد ... ولأن هناك حمقى لا يدركون ماهية الحب ولأنهم موبوؤن بداء اللوم وسوء النية ... قالوا نرسيس مجنون يعشق صورته فى الماء ... نرسيس نرجسي .!!!!

فطوبى لك نرسيس ...
أيها العاشق حد التوحد ... تلك كانت بشارة لمن تلاشى حبيبه وإختفى في طريق الفناء الكوني فما عليه سوى تعلم لغه المايم النرسيسي

4-
أيها الممتهن لمهنة التمريض تعالى إلى صدري لأمرضك ... تعالى لأخلصك من جل وجعك الداخلي على مريضك .. فأنت تتحمل كل ألمه وتتحمل ألم الشفقة الذاتية الداخلية عليه .. بل وتتحمل أيضا ً مجهودا ً بدنيا وتمريضيا ًوتأنيب طبيبك على بعض التقصير من وجهه نظره ، وفي الليل حينما تهدأ رجفة مرض مريضك تعتريك أنت رجفة المكبوت اليومي رجفة كل هؤلاء المرضى بتنوع أمراضهم وبتوالي عملك تتراكم تلك الخبرات وتخلق تورما بالذاكره .. فتعالى إلىّ لأعلم ذاكرتك كيف تفرغ جل شحنتها برقصة بانتومايم ذهنيه .. وحينما أنتهي منك وحينما أبعث ذاكرتك نقية كسلة تم إفراغها من القمامة التى تثقلها .. ستجد وصيتى معلقه على جبيني مسطور فيها

" إبحث لي عمن يفرغ صندوق ذاكرتي ويعلمني رقصة البانتومايم الذهنيه "

وحينما ننتهى بالتوالي أنا وأنت وآخرون وبعد إستنفاذ كل الوصايا وبعدما يعالج الرب آخر ذاكرة بشرية
سنشفق على الرب فمن سيعلمه تلك الرقصة ليهدأ من آلام هذا الكون .


5-
الحياة مسرح إستعراضي كبير وكلنا نمتهن مهنة التمثيل المسرحي ونحب الرقص والحركة العضلية والتعبير بلغة الجسد والحركة
بل والصمت .. وفي خضم إعادة التاريخ لنفسه ومن كون المايم والبانتومايم لبنة المسرح وفنه الأول الصامت وفي معترك تسلط رؤساءنا علينا وإنزوائنا يبدو أننا عدنا لتلك المسرحيات والرقصات والحركات الصامتة . فمتى ستنبع تلك الثورة الحسية العميقة فينا ومتى سنطبق يوما شرع الديمقراطية والسلام والحرية لنبعث مسرحياتنا الناطقة من جديد ولنخلص العالم من كل تلك الشرور والحروب المقيتة ولنتخلص من كل تلك العرائض التى نشجب ونستنكر فيها بصمت مستتر بالإفصاح المريض .. متى ستكون تلك الصرخة القوية " إرحموا أطفالناااااااااااااااااا ،، وإبعثوا من جديد فينا الصوت " إرحموا أطفالنا وإبعثوا من جديد فينا الصوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل