الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراعات المنطقة الخضراء

صوت الانتفاضة

2021 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تعلمنا في المدارس، ومنذ وقت طويل، ان مساحة العراق تبلغ اقل من نصف مليون كيلو متر مربع، وتحديدا 437,072 كم مربع، لكن هذا البلد اٌختصر بعشرة كيلومترات مربعة، فهناك تقرر حياة كل الناس؛ المؤامرات والدسائس تحاك هناك، لقاء الجواسيس والعملاء هناك، العهر والدعارة السياسية بأشد اشكالها واوضحها هناك، لا قيم او اخلاق او مبادئ او شرف هناك، عمالة وتبعية وذيلية ووضاعة وسفالة منحطة وقذارة يندى لها جبين اخس المجرمين ويستحي منها اللصوص والقتلة، هناك حيث يصنع بؤس الناس وفقرهم، هناك حيث مجالس صنع الطائفية والقومية والعشائرية والعنصرية، هناك ينشؤون مدارس يعلمون بها كيف تنهب وتفسد وتقتل وتهجر وتعذب الناس وتدمر مدنهم، هناك حيث السماء دائما ملبدة بسحب الحرب، ولأن اغلب قاطنيها بعد 2003 هم من العمائم بلباس مدني، فأن صناعة الخرافة والدجل والشعوذة قائمة على قدم وساق؛ فجهل الناس ثروة لرجل الدين.

هذه ال 10 كم الموبوءة تحكم العراق منذ 2003، صنعتها الالة العسكرية الامريكية القبيحة والقذرة، وجعلتها بؤرة كل صراع يحدث، وكل اتفاقية تبرم او كل صناعة جيش او ميليشيا، جعلتها ملتقى ميليشيات وعصابات الإسلام السياسي، القاعدة وداعش والميليشيات جميعها صٌنعت هناك، تحركاتهم وقتالهم يحدد بقرار من هناك، هذا هو الواقع في العراق اليوم.

هذه الأيام تشهد تلك المنطقة القذرة صراعا محتدا، ينشط تارة، يصل حد القصف بالصواريخ والمسيرات، ويخفت في أخرى، يجلسون على طاولة واحدة، الا انه مستمر وسيبقى هكذا ببقائهم، فوجودهم بحد ذاته ازمة. ولا يمكن لهذا البلد ان يشهد استقرارا ابدا بوجودهم، بل لا يمكن ان يحلم أحدا بذلك.

بعد ان انتهت مسرحية الانتخابات، دخل البلد في متاهة أخرى، لا أحد يستطيع ان يتكهن بما ستؤول اليه الأمور، فقد خسرت ميليشيات مكانتها ومقاعدها ومناصبها ومغانمها، وربحت ميليشيات أخرى؛ الأولى تخوفت من الثانية فامتشقت واستلت سيوفها، وهددت وقصفت، وطالبت بتعديل النتيجة، وارجاع الأمور الى ما كانت عليه قبل الانتخابات، او الذهاب بالأمور "الى ما لا يحمد عقباه"؛ فيما الميليشيا الرابحة تراقب وتنتظر، وتحارب بشكل رسمي الى الآن، متخذةً من الكاظمي وجها لها.

هذا الصراع الذي يجري كله هو الى الان في تلك المنطقة الموبوءة، الى الان لم يخرج منها، ولم ينعكس بعد على الشارع؛ وقد يكون بسبب رغبة الرعاة الرسميون بحصره في تلك المنطقة لأجل مسمى، او يتوافقون على صيغة محددة؛ الا ان الشيء الأكيد هو استمرار ازمات هذه القوى، التي ستطيح بهم يوما ما، ولن تنفعهم اسوار تلك المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل