الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي (الحلقه الثانيه)

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2021 / 11 / 18
الادب والفن


طريق البحث عن قالب مسرحي عربي

الحلقه الثانية


•توقفنا في الحلقة الماضيه لنسأل انفسنا ما الفرق بين الظاهره الدراميه؟ والعرض المسرحي المكتمل العناصر؟
وللإجابة علي هذا السؤال ينبغي علينا في إيجاز التطرق لثلاث مراحل هي :
1- مرحلة التمثيل الفردي عن طريق اللعب والرقص والغناء والإنشاد، إذ ولد المسرح مع الإنسان كغريزة فطرية وشعور داخلي وانجذاب سحري إلى اللعب والتمثيل، وهذا ما تؤكده الدراسات الأنتروبولوجية والإثنولوجية والاجتماعية؛
2- مرحلة الظواهر الاجتماعية، ويعني هذا أن الفعل المسرحي انتقل من ظاهرة فردية إلى ظاهرة جماعية تتكون من شخصين فأكثر، كما تتشكل هذه الظاهرة الاجتماعية من الممثلين واللاعبين لأداء مجموعة من الطقوس الدينية والفنية. ويسمى هذا النوع من التشكيل الدرامي الاجتماعي بالظواهر المسرحية أو الأشكال ماقبل المسرحية أو الطقوس الاحتفالية؛
3- مرحلة المسرح التي ظهرت مع المسرح الإغريقي والبناية المفتوحة في أثينا ووجود النصوص الدرامية سواء أكانت تراجيديات( سوفكليوس- أسخيلوس- يوربيديس) أو كوميديات (أريستوفان).
*وتتميز مرحلة التمثيل عن مرحلة الظواهر في كون الأولى محصورة في إطار الإنسان المفرد، بينما تتعلق المرحلة الثانية بالجماعة. والجماعة تقتضي بالضرورة الحوار أي الكلام. من هنا كان الربط بين الحوار والجماعة. وهاته الأخيرة تبدأ من اثنين فما فوق. لذلك كان الحرص على صفة "المفرد" بالنسبة للإنسان في المرحلة الأولى مرحلة التمثيل.
وهاته الظواهر الموصوفة بالمسرحية هي التي أدت إلى المسرح لاحقا. لكن هذا المسرح يختلف عن الظواهر المسرحية في أمر أساسي. ذلك أن المسرح، بمعناه الخاص، بدأ مع (المسرح اليوناني ذي القواعد المحددة). أما الظواهر المسرحية فهي موجودة عند كافة الشعوب، لأنها "ممارسة فطرية عامة".(2) وهنا يتساوى العرب مع غيرهم من الشعوب لأن لهم ظواهرهم المسرحية الخاصة بهم، وعبارة "الخاصة بهم" تعني أنها ذات خصوصيات محلية ومنبثقة من الداخل. ووجود هاته الظواهر المسرحية عند كافة الشعوب سابق، بالقياس إلى المسرح بمعناه الخاص، ولاحق بالنسبة لمرحلة التمثيل. وإذا كانت هذه الأخيرة تتميز بالحركة والصوت والإشارة والرقص، فإن مرحلة الظواهر تتميز بالحوار و الأداء الجماعي الذي يبدأ من إنسانين فما فوق، اقتضى استعمال مصطلحات هي: اللاعب والممثل والمتلقي والمشاهد والإخراج والمسرح.
وعليه، فإن "المسرح" في مرحلتي التمثيل والظواهر يتميز بانعدام القواعد وانعدام الفن وانعدام التقاليد. كما تتميز مرحلة الظواهر -وكذلك مرحلة التمثيل- بعدم وجود النص المسرحي. إذ إنحصر في مرحلة الظواهر الأداء وغاب النص المسرحي. وعليه، فإن الأداء سابق في الزمن بالمقارنة مع النص المسرحي. وبناء على ذلك، "فإن الأداء هو الذي أوجد النص وليس العكس"
وتنتهي مرحلة الظواهر ببداية المسرح اليوناني عند الغربيين، ولكنها تمتد عند العرب إلى منتصف القرن التاسع عشر.(نظرا لعدم وجود نظريه عربيه وإكتشافات تؤكد أن ما أطلق عليه ظواهر هو مسرح مكتمل الأركان ).
وهنا نتوقف لنسأل انفسنا سؤال هام هل فنون الحكواتي وخيال الظل والأرجواز والمحبظاتيه تعد ظواهر دراميه ؟ ام تعد مسرح مكتمل ؟ بعد الكشف عن وجود مسرح مصري قديم ؟
إن الإشكالية الرئيسيه تكمن في عدم وجود نظريه مسرحيه عربيه فأصبح العقل العربي يسير في إتجاه تقليد الغرب من حيث وجود مبان مسرحيه (عمارة مسرحيه)دائمه ومخصصه تقدم عليها العروض ويتوافد عليها الزوار في مواعيد ومناسبات رسميه
فتم نعت «طقوس التجليات التوليفيه»ب (فنون الأداء) performance artالتي كانت تقدم في الشارع العربي علي انها ظواهر مسرحيه رغم توافر عناصر العرض المسرحي فيها (فكره /ممثل/جمهور )بل ان اغلبها تتوافر فيه شروط صناعة العرض المسرحي بدءا من النصوص وشكل العرض المسرحي إخراجيا بما يتناسب مع الفضاء المادي الطارئ والمغاير للفضاء الغربي التقليدي الذي عاودت تياراته المسرحيه إلي مرحلة الظواهر وإلي الجذور حينما ارادت التجديد والتحديث .
إن البحث عن الصيغة المسرحية العربية يعني الارتباط بالظواهر وبالجذور. لكن الغرب هو الذي كان سباقا إلى ذلك، دعوة وتطبيقا. وفي هذا السياق نفسه، نلحظ أن "الذي يثير الانتباه هو أن ترتبط مرحلة التجديد عند العرب بكاتب مسرحي غربي كذلك، لكنه من ألمانيا هذه المرة، هو "برتولود بريشت!".للأسف إن منطلق التجديد عند العرب هو الغرب. ويمكن القول بأن الصيغة المسرحية هي القالب المسرحي. وهذا القالب لا يوجد في المرحلتين الأولى والثانية. ولكن وجوده مقترن بالمرحلة الثالثة مرحلة المسرح.
إن بحث العرب عن قالبهم المسرحي لم ينطلق إلا في الخمسينات من القرن العشرين. ولعل دعوات د. علي الراعي ودراساته البحثيه ونتائجه التي توصل فيها لوجود مسرح شعبي مكتمل في مصر قبل ظهور مسرح مارون النقاش المستورد من الغرب ومقولة (يوسف إدريس )حين تكلم عن مسرح العلبة الإيطاليه [انه مسرح صحيح ولكنه ليس كل المسرح ] في إشارة داله علي تعدد الفضاءات التي يقدم فيها العرض المسرحي . دليل دامغ علي اننا اغلقنا عقولنا وسيرنا خلف أكذوبة مستشرقي الغرب الذي افقدنا هوية مسرح عربي له واقعه وازمته الخاصه التي تختلف عن واقع وأزمة الآخر الغربي .
حتي المحاولات اليائسه التي سعي لها «توفيق الحكيم »في إيجاد قالب عربي او شكل مسرحي عربي إستمده من الحكواتيه والمقلداتيه والمداحين وبعيدا عن القالب الغربي وعمارته المسرحيه وبشرطية «الحكيم)والتي تقتضي ان يتم صب افكار وموضوعات كل الكتاب الأوروبين وغيرهم فيه.فإن محاولات «الحكيم» باءت بالفشل في إقناع المسرحيين بالقالب العربي و في حماية الهوية المسرحيه العربيه.
ولكن كيف لنا أن نحمي هوية مسرحنا العربي ونحن لا نستقرأ تجاربنا التي تعبر عن قضايانا اليوميه ؟وكيف لنا أن نخرج بنظرية عربيه في المسرح والبحث العلمي مازال يرتمي في أحضان الآخر الغربي ؟
للإجابة علي هذا السؤال انتظرونا في الحلقة الثالثه من «طريق البحث عن قالب مسرحي عربي»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب