الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصمة إلى مدينة فنغ شيان

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2021 / 11 / 19
الادب والفن


انا شخص متواضع من مدينة دو لينغ مٌسن لكن أكثر عزماً
مُتمسكاُ بأمنية سخيفة أن أكون كيساُ ك جي و جينغ
لا تزال تلكم الامنيات لم تتحقق فوق ذلك، أهترأ شعري الأبيض
حتى يٌغلق نعشي، مصيري لن يتغير.
دائماً ما كٌنت مؤمناً بنفسي، يوماً ما يجب ان ألتمس مٌرادي
طِوال السنين حملت هموم الناس، بقلبِ يغلي مع كٌل تنهداتي.
كٌل أصدقائي في الفصل سخروا مني، لكنني كافحت مع الترنيم.
كٌنتٌ تواقاً للسفر بين البحار و الأنهار، أبدد وقتأ تحت أشعة الشمس و ضوء القمر.
على أن إمبراطورنا كُيّس، لذا لم يكن بمقدوري تبديد تلك الفرصة.
بلى، هنالك قدرات تملئ الديوان الإمبراطوري، لسنا أعمدة منقوصة في باحات البلاط.
على ان ، زهر عباد الشمس دائماً ما يرقب الشمس، ليس بالإمكان سلب خاصيتها الطبيعية.
لا أحبذ ان أكون مثل النمل و الديدان، جٌل إهتمامي في نفسي و فتحة المسكن.
و لا أنا مٌعجب بالسمك العظيم في البحر، يسبح و يتراشق المياه بحرية.
لأنني حققت المبتغى من حياتي، يكمن بالأجتهاد لنيل الأفضل ، بما أمتلكه.
لذا، بأستقامة و أنفراد عملت لغاية الآن، مٌتحملاً كٌل المشقة كالغبار في الريح.
والآن، أشعرقليلاً بالحرج من نفسي، مقارنة بأولئك النٌساك في العصور الغابرة.
لذا، أحتسي الشراب لأجلب لنفسي بعض المسرة، أٌرنم بصوت عالٍ مٌطلقاً الحزن الذي يكتنفني.
أحببت سنواتي غروب الشمس و العشب ذابل ، رياح هوجاء فوق قمة التل تتدفق.
السماء مُعتمة و الغيوم مٌضطربة هذه الأيام، أنا ، نزيل، قطعتٌ طريقي في منتصف الليل.
صقيع ضبابي بارد ، أصابعي المتثلجة تعجز عن عَقد حزامي المترهل.
بحلول الصباح، أدركت جبال لي، قصر الإمبراطور كان فوق تلكم التلال.
هَبَت رياح الشمال، السماء باردة زرقاء، كٌل دٌرج كان زلقاً على الجرف و في الوادي.
رغم ذلك، لم أزل أٌبصر بخار الينابيع الحارة، تتصاعد من رِماح حٌراسِ لا حصر لهم.
الإمبراطور و النبلاء يحفلون هناك، صدى عزف الموسيقى يتردد بين التلال.
سوياً ، إستحم جميع أفراد العائلة الإمبراطورية، الموضفون المتواضعون لا يٌسمح لهم بالإنضمام.
الحرير الذي يرتدوه نُسج بواسطة الفقراء، النساء، اللواتي ضٌرب أزواجهن للجباية.
الأباطرة القٌدامى أغدقوا المسؤولين بالهدايا، كي يٌقدموا افضل أداء لخدمة الناس.
أذا لم يفهم المسؤولون هذا المغزى، لِم لا يزال يغدق الإمبراطور الحرير؟
آه، الكثير من هؤلاء ملأوا البلاط، الشخص المستقيم يخشى الضلوع.
ناهيك عن كنز البلاط، بمجمله مٌخَزَن في نٌزل العائلة المالكة.
السيدات الجميلات في ردهات القصر عوملن كالآلهة، المباخر تتوقد طوال الوقت لبشرتهم المتزينة.
مٌرتدين معاطف فراء السمور ليكَنفهم الدفئ، مٌتنغمين بأجود الموسيقى، مٌطعَمين ب حساء الجمل.
ضيوفهم يتلذذوا بالمأكولات الغريبة، و البرتقال و الفاكهة طازجة تٌقَدم مع الصقيع.
داخل جدران قصرهم الحمراء، اللحوم مٌخزنة للتعفن و الشراب.
في الخراج من البوابة على قارعة الطريق، النحيلون بارزي العظام تجمدوا حتى الموت.
الفخامة تجاور الذبول، قلبي لا يقوى الأحتمال ، عاجز عن التعبير.
بينما ركبت عربة متجهة الى نهر وي و جينغ، عند الحاجز أجبرونا على سلك طريق آخر.
كٌل الأنهار تتدفق من الجبال الغربية، يبدو ان مصدرهم قمم كونغ دونغ.
للحظة، ظننت ان عمود السماء يتهاوى، لحسن الحظ ان الجسر أن الجسر فوق النهر لم يكن خرباً.
تعاونا مع بعض لحمل أمتعتنا ، بمجرد المرور نسمع قرقعة الجسر.
قطعنا الجسر فوق النهر المتدفق ، زوجتي تنتظرني في فنغ شيان.
أنا و أولادي التسعة إنفصلنا بفعل العاصفة، أي زوج ممكن أن يتخلى عن عائلته لمثل هذه الفترة الطويلة من الزمن.
لا بد لي من التعجل لأكون معهم، معاً في الجوع و العطش.
على عتبة باب المنزل سمعت نحيباً، مات إبني الأصغر من الجوع.
حتى و إن أمتنعت عن النحيب، جيراني ليس بوسعهم كتم جهش البكاء.
أنا خَجل من كوني أباً، أنا مسكين! ذلك لا يقدر على جلب الطعام لتغذية إبني.
لم أعهد ذلك مٌطلقاً في الخريف، موسم الحصاد، تضورا الفقراء جوعاً حتى الموت.
أنا من الذين حضوا بأمتياز، مٌعفى بموجب القانون من الضرائب و التجنيد الإلزامي.
إذا كانت حياتي مريرة لهذا الحال، إذاً كم هي رديئة حياة العاديين.
الذين فقدوا اهلهم و منزلهم، جنوداً بعيدين في ساحات المعركة.
الحزن يٌثقل قلبي، كالجبال العاليات في الجنوب، و الجوف ينخر فؤادي بفراغ لا متناهي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل