الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ستفعل تركيا حيال الخيار السلمي للجانب الكوردي الأكثر ديناميكية في هذه المعادلة...؟!.

نوري بريمو

2006 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الدفاع عن الخصوصية العرقية والمطالبة بالحقوق القومية عبر إمتلاك أجندة القوة الذاتية وتوسيع دائرة الأصدقاء والإلتزام بالأساليب الديموقراطية اللاعنفية والإحتكام إلى لغة الحوار والتوافق السياسي والإعتراف بالأخر والتطلّع إلى علاقات حسن الجوار مع الشعوب المتاخمة...، هو الخيار المبدئي الذي إنتهجه وينتهجه الجانب السياسي الكوردي في مسعاه المشرّف لإيجاد الحل الجذري لقضيتنا العالقة في عموم أنحاء كوردستان المجزّأة...، رغم عدم إستجابة الجانب الآخر لكل نداءات السلام التي أطلقها الكورد عبر سنين لا بل عصور قهرهم القومي، ليس هذا فحسب بل إنّ شعبنا قوبل على الدوام بلغة التنكر لحقيقة وجوده التاريخي والإصرار على قَمعه بالحديد والنار والقتل الجماعي والتهجير والتدمير و...إلخ، ولعلّ التجربة الكفاحية الغنية بالعبر والدروس التي خاضتها حركتنا التحررية في الأجزاء الكوردستانية الأربعة وفي الشتات...، هي أنموذج حيّ على صدق ما ندعيه، لأنها خير شاهد على مدى براءة بندقيتنا الدفاعية من المسؤولية السياسية عن أنهر الدماء الزكية التي سالت مراراً على طريق نضالنا القومي الديموقراطي المشروع، إذ لم يشهد تاريخ منطقتنا على حدوث أية غزوات كوردية دموية مباغتة لحقوق وحدود وحرمات وأرواح الآخرين...، في حين كان ولايزال جوارنا ينتهكون لا بل يستبيحون بكوردستاننا أرضاً وشعباً وتاريخاً ...، ففي كوردستان العراق مثلاً يشهد المشهد العراقي القديم والحديث على مدى أهمية الدور الإيجابي الذي لعبته القيادة السياسية الكوردستانية على شتى الصعد والمستويات، فقد إلتزم القادة الكورد بالعقلانية السياسية في فترات السلم والحرب رغم تعرّض شعبنا في ذلك الجزء لشتى أشكال الظلم القومي ولكافة صنوف الأسلحة الفتاكة المحرّمة دولياً، قبل تخليص العراق من نظام البعث البائد الذي لم يكن بإستطاعة العراقيين دحره لولا المشاركة الكوردية الفعالة التي لم تنتهي عند حدّ إسقاط الطاغية وإنما إستمرت ولاتزال على طريق إنجاح العملية السياسية الديموقراطية في ذلك البلد التعددي الفدرالي الموحّد...، وفي كوردستان إيران لا تتخلى القيادة السياسية هناك عن الخيار التفاوضي السلمي رغم فشل العديد من الجولات المتتالية التي راح ضحيتها العديد من زعماء الحركة الكوردية كالشهيد القاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد والدكتور عبدالرحمن قاسملو والسيد صادق شرف كندي وغيرهم من الشهداء الذين وقعوا في فخاخ الطرف الإيراني الذي غدر بهم أثناء اللقاءات التفاوضية التي كانت تتم بمطالبة كوردية، علماً بأنّ الكورد هناك يمتلكون أجندة كافية تمكنهم من خوض الكفاح المسلّح...، وفي كوردستان سوريا...، يتميز شعبنا عن باقي المكونات السورية بأنه داعية سلام وتغيير ديموقراطي لاعنفي بإمتياز،فحراكنا السسياسي لم يخرج يوماً عن طوره المجتمعي المطالب بأبسط الحقوق القومية الأساسية، رغم تعرّضنا لسياسة شوفينية لاتعترف بحقيقة كوننا جزء من كوردستان، ليس هذا فحسب لا بل إنّ الدوائر الحاكمة ترسم بدقة كيف تتمكن من قمعنا وصهرنا في البطون العربية عبر التنكر والتمييز والتهويش والتعريب و...إلخ...، أما في كوردستان تركيا التي يتعلّق بها عنوان مقالتنا هذه...، فلا تزال الدولة التركية تتعامل مع القضية الكوردية وفق عقلية جنرالاتية لن تقود بتركيا سوى إلى التهلكة، رغم أنّ الجانب الكوردي قد أطلق مراراً وتكراراً للعديد من نداءات السلام المنبعثة من طرف واحد والتي كانت ولا تزال تُقابَل بعسكرة كوردستان، كان آخرها البيان الصادر عن حزب العمال الكوردستاني (pkk) مؤخراً، والذي أعلن فيه تعليق عملياته العسكرية التي كان يقوم بها دفاعاً عن نفسه في وجه الهجوم التركي الإيراني المشترك الذي باغت مواقعه في الآونة الأخيرة، وذلك إستجابة لدعوة أوساط ديموقراطية تركية وجهات إقليمية وأخرى دولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي طالبت الـ (pkk) بالتخلي عن سلاحه على لسان الناطق بإسم وزارة خارجيتها...!؟، وإنّ قرار وقف النار هذا إن دلّ على شيئ إنما يدل على مدى ديناميكية الجانب الكوري وتفضيله للأساليب الحضارية في حلّ هذ القضية الحيوية التي لن تلقى الحل الجذري إلا عبر تشكيل ضغط داخلي وإقليمي ودولي على حكام أنقرة كي يُظهِروا التعامل بالمثل، وبناء عليه فإنّ هكذا مبادرة كوردية إيجابية ينبغي أن تلقى القبول لدى المجتمع الدولي لدفع هذا الملف المشتعل صوب الحلول السلمية بدلاً من الخيارات العسكرية التي سئِمنا منها جيلاً بعد آخر...، ما يجعل هذه الأجيال التواقة للسلم والحرية أن ترفع صوتها عالياً لتشجب لغة الحرب والعدوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات