الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات عن البرزانيين المبعدين في الديونية

رياض العطار

2006 / 8 / 27
حقوق الانسان


الغربة القاسية و التقدم في السن و المرض و التفكير بطبع نتاجي الفكري الغزير و النضال لمدة نصف قرن من الزمن في مجال السياسة و الدفاع عن حقوق الانسان ,
جعلتني لا اتذكربعض التفاصبل الدقيقة لما سأتطرق الية من ذكريات عن الاخوة الاكراد الذين ابعدوا قسرا في السبعينات الى مدينة (الديوانية ) المعروفة بطيبة اهلها و بساطتهم و استقبالهم للضيوف ...
في عام 1975 و بعد انهيارالحركة الكردية اقدم النظام البائد على ابعاد الاف العوائل الكردية الى المحافظات الجنوبية و منها مدينة الديوانية حيث تم اسكانهم على طريق مدينة الديوانية و قضاء ( عفك ) في صرائف لا تتوفر فيها ابسط مستلزمات الحياة .
كانت معظم المجموعات التي ابعدت الى مدينتنا هم من الاخوة البرزانيون اضافة الى بعض الكوادر السياسية من الحزب ( البارتي , هكذا كان اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ) الذين ابعدوا قبلهم الى الديوانية و كان منهم الناشط السياسي المعلم عبد اللطيف نادر الذي تعرفت عليه و اصبح صديقا لي . استقر الاخوة الاكراد في الصرائف و هم يعانون كل انواع المضايقات من الاجهزة الامنية حيث يتم استدعائهم الى مركز الشرطة ثلاثة مرات في اليوم لاثبات الوجود و تشجيع البعض على الزواج من الكرديات و دفع الف دينار لكل من يتزوج بكردية...! .
في يوم من الايام جاء الى محلاتي ثلاثة من الاخوة الاكراد بملابسهم الكردية و معهم طفل يرتدي مثلهم , بعد السلام قدم احدهم نفسه قائلا : الشيخ خالد البرزاني ( حسب ما اتذكر ) لقد ارسلني المعلم عبد اللطيف نادر ... رحبت بهم و اجلستهم و بعد شرب الشاي , قال الشيخ خالد انه يريدني ان اساعده في شؤون اخذ المقاولات لان الظروف تستوجب ذلك و يرجوا التوصية به في البنك و الادارة المحلية و شراء العطاءات و غيرها , قلت له , سوف اساعدك بكل شيئ و سوف اوصي بك من له معرفة بهذه الامور. بعد اسابيع احيلت عليه اول مناقصة و سارت الامور بشكل جيد رغم حصول بعض العثرات التي كنت اتجاوزها من خلال نفوذي في المدينة . و اعود الى المعلم عبد اللطيف نادر الذي جاءني في يوم من الايام يخبرني انه لا يستطيع ان يستمر هكذا و انه قرر الالتحاق بالثورة الكردية و طلب مساعدة مالية تمكنه من الوصول الى اهله في راوندوز و مساعدة اخرى و هي اخراجه من نقطة التفتيش الكائنة على طريق بغداد , فكلفت احدهم بذلك و وصل سالما الى اهله حيث وصلتني حوالة بريدية منه يسدد بها ما اقترضه مني , و علمت بعد ذلك انه اصبح سكرتير اتحاد معلمي كردستان و انه مرض و كبر بالسن وو... و انقطعت اخباره عني بسبب ان السلطة نالت مني بشكل مباغت لم احسبه على الاطلاق , حيث صودرت جميع اموالي و ممتلكاتي .. . بتهمة لا علاقة لي بها و بتدخل من احدى الشخصيات العربية الكبيرة التي سهلت دخولي الى الاردن مع جميع افراد عائلتي و أستثنائي من جميع الاجراءات... بع
و اعود الى الشيخ خالد البرزاني في الديوانية حيث جاءني يوما يودعني قائلا انهم سوف يعودون الى كردستان و انه لا يعرف مصيره و هو يشكرني على مساعدتي له في الظروف القاسية و الخطيرة .. , و بعدها ايضا انقطعت اخباره للسبب اعلاه...
و اخيرا , اذكر هذه الذكريات بمناسبة استشهاد ثمانية الاف برزاني عام 1983 و اتساءل في هذا السياق: هل الشيخ خالد البرزاني و عائلته المحترمة من بين الذين دفنوا احياء في المقابر الجماعية في الصحراء ام لا ؟ , اتمنى ان يكون الجواب لا , و ان الطفل الذي جاء الى محلاتي مع ابيه اصبح شابا و من المؤكد انة الان مقاتل شجاع لما رأه في طفولته و عائلته من تعسف و ظلم على ايدي صدام حسين الذي يحاكم الان على جرائم الانفال و بعدها عن جرائم حلبجة و الاهوار و قمع انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 وو ... ( لقد بدأت بتأليف كتاب خاص حول هذه الجرائم بعنوان : ( جريمة الانفال و حلبجة ... من الجرائم الموجهة ضد الانسانية ) وسوف اطبعه في اربيل, بعد ان تتبنى احدى المؤسسات الثقافية في كردستان طبعه و توزيعه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مذكرات اعتقال محتملة بحق مسؤولين إسرائيليين ونتنياهو يؤكد ال


.. تهديدات وتحذيرات من إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق -نتانياهو-




.. كتائب القسام تنشر صورة تتهم فيها نتنياهو بتعطيل مفاوضات صفقة


.. سلمان أبو ستة للميادين: الصهاينة تتبّعوا اللاجئين خارج فلسطي




.. هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤ