الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... مُحْدثوا الليبرالية

حازم العظمة

2006 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


"محْدَثوا الليبرالية" كمحدثي " النعمة " ، أو كمحدثي الثراء ، إن شئتم ، ... فالصنفان ميولهما متشابهة
، لهما " نزعات سلوكية " متشابهة ، منها أن أحد هؤلاء يتباهى بما لديه من متاع يظن أنه " أحدث" ، و بالطبع أغلى ، ما أنتجته الأذواق ، في "المتروبول" ، ، و عادة ما يعتقده "أرفع الأذواق" لا يكون إلا من سقط المتاع .. و فاسداً و قبيحاً

محدثوا الليبرالية هم هكذا ، ما يقبلون عليه بحماسة لا نظير لها كان قد أصبح من الماضي أو أنه الآن يسقط ، و ينتقل إلى الماضي المدان من الإنسانية كلها

" النيوليبرالي " المحلي يتباهى بـ " مواطَنته" – العالمية - و يتفاخر .. ، و يتمسح بمثله الأعلى الأمريكي ( فيما هذا الأخير لا يعامله إلا بالإزدراء ... ، الخفي طبعاًً ) ، ما من مثل أعلى هنا سوى العدوانية و التوسع و الهيمنة و الإستكبار و العنصرية

محْدثوا الليبرالية " المحليون " ، من كافة الأصناف متشابهون إلى حد كبير ، من " بورخيس " الذي يعتقد أن للولايات المتحدة رسالة نشر الحرية في العالم و يعتب عليها " نقص جراتها " في إستخدام القوة المسلحة في هذه الحملة " الرسالية " .... إلى شاكر النابلسي ، ، و الذي يسميه الشاعر العراقي جليل حيدر بـ " عميد الليبراليين العرب " ( مع التحفظ فيما يتعلق بالفارق بين الكاتب الأرجنتيني و صاحبنا ... ، الفرق الشاسع طبعاً .. )

يقول جليل حيدر :
ما يثير الحنق في لغة " الليبراليين الجدد" ، هذه الإستعلائية التي تنظر، وهي راكبة المنطاد إلى ما يحدث في الأرض. وما يثير الغضب، حقا، هذه الفوقية الإستعراضية على الآخرين، وعلى المواقف، والحقوق العادلة للشعوب. لكن ما يثير احتقارنا كمثقفين، أن تكون هذه اللغة مجرد فورات لفظية من قاموس لا يتقن سوى السب والإهانة، سيما عندما يتعلق الأمر بشعب تحت الإحتلال .. في الأقل هذا ما نطق به "عميد" الليبراليين شاكر النابلسي، عن الحرب على لبنان:
" في ظل شارع عربي أهبل ( و الكلام هنا لشاكر النابلسي ) ، وغبي ، وسريع الإنفعال، ورأي عام عربي جاهل وسهل القيادة بالعصا، او بالطبلة، لا فرق بينه وبين أي قطيع من الأنعام" الخ..
و يتابع جليل حيدر : هذا الكلام السائب يقال ، والآن، عن المذبحة في لبنان الحرية والثقافة والجمال، وعن الملايين من المحتجين على النذالة والتخلف الإسرائيلي. فإن كان الشارع العربي بمثل تلك الغباوة التي يصفها النابلسي، فماذا عن الملايين الأوربية التي خرجت في تظاهرات الإحتجاج، في لندن، وباريس، وروما، والسويد (بالأمس) وكل ذاك الغضب الإنساني الذي يعم العالم المتمدن؟ أهؤلاء حمقى، ايضا، أم قطعان؟
العنصرية الموجهة للذات تلك ، و التي تشبه "عقدة ذنب " أو " مازوشية" ما ثقافية تجعل هؤلاء يشتمون شعوبهم و تجعلهم يزايدون على " رعاتهم" و " شيوخهم " لدرجة أنهم يغدون أكثر أمريكية من الأمريكان و أكثر إسرائيلية من الإسرائيليين ربما تشكل دليلاً آخر على هزال " مثقفينا " ، بعضهم على الأقل ، و ليس دليلاً ، بالضرورة على هزال الثقافة العربية

هنا أو هناك و في كل مكان من العالم المثل الأعلى لـ " النيوليبرالي " ليس أحداً آخر سوى الإمبرطورية الأمريكية الآيلة حثيثاً إلى السقوط ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة