الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء اتهام بريطانيا لحركة حماس بالإرهاب؟ ولماذا الآن؟

إبراهيم ابراش

2021 / 11 / 20
القضية الفلسطينية


بعد أيام من إحياء الفلسطينيين لذكرى وعد بلفور المشؤوم 2 نوفمبر 1917 ومطالبتهم بريطانيا بالاعتذار عن جريمتها التاريخية وتعويض الفلسطينيين عما لحقهم من أضرار بسبب هذا الوعد الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا للحركة الصهيونية وهو القرار الذي ما كانت تقوم دولة الكيان الصهيوني بدونه، في هذا الوقت تُعلن وزيرة الداخلية البريطانية أنها تقدمت بمشروع قرار للبرلمان لتصنيف حركة حماس كحركة إرهابية بذريعة أن حركة حماس تعادي السامية وتهدد سلامة اليهود في بريطانيا.
يأتي هذا الموقف البريطاني الاستفزازي في معاداته للشعب الفلسطيني في وقت يتعاظم السلوك الإرهابي والاستعماري الصهيوني وفي وقت تعلن حكومة إسرائيل أنها لا تعترف بدولة للفلسطينيين ولا بأي حقوق سياسية ولن تتفاوض أو تجلس مع الرئيس الفلسطيني، وفي وقت تتزايد الانتقادات العالمية لإسرائيل والمطالبات بمقاطعتها وإدانتها دولياً بسبب جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي والشرعية الدولية، وفي وقت تشرع فيه محكمة الجنايات الدولية بفتح ملفات الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
تصنيف بريطانيا حركة حماس كحركة إرهابية دون أن يثبت على الحركة قيامها بأي نشاط إرهابي لا في بريطانيا ولا في أية دولة في العالم حيث النشاط العسكري لحركة حماس يقتصر على ممارستها للمقاومة ضد إسرائيل ،يؤكد أن وسم حركة حماس بالإرهاب هو استمرار لموقف بريطانيا الداعم لإسرائيل والحركة الصهيونية والمعادي للشعب الفلسطيني، وخصوصاً أن وزيرة الداخلية البريطانية صاحبة مشروع القرار تنتمي لليمين المحافظ في بريطانيا ومناصرة قوية لإسرائيل.
تجريم حركة حماس يعني تجريم حق مقاومة الاحتلال وهو حق تمنحه كل الشرائع الدينية والدولية للشعوب الخاضعة للاحتلال، وفلسطين كلها خاضعة للاحتلال والحصار الإسرائيلي كما هو الحال في غزة. وإن كان القرار يمس اليوم حركة حماس فسينسحب مستقبلاً على أية حركة فلسطينية تمارس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
كان من الممكن تفَهُم هذا القرار لو جاء في وقت تلتزم إسرائيل بالعملية السلمية وتنفذ ما عليها من التزامات حتى بمقتضى اتفاقية أوسلو التي رعتها واشنطن، ولو كانت بريطانيا تعترف بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقهم في دولة، وكانت حماس هي المعيقة للعملية السلمية، لو جاء القرار في هذه الأجواء لكان من الممكن تفهم هذا القرار، ولكن أن يأتي القرار مع توقف العملية السياسية بل ووقوف بريطانيا وأمريكا موقفاً معادياً حتى للسلطة الفلسطينية وللرئيس أبو مازن الملتزم بعملية السلام والذي يعترف بإسرائيل ويرفض العمل العسكري ضد إسرائيل ، فهذا يعني أن بريطانيا تقف موقفاً معادياً للشعب الفلسطيني بغض النظر عن توجهاته السياسية وهو نفس الموقف الإسرائيلي الصهيوني.
الموقف البريطاني تجاه حركة حماس ليس الأول أو الوحيد فقد سبقته مواقف من عدة دول بما فيها عربية صنفت حركة حماس كحركة إرهابية، ونعتقد أن إدانة دول عربية لحركة حماس وتطبيع دول أخرى مع إسرائيل شجع بريطانيا على الإقدام على هذه الخطوة، بالإضافة إلى انتهاء الدور الوظيفي لجماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي لها حركة حماس، وهي الجماعة التي كانت تجد التأييد والدعم من بريطانيا، حيث تعاني هذه الجماعة من حالة انهيار وتفكك.
توقيت الإعلان عن تجريم حماس ما كان ليتم الآن دون تنسيق مع دولة الكيان، ولذا فإن أهدافاً أخرى غير المُصرح بها تقف وراء هذا الإعلان وتوقيته وهي: -
1- محاولة انقاذ إسرائيل من موجة الانتقادات والاحتجاجات وتراجع شعبيتها في بريطانيا وعبر العالم مقابل تزايد التأييد والتعاطف العالمي مع عدالة القضية الفلسطينية وهو تأييد يتعاظم في الأوساط الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان بالإضافة إلى قرارات الشرعية الدولية، وهذا التأييد ظهر بوضوح خلال الهبة الشعبية والمواجهات على حدود قطاع غزة في أيار الماضي، أيضا القرار محاولة من اليمين البريطاني لإبعاد الانظار عن جرائم إسرائيل وممارساتها العنصرية.
2- التأثير على دول أوروبية أخرى لتحذو حذو بريطانيا لتصنيف حركة حماس وأية حركة مقاومة فلسطينية كإرهابية، وتشجيع الدول العربية على مزيد من التطبيع مع إسرائيل، أو تبرير تطبيعها.
3- التشويش على إجراءات محكمة الجنايات الدولية التي باشرت التحقيق في جرائم ارتكبتها إسرائيل في الأراضي المحتلة، بالزعم بأن الفلسطينيين أيضاً يمارسون الإرهاب.
4- يأتي هذا القرار في وقت تبذل مصر جهوداً للتوصل لهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وبالتالي تسعى بريطانيا للضغط على حماس ومحاولة ابتزازها للقبول بالشروط الإسرائيلية للصفقة.
5- هذا القرار محاولة لتعطيل أي جهود تبذلها القيادة للمصالحة الوطنية أو للانتخابات أو لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فكيف تجرى انتخابات أو يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة مصنفة إرهابية؟.
6- منح إسرائيل مبرراً إضافياً في حالة قيامها بأي حرب قادمة على قطاع غزة، وذلك بتهيئة الرأي العام بمزاعم أن إسرائيل تقاتل حركة إرهابية.
موقف بريطانيا الأخير بالإضافة إلى المواقف الأمريكية والأوروبية السلبية الأخيرة تجاه السلطة الفلسطينية والقضية الفلسطينية بشكل عام يتطلب من الكل الفلسطيني مراجعة استراتيجية شاملة تؤدي للوحدة الوطنية، ولا مبرر للانقسام والاختلاف حول نهج المنظمة السلمي ونهج حماس المقاوِم، لأن إسرائيل وحلفاءها لا يريدون أن يستعيد الفلسطينيون حقوقهم لا عن طريق المفاوضات والتسوية السياسية ولا عن طريق المقاومة، والقادم من الأيام لا يبشر بالخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطاب عنصري جديد
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 11 / 20 - 19:29 )
خ ابراهيم كلمة الوزيرة فالحكومة البريطانية واضحة جدا بالقاء تهمة معاداة السامية على الحركات الاسلامية فالدين الاسلامي لا سيما ان هناك محاولات ماجورة مدفوعة الاجر لاعضاء في مجلس العموم لشيطنة السعودية ايضا
المقصود عودة للقراءة العنصرية للخطاب الانجليكاني عن معاداة السامية اي غير المعترفين بسيادة اليهود ابناء الرب على البشرية
وهذا ما ابدت مخاوفها على ازدياد معاداة السامية داخل بريطانيا
اي تكشير الانياب واخراج المخالب لارهاب اوروبا مجددا من رفش فكرة وجود مخلوقات سامية وان هناك من يجروء على عدم الاعتراف بذلك
انه ارهاب انجليكاني متصهين طالما بريطانيا لعبت بتلك الخرافة لتبرير ابادة شعوب الارض ذات الاصول من نسل حام وكنعان الملعون في سفر التكوين
نحن امام صراع حضاري اختارت الالة الاعلامية العنصرية البريطانية افتتاحه بالهجوم على فصيل اسلامي لتحميل الاسلام وادبياته المسؤولية وبشعار معاداة السامية التي لا تعرف لا هي
وحكوماتها قاطبة معنى السامية بمفهومها الباطني الحقيقي وهي سمو العنصر اليهودي وترتيبه المجاور للذهب في الجدول الكيميائي الدوري
مستغلين الانقسام الفلسطيني والاسلامي عموما
ليسمون علينا


2 - فليسقط الارهاب الاسلامي وفي المقدمه حماس والجهاد و
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 11 / 21 - 16:51 )
والميليشيات الشيعيه والنصره والقاعده وطالبان وحزب اللات والحوثيه وكل القاذورات الفايروسيه سبب تخلفنا وعنوان العنصريه والعدوانيه في الشرق الاوسط وفي البلدان الاسلاميه-كفى حيونة وتخلف حولتنا حماس واخواتها الى حيوانات شريره يخاف الناس في كل القارات الاختلاط بنا يعتبروننا ارهابيين قتله مجندي الاطفال في العملالارهابيي-علينا ترك القاذورات من فكرنا -قاذورات ال100سنه الاخيره وقاذورات الاسلام لل1400الاخيره التي خسرنا فيها حضاراتنا الخمس-حضارة بلاد النيل وبلاد الرافدين وبلاد فارس وحضارة بلاد الشام وحضارة شمال افريقيا على ايدي الوحوش البدو الجياع الحفاة الذين جاؤنا من بلاد الصحراء القاحله قبل 1400سنه على غفلة من الزمن وبحد السيف وسلبونا كل شئ حتى عقولنا ومنذئذ صرنا رمزا للتخلف والجوع والجهل لنعود لانفسنا ولندخل لاخوة صادقه مع اشقائنا واجدادنا التاريخيين اليهود فاليهود ليسوا اعداءنا انهم اشقاءنا وخير منقذ لنا من حالتنا-عاشت الاخوة الصادقه والتاون البناء العربي-الاسلامي الفلسطيني اليهود عاشت اسرائيل رمز التقدم والدمقراطيه الاول في الشرق الاوسط لامستقبل لنا بدون العمل المشترك لشعوب الشرق الاوسط وبق

اخر الافلام

.. سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بتجنيد الطلاب -الحريديم- | #




.. غالانت يقول إنه آن الأوان لتفي واشنطن بالتزامها بمد إسرائيل


.. رائد مستقيل من الاستخبارات الدفاعية الأمريكية: الحرب لم تكن




.. فقد بصره وجزءا من أعضائه الداخلية.. الجزيرة ترصد حالة أسير ف