الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نطالب بمنح الأوسكار, لمسؤولي الثقافة في الحكومة العراقية

سالم بخشي المندلاوي

2021 / 11 / 20
كتابات ساخرة


الأدباء والصحفيون والفنانون العراقيون – المتعففون بالذات- يطالبون بمنح الأوسكار, للعباقرة والخبراء من السادة المسؤولين في الحكومة العراقية, وعلى أعلى المستويات؛ للتمثيل البارع الذي قدمه هؤلاء الموهوبين طوال هذا العام/2021, خلال تقديمهم لمسرحية منحة الأدباء والفنانين والصحفيين العراقيين الشهيرة؛ باعتبارهم أدوا أدوارهم بمنتهى الذكاء والحرفنة, وبأسلوب إيهامي خادع, تجاوزا فيه عباقرة التمثيل في العالم, بالأخص الحاصلين على جوائز الأوسكار, وهم يرفعون القبعة, ويصفقون طويلًا لرجال الدولة العراقية, لبلوغهم مراتب عليا في فن التمثيل, والضحك على الذقون!
لقد أقنع هؤلاء المسؤولين الكذابين, جميع المثقفين الذين لا يخدعون بسهولة, بإخلاصهم واهتمامهم بهذا الموضوع, بطريقة انسانية حميمة, وأطلقوا وعودًا شبه يقينية - بالذات قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة- جعلتنا نهرع إلى نقاباتنا في اتحاد الأدباء, ونقابة الصحفيين, ونقابة الفنانين؛ لتجديد هوياتنا النافدة منذ سنوات, على الرغم من مطالبة هذه النقابات, برسوم باهظة, بالذات نقابة الصحفيين العراقيين, أبرز المشاركين في عملية النصب والاحتيال هذه, وهي توزع استمارات خادعة بعنوان, نموذج المنحة التشجيعية التي لن تنظمها إلا بعد أن يجدد الصحفي هويته المنتهية, بحث استحصلت مبالغ هائلة كانت تحلم باستحصال عشرها قبل هذه الكذبة المفبركة, وقد وصلت بعض هذه الرسوم للصحفيين الذين لم يجددوا هوياتهم لسنوات طويلة, نصف مبلغ المنحة الموعودة؛ ما دعاهم إلى استدانة هذه المبالغ, وفي بالهم أنهم سيسددون الديون من مبلغ المنحة الوشيكة, وما تبقى منه, يمكن الاستفادة منه في مورد أخر, ربما القيام بزيارة مؤجلة لطبيب ذي كشفية باهظة!
ما أن انتهت الانتخابات, وبُلعت رسوم التجديد من قبل أصحاب السحت الحرام, حتى بان المسؤولون على حقيقتهم, وبدأوا بالتنصل عن وعودهم الغليظة, ويتكلمون عن تقليص مبلغ المنحة تارة- رغم هزالتها- وتارة عن المشمولين بها, وآلية توزيعها و ((جيب ليل وأخذ عتابة))!.
بعد انكشاف اللعبة, أدرك المثقفون الشرفاء, بأن أعضاء البرلمان, وقادة النقابات, والمسؤولين في وزارة الاعلام, لا يمثلونهم, ولا يشعرون بحاجاتهم الانسانية. فالموظف الذي يتقاضى شهريًا, ما يتجاوز مبلغ المنحة المزعومة بأضعاف؛ لا يشعر إطلاقًا بمعاناة الصحفي, أو الفنان, أو الأديب الفقير, من أصحاب الأقلام الحرة غير القابلة للبيع أو التأجير, بل لا يتصور إطلاقًا هذه المعاناة, وربما يشكك فيها أصلًا, بالذات الفاسدين منهم, الذين يقبضون أحيانًا مبالغ دورية, وبمسميات عديدة, تتجاوز بأضعاف مبلغ المنحة الهزيل, بالنسبة له!!
شعوب العالم وحكوماتها الوطنية, يفتخرون بمثقفيهم, ويحتفون بهم, ويوفرون لهم الحياة الحرة الكريمة؛ بما يجعلهم يستغنون عن العمل المضني, والتفرغ للإنتاج الفكري والابداعي - وهذا سر تقدمهم وتخلفنا الكبير عنهم- ونحن تتصرف الحكومة معنا, بطريقة سوقية رخيصة, بعيدة عن الخلق الرفيع!
من يلومنا بعد, لو تصدرنا المظاهرات الجماهيرية القادمة, كعادتنا في ساحة التحرير, وطالبنا بحقوق الشعب المغدور, والمستغفل.. ناهيكم عن المطالبة بأبسط حقوقنا: (المنحة المزعومة!).
ترقبوا مقالنا الطيطي القادم المعنون: جريدة الصباح العراقية تصنع المخللات الشهية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى