الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداءٌ عاجل! -أو: قالوا شيوعيون.. قلتُ ومن يكتب تاريخَهم؟!

رجا زعاترة

2006 / 8 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نداءٌ عاجل! (أو: قالوا شيوعيون.. قلتُ ومن يكتب تاريخَهم؟!)
حين تمكنت من الاختلاء بالكتاب بعد استعارته من الرفيق أيمن، انقضضت على فصله الثاني المُعنون بـ"الشيوعيون ضد السلطة والمتعاونون ضد الشيوعيين".
ولمّا أتممته انتابني شعور مزدوج. فوجدتني أزداد فخرًا واعتزازًا وكبرياءً لانتمائي إلى هذا التيار النظيف الشريف، ولأني أسير على الدرب الذي نحت شيوعيّو الرعيل الأول صخرَه بشق الأنفس وبالمخاطرة بالأرزاق والأعناق، حتى لفظ أبناءُ شعبي أذناب السلطة ونهج الاذدناب للسلطة، ليتماهوا قضًّا وقضيضًا مع الخط الوطني المسؤول الأمين على حقوقهم ومستقبلهم.
ولكني شعرت من جهة أخرى بنوع من الحزن لعدم اهتمامنا الكافي بتأريخ مسيرة الشيوعيين وتوثيقها وتخليدها وضمان مناليّتها للأجيال المعاصرة وتلك القادمة، بما يرتقي إلى مستوى تضحيات روّادها ويليق بفرادتها على مستوى الشرق العربي.
لا أحد سيقوم بهذا بدلا منا. لا بل أن هناك من لا يألو جهدًا في سبيل تشويه تاريخ هذه الجماهير وتقزيم دور الشيوعيين فيه وتحويل قاعدته استثناءً وشواذه قاعدةً. وإذا كانت هذه الجهود مقصورةً بالأمس على اجتهادات غير لطيفة وغير محمودة لبعض المسعورين ومحاربي الشيوعية - فقد أصبحت نهجًا لدى خصومنا السياسيين (راجع/ي سلسلة المقالات التي نشرت في مطبوعة "التجمّع" عشية ذكرى نصف قرن على النكبة، وكذلك بعض إصدارات مركز الدراسات التابع للجناح الشمالي في "الحركة الإسلامية")؛ وأضحت تحتلّ حيزًا لا يستهان به من "أجندات واستراتيجيات" مراكز "أبحاث" لا وسع لمآثر الشيوعيين الوطنية والكفاحية في مداها؛ وأمست الشغل الشاغل لمتدقلطين هاموا على وجهوهم مُطوّلا في دهاليز الأكاديميا الإسرائيلية والأمريكية المكيّفة، وفطنوا اليوم بأنّ لهم شعبًا وقضية يمكن حلب الدولارات واليوروهات على ظهرهما.
في الماضي، كان لدينا من يكتب التاريخ.. كان لدينا طيّب الذكر د. إميل توما، الذي لم يملأ أحد الفراغ الذي خلـّفه. بما في هذا معهد الدراسات الذي يحمل اسمه، والذي لشديد الأسف لا يكاد يكون فيه من إميل توما شيء اليوم سوى الاسم.
إن الزمن يعدو في غير صالحنا. وهذه المهمة ليست مستحيلة. بل هي بسيطة لدرجة تثير الغيظ. ولا تتطلب سوى قرار في الهيئات ذات الشأن وموارد متواضعة جدًا. وإذا كان من الصعب إقامة ورعاية وتمويل مؤسسة أو تخصيص محترف/ة بوظيفة كاملة أو جزئية لهذا الغرض - يمكن مثلاً الإعلان عن منحة مالية سنوية للبحّـاثة الذين يجرون وظائفَ وأبحاثًا ذاتَ صلة بتاريخ الحركة الشيوعية (وقد صدرت في السنوات الأخيرة مؤلفات قيّمة في هذا الصدد، منها على سبيل المثال لا الحصر "فلسطين في الأرشيف السرّي للكومنترن" لماهر الشريف عن دار "المدى"، والذي يُعنى بحقبة عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي). يمكن أيضًا الشروع بحملة لتكريم المناضلات والمناضلين الشيوعيين المخضرمين الذين ما زالوا بيننا، وجمع الشهادات الشفوية منهم وتوثيقها بالوسائل الالكترونية الحديثة، وتجنيد رفاق الشبيبة والكوادر الجبهوية في الجامعات لهذه المهمة. وهو ما يتطلب أيضًا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مجلـّدات "الاتحاد" في الحريري 9.
دعونا نتحرّك اليوم، كي لا يأتي يومٌ تقول فيه جماهيرنا "إنما أُكلتُ يومَ أُكل الثورُ الأبيض".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا