الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرهان يبل أوراق قراراته و يشرب مويتها !!!

ايليا أرومي كوكو

2021 / 11 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اكاد ان أقول اجازماً بأن الجنرال البرهان في متاهته الاخيرة قد بدأ فعلاً في بل أرواق قراراته الانقلابيه . لا بل انه بالفعل قد اخذ في شرب مويتها و سيشربها حتي الجمة الاخيرة . أظنه أخذ في بلها و شربها ساعة بعد ساعة و يوماً بعد يوم دون ان تطفيئ ظمأه او حتي تبل ريقه الناشف . و يقولون بأن الدخول في الشبكات هين لكن يبقي التأمل في الخروج الامن صعب هو الامر الغاية في الصعوبة .
فالجنرال الان أضحي مغلوباً علي أمره كما لو كان مبحراً لوحده في سفينة مثقوبة في بحر تتلاطمة و تتقاذفه الامواج و العواصف و الانواء العاتية . الجنرال في مأزق حقيقي و فرص نجاته تتلاشي بسرعة فالشعب الثائر يحاصره من كل حدب و صوب . كل العالم يقف ضده و يندد به و يرفض قراراته و يطالبه بالتراجع عنها و العودة الي ما الخامس و العشرين من اكتوبر2021م . لكن هيهات هيهات فحتي فرص العودة الي هنالك باتت مستحيلة . فسقف الثوار اليوم قد علا جداً و طرق العودة صارت مستحيلة كما الردة و بحسب الذين حسموا أمرهم و مصممونى يقولون . ما تدي قفاك للعسكر العسكر ما ح يصونك بس ادي قفاك للشارع الشارع ما ح يخونك . فقد رأيت بأم عيني التي ستأكلها الدود كما يقول المصرين رأيت الثوري الثأثر .رأيتهم يرددون نشيد الوطن و هم يضعون أكفهم اليمني علي صدرهم في مكان أفئدتهم قلوبهم و كلهم عزم و اصرار و تحدي حتي استرداد ثورتهم .. حريه سلام و عدالة و الثورته خيار الشعب .
حال الجنرال اليوم بالحق يحنن . لم يعد يملك نفسه و لم يعد في جعبته قرار يصدره بل و لم يبق بيده شيئاً يفعله . اشبه حاله بحال سلفه البشير في ايامه الاخيرة و هو قاب قوسين او ادني من الذهاب الي مذبلة التاريخ . فقد استند البشير علي فقه يتيح له شرعية قتل ثلث الشعب او نصفة حتي يتمكن من احكام سيطرته علي حكم الثلثين او النصف الباقي و هو مطمئن و مرتاح البال . حال الجنرالنا اليوم نفس حال سلفه جنرال الامس و بنفس الملامح و الشبه و التصرفات . لم يتعلم البرهان و لم يتعظ او يعتبر فهو علي كل حال ليس بحال احسن من حال البشير بل هو في احوال كثيرة جداً اسوأ كثيراً من البشير جداً جداً .
اول أورق قرارات البرهان الانقلابية التي قام ببلها و شربها مائها هو أعادة تكوين او تعين أعضاء مجلس السيادة فهذه ردة من ردات البرهان و تراجعه عن قراراته الانقلابية . فمن داخل مجلسه السيادي أكد احد اعضائها بأن قرارات البرهان بفض الشراكة كان انقلاباً كامل الدم و ليس اصلاحاً لمسار الثورة . من هنا يتأكد للجميع حتي للراكبين مع البرهان في سفينته الخربة يتأكد لهم بأن سفينتهم مثقوبة و غير صالحة لأتمام الرحلة و ايصالهم الي غاياتهم او حتي ايصالهم لأقرب بر أمن . و الايام حبلي بالمفاجأت التي تنتظر من رهنوا أنفسهم للبرهان .
مازال البرهان يكذب و يتحري الكذب و هو اليوم عند كل الشعب السوداني و كل العالم مكتوب البرهان الكذاب .
ففي الليلة الاخيرة للآنقلاب كذب البرهان علي شريكه عبدالله حمدوك . للآسف الشديد كان حمدوك المؤمن مصدقاً لكل أكاذيب البرهان منذ اليوم الاول للشراكة حتي الليلة الاخيرة للأنقلاب عليها . و ما زال البرهان كل يوم يواصل الكذب علي حمدوك طالباً منه القبول بتكوين الحكومة المدنية القادمة . فالبرهان يواصل كذب الصريح لنفسه التي باتت تصدق اقواله . فكيف لحمدوك القبول بهذه المهمة و هو رهين الاقامة الجبرية او الاعتقال فالرجل لا يزال منذ الخامس و العشرين من اكتوبر سجيناً و معتقلاً في بيته او مكان ما . و لا يفرق كثيراً معني السجن ان يكون حمدوك مسجوناً في منزل البرهان او في منزله هو . و الا ففسروا لنا معني السجن و الحبس و الاعتقال من قاموسكم الخاص .
في ذات تلك الليلة الاخيرة نفسها كذب البرهان و بعين قوية للمبعوث الاميريكي الذي كان يستشعر نية البرهان علي الانقلاب . قال فولتمان للبرهان بنص الكلمة بأن أي انقلاب في السودان سيكون له عواقب وغيمة علي السودان و القرن الافريقي و الشرق الاوسط . فطمأنه البرهان بأنه اكثر حرصاً علي السودان و سلامة الفترة الانقالية حتي قيام الانتخابات و تسليم السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية . و هكذا ظل البرهان يكرره القول ليل نهار خلال العامين المنصرمين بمناسبة او دونها فالرجل كان و لا يزال يقول قولاً و يفعل ضده . فوجيئ و صدم المبعوث الأمريكي في غضون أقل من خمس ساعات للقائه بالبرهان و هو يستولي علي الحكم في السودان بالانقلاب . و هذا ما جعل الرجل يخرج من طوره الدبلوماسي و يصف البرهان بالخائن .
هكذا كل يوم دواليك يخرج البرهان علي الناس في السودان و العالم بكذبة جديدة . فالرجل يعد و لا يفي بالوعد ... الرجل يتعهد و ينكص العهد . يقول للناس جميعاً سنطلق جميع المعتقلين لكنه فاقد للمصداقية حتي لحلفائه الذين يشاركونه في انقلابه من عقار و جبريل اصحاب المصالحة الشخصية البحتة .
هذا الرجل البرهان بجرمة الكبير ادخل السودان في نفق مظلم لا يدري الا الله نهايته . اعلانه حالة الطوارئ .. ابطال السلطة القضائية و قطع الانترنيت الذي اعيد بصورة سيئة بعد ملاحقة مدراء الاتصالات و تخويفهم بالقبض عليهم ... قتل الشباب و سحلهم بدم بارد في مواكبهم و تظاهراتهم السلمية في يومي 13 و 17 نوفمبر الحالي . كل هذه و تلك و الوحشية و الرعونة في التكنيل و التقتيل لن تشفع لك ايها البرهان فأنت ذاهب ذاهب الي نهايتك الحتمية لا محال . فكل اجراء تعسفي و كل قرار قمعي تكتبه و تتجذه ضد الشعب و شبابة هو بمثابة احكام جزائية تكتبها لنفسك و هي التي ستشهد عليك عن قريب جداً . وقتذاك ستعض اصابع الندم حيث لا ينفعك الندم . فالاسلم و الاحسن لك ان تترك هذا الشعب لخيره و خياراته التي لن يتنازل عنها حتي الرمق او النفس و الروح الاخيرة .
الثورة مستمرة و النصر المأزر قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا




.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة


.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق




.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب