الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات

طارق الهوا

2021 / 11 / 21
كتابات ساخرة


إذا نحينا جانباً الشق التبشيري في محاضرات القمّص زكريا بطرس، سنجد أنه يُعتبر بحيادية تامة من أهم المفكرين الاسلاميين المتنورين في الربع الأول من هذا القرن!
وإذا قيمناه بمفكر إسلامي من عيار عباس محمود العقاد، سنجد أن ما كتبه العقاد في إسلامياته كان نفاقاً وتلبية لمن يحرضوه على التمادي في نفاقه، فكلاهما قرأ نفس المراجع لكن العقاد خرج بعبقرياته التي تبنتها حكومة مصر وفرضتها على طلاب الثانوية، بينما خرج القمص بأفكاره التنويرية التي تحدث الزلازل الفكرية وتحث العقل على التفكير وليس الترتيل، ويتابعها عشرات الألوف وعلى رأسهم المشايخ!
الأفكار التنويرية حسب الوقائع في دول الشرق الأوسط تُحارب حتى لو قالها مفكرون مسلمون مثل محمود محمد طه الذي أُعدم، والمتنورة العظيمة المنسية أبكار السقّاف التي حُددت اقامتها في البيت.
مرض إنكار الواقع مستفحل، لدرجة أن وثائقيات ومسكوكات ومخطوطات الاستاذ محمد المسيّح تجد من يعارضها بالكلمات والاتهامات وليس بالوثائق والمسكوكات والمراجع.
لم يظهر القمّص زكريا بطرس مرة واحدة على الشاشة بدون مراجع إسلامية وذِكر صفحات وأرقام أحاديث في أي مرجع، بعكس منتقديه الذين لم يظهروا مرة واحدة مع مرجع أو يستندوا إلى أي مرجع، وكالوا له اللعنات واتهموه بالزندقة على ما يقوله ومذكور في مراجع إسلامية! الامر يُصنّف مرض إنكار الواقع، وهو معروف في المصحات النفسانية.
أثار القمص زوابع كثيرة على مرويات مقدسة لا تُمس في المراجع الاسلامية، وشكك فيها مفكرون مسلمون أيضا، لكنه قوبل كل مرة بنفس العبارات المقولبة التي لا تنقض ما قاله ولا تعطي تفسيرا آخر.
مجرد لعنات .. سخافات.. بذاءات.. لا علم فيها أو إلهام بفكرة جديدة أو حتى اسلوب دفاع محاميي الشيطان.
الزوبعة الأخير في وجه القمّص زكريا بطرس التي بدأتها معلمّة قرآن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزكاها أحد مذيعي السلطة ربما بتحريض من مشايخ السلطة، كان سببها قول القمّص أن كاتب القرآن إما سكران أو مسطول لأنه كتب ما كتبه عن الجن.
كل اللعنات والمعارضات والانفعالات انصبت على أمر مختلف تماماً، هو كيف يهين القمص رسول المسلمين، ويحاول بث الفتنة الطائفية في مصر كما قالوا، وطلب بعضهم بوطنية يحتقرها ولا يؤمن بها بتجريد القمص من جنسيته المصرية.
حسب رسول المسلمين كلمات القرآن موحى بها من الله.
تهمة القمص واضحة تماماً حسب ما قاله حرفياً وهي "إهانة الذات الإلهية". وإذا سايرنا أصحاب اللعنات والشعارات الجوفاء الصاخبة مثل "إلا رسول الله"، فمعنى ذلك أن الرسول محمد هو كاتب القرآن وليس الله! وأصحاب هذه الزوبعة يعترفون بكلام صريح واضح أن الرسول كاتب القرآن، لأنهم قالوا أن القمص أهان الرسول! هل يقبلون بهذه التهمة؟
ردّ القمص على منتقديه، ومنهم صاحب جريدة في أميركا تفضح من لا يدفع، بنفس طريقته الهدوء والمراجع وأرقام الصفحات على الشاشة، وخرج بحلقة ثانية يؤكد فيها أن كاتب القرآن إما مسطول أو سكران نظراً لعدم معقولية ما جاء عن الجن وتناقضه مع الوحي الإلهي والعقل السليم، ويطلب من مشايخ الأزهر أن يجيبوه على تساؤلاته.
المطلوب هو الرد على القمّص بنفس طريقته وهي ظهور شيخ على شاشة يذكر المراجع عليها ورقم الصفحة، وليس صب اللعنات والقول بالفتن الطائفية أو التحريض على قتل القمّص أو سحب جنسية لا يحتاجها، لأن الجنسية التي ينتمي إليها القمّص هي الفرعونية المتأصلة في دمه، حسب ما قال عدة مرات.
أخيرا، قتل القمص في الولايات المتحدة، سيفتح أبواباً لا تستطيع الجمعيات الاسلامية/الاميركية تبنيه أو التحريض عليه، فأصحابها أخبث وأدهى من التحريض على اغتيال كاهن، سيزيد طنين اليمين المتطرف عالمياً عليهم وفي أميركا أيضا، باعتبارهم جماعات إرهابية تتخفى وراء أسماء كاذبة، ولا تؤمن بحرية الفكر أو الدمقراطية أو احترام حياة الآخرين حتى لو اختلفوا معهم في الرأي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة