الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ج2

محمد الحداد

2021 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في مقالنا السابق ناقشنا أول أسباب تخلف المسلمين الحضاري وتقدم غيرهم، وكان السبب هو الاستبداد، فما حله او بديله اذن؟ البديل هو:

الديمقراطية الليبرالية:

فالديمقراطية هي انجح الحلول التي استطاع الوصول اليها العقل البشري المتنور، وهي نتيجة صراع طويل لمئات السنين، بل حتى تتجاوز الألف عام من أول ديمقراطية عرفتها الحضارة اليونانية، بالرغم من أنها كانت ديمقراطية البرجوازية، وديمقراطية المدينة حينها، ولم تتجاوزها لتكون ديمقراطية الدولة.

ولكن ما يهمنا هو خلاصة الفكر البشري وتجربته، فليس بالضرورة أن نمر بكل الأحداث التي مرت بها شعوب الغرب حتى نتعلم، فممكن أن نتعلم بقراءة التجربة، ومعرفة كيفية الوصول للنتائج دون دفع ذلك الثمن الغالي من الدماء والجهد والسنين.

ولكن هل هذا ممكن في حالة شعوبنا العربية، أو المسلمة؟
الإجابة لا، بل ولا كبيرة جدا، فشعوبنا لا تريد التعلم من تجارب الآخرين، خاصة لو كانت تحتقر هذا الآخر، وتعتبره كافر، فكيف ستأخذ عن الكافر؟
والمؤمن بنظر شعوبنا ما زال يجرها نحو الماضي، بشخوصه، وأدواته في التفكير، بل هو بعيد عن التفكير، فالنقل عنده أعلى قيمة من التفكير، وقال فلان عن فلان عن فلان عن الرسول عندهم أهم بألف مرة، ان لم يكن مليون مرة من فكرة عقلانية تأتي من الغرب الكافر.

لذا فالديمقراطية جميلة لو تم أخذها هكذا دون منغصات وعراقيل.
ولكن نجد هناك الكثير من أفراد الشعب نفسه ضد الديمقراطية، وإن رضي بها الشعب، فهل ستتركه الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية الأخرى، التي تخاف أن تصاب هي بحمى الديمقراطية أيضا إن نجحت بالبلد الأول.
لذا تراها تقاتل وتدفع أي ثمن حتى تفشل تلك التجربة البسيطة الأولية من الديمقراطية، وخير دليل على كلامي هي تونس، فلم تتركها لا الامارات العربية، ولا السعودية، حتى تنشأ بها ديمقراطية حقيقية.
والعراق، فلم تتركه لا إيران وميليشياتها، ولا السعودية او قطر او الامارات، او حتى الأردن باحتضانه لبقايا البعث، او الأسد السوري، فالكل يخشى ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية بكل هذه البلدان.
وما فشل ثورة الربيع العربي في مصر، ومجيء العسكر من جديد، إلا دليل ناصع على نجاح الرجعية العربية في وأد حلم إنشاء دولة ديمقراطية حقيقية فيها بمساعدة الامارات والسعودية.

هذا معناه أنه لتحقيق ديمقراطية ناجحة في بلد عربي ما، وجب ان تسير معه وبنفس الوقت تحركات نحو ديمقراطية حقيقية في البلدان الأخرى، فنحن لن نستطيع تحقيق الديمقراطية في البلد بمعزل عن محيطه، فالمؤامرات والدسائس لن تتوقف يوما، بل وربما تتحول لتفجيرات في الشوارع، او حتى حرب أهلية، فأكثر بلداننا العربية تتكون من قوميات وطوائف دينية متعددة، وبوجود التخلف، وعدم قبول الآخر، والتعايش السلمي معه، كلها أسباب تجعل من السهل على من يريد زراعة النعرات الطائفية، او الصراعات الطائفية، كما فعلها الزرقاوي في العراق.

الديمقراطية حل سحري للحكم الرشيد مقابل الديكتاتورية والاستبداد، ولكن وجب وجود قبول واستعداد، ليس فقط على مستوى الساسة، بل على مستوى الشعب.
بحيث يكون الشعب واع ان طريقه لن يكون مفروشا بالورود، فهناك من لا يريد له النجاح، وهؤلاء على مستوى دول، لها إمكانيات مادية وإعلامية كبيرة.
كما يجب عدم النظر الى كل بلد على حدة، بل وجب أن يكون النضال جماعي، وفي كل البلاد العربية والإسلامية، حتى لا تبقى أي بؤرة ديكتاتورية واستبداد، تحاول تنغيص وفشل الديمقراطية الناشئة، فالبلد الذي لا ينتج ديمقراطية من داخله، سيكون كبؤرة سرطان سرعان ما تنتشر في كل مكان، وتأخذ معها أولا تلك البلدان الحديثة العهد بالديمقراطية.
فالمسير يجب ان يكون جماعي، وأكبر دليل هو فشل الربيع العربي في كل البلدان التي خرج بها، لأنه لم يعم الكل.

21. 11. 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام عدو الديمقراطية الاول
وسام صباح ( 2021 / 11 / 21 - 10:14 )
لابد من الاعتراف ان الاسلام و رجال الدين هم العدو الاول للديمقراطي و تكفير الاخرين فكيف يطبقون افكار الكفار و يتركون قال فلان عن فلان ونقل فلان انه سمع عن علان كذا و كذا ؟
التطرف الاسلامي مالعقول الرجعية العربية البدوية هي حجر عثرة امام التقدم والحضارة والديمقراطية