الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبر الخواطر

فاطمة جعفر بدران

2021 / 11 / 22
الادب والفن


ليتني أستطيع أن أشتري محل صغير وأسميه "جبر الخواطر"، أبيع فيه الحب لكل من أرهقته الوحدة، ورفاق لمن لا رفيق له، وأكتاف للمرهقين، وابتسامات لكل حزين ، وآمال لمن لا امال له وطاقة لمن نفذت طاقته، وأحضان للبؤساء، وأيدٍ تمسح على قلوب الحيارى والمخذولين!
ليتني أستطيع.. بعد مرور شهرين محمل بالخيبات التي لم أعد العدة لها وجدت نفسي في وحدة وضياع قد اعادت الي شريط من الذاكرة وأمال قد بنيتها بالأمس القريب لكن تبخرت ولم يكن لي نصيب فيها ،
لأسلم بعدها للأمر الواقع والاكتفاء بعزلة قد قررت للتو البدء فيها ، لكن مع صديقتي غادة لا مجال لليأس والأبتعاد فقد استخدمت سحرها وكلماتها البراقة لتعيدني الى الطريق من جديد بكلمة أحذف من قاموسك كلمة لا أستطيع وتعبت لكل منا ظروفه الخاصة، ومع ذلك ما زالنا نقدم ونطمح للمزيد من التألق لنكون نجوم مميزة في عالم مليء بالشغف وحب القراءة والكتابة لتجدد حيوتي من جديد ارسلت لي كتاب سنترال بارك هيا يا صديقتي عيشي مغامرة بين امريكا وفرنسا وحلقي مثل فراشة من جديد أنتظرك بكل حب للعودة بقلمك فقد اشتقت ألى أسلوبك المميز تصفحت هاتفي ووجدت الرواية التي ارسلتها غادة ، لم اعرها اهمية في بادئ الامر
شعرت بفقدان شغفي واخذت اتصفح في هاتفي لمدة طويلة لأجد بعد ذلك حب الاستطلاع الذي اكتسبته من هويتي كصحفية عدت مجددًا لاقرا الكتاب الذي بدأ باقتباس اوقفني للحظات (للأشياء التي تفلت منك أهمية اكثر من التي تحصل عليها ) قد فهمت صديقتي ما أريد واحضرت لي رفيقًا يفهم ما في داخلي فقد أفلتت من يدي اشياء كثيرة وبدأت اندب الحظ ولماذا إنا بالذات الرواية قد بدأت بروتين ممل لشرطية اهملت نفسها كفتاة وأفنت شبابها بحب مهنتها ومطاردة الاشباح واللصوص والقتلة بين احياء باريس متجولة ومتباهية بما انجزته لتجد ناقوس العمر يدق وفي ضروف بوليسية افتعلتها استطاعت الحصول على شخص يتقبلها كما هي لتبدأ حياة جديدة بأنتظار مولدها لكن شغفها دفعها للمخاطرة بنفسها للقبض على لص يقتل النساء بطرق وحشية لتكون هي ضحيته ، نجت من موت محتم لكن شغفها قد افقدها جنينها وزوجها الذي ذعر عند تلقيه الخبر وقاد سيارته بدون وعي ليلقي حتفه في نفس اليوم ، أليس أفلتت جنينها وزوجها بيوم واحد لتصبح جثة بلا روح تعيش على المهدئات ، لكن مع وجود صديقها استطاعت العودة من جديد ، لأجد نفسي اقول لقد جبرني الله في صحبتي من اجمل ما حصلت عليه هو الصحبة ، لنعود الى بطلتي التي هاجمها الخرف بعمر لم يقارب الاربعين سنة فترفض مرضها ولا تتقبله لتقف بذلك ذاكرتها الى اخر لقاء مع صديقاتها لتجد نفسها مقيدة بالأصفاد مع رجل مخضب بالدم في احياء نيويورك لتعيش بعدها قصة بوليسية وتعويضية عما فقدته وانزلق من يدها أدعوا قارئي للبحث بنفسه عن ما عاشته اليس ليكتشف بنفسه كيف يكون التعويض بعد الخسارة في زمن قل الوفاء فيه ، يا ترى هل سيكون لي نصيب من هذا التعويض يومًا ما أقول لنفسي بعد كل مرة مهما حدثت لحظات سأنتزعها من بين يدي القدر تستحق ان تعاش ، وإن لا احد يستطع أن يأخذها مني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال