الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتنطعون

صلاح زنكنه

2021 / 11 / 23
الادب والفن


بعـد انهيار النظـام السابق مباشـرة, طفت علـى السطح زمرة (الاشنات) مـن أدعيـاء ومزوريـن وموتوريـن, ليعلنـوا بوقاحـة غير معهودة عـن أنفســهم حكامـا وحـاكمين وجلاديـــن, مفتعلين بمناسـبة وغير مناسبة, ضجيجـاً صاخبـاً بشـأن مـا كـان وسيكون, وهـم يكيلـون التهم جزافـاً لرمـوز الثقافة العراقيـة, والتشكيك والطعـن بمواقفـهم مـن دون أي اعتبار لمنجزهـم الإبداعـي الرصيـن, الـذي أسـهم فـي ترسيخ معـالم ثقافـة عراقيـة وطنيـة أصيلـة, أصـوات مبحوحـة نشـاز تحـاول جاهدة, النيـل مـن الآخريـن الأكثر حضـوراً وفاعليـة ونصاعـة فـي البياض العراقـي.

أولئك المتنطعـون الذين لا يمتلكـون أي رصيـد ابداعـي أو (نضـالي) يذكـر, ينسـون و يتناسـون كونهم بلا ذاكرة تاريخيـة, حين انصرفوا فـي زمـن المحنـة الـى التجـارة والنجـارة والهيام بالدولار, وكلما ضـاقت بـهم الدنيـا أو ضـاقوا بالعراق, ختمـوا جوازاتـهم وهـاجروا الــى المنـافي والفيـافي, لينعموا بالأمـان وبحبوحـة الحيـاة, فـي الوقـت الـذي بقيّ الحقيقيـون الجلـدون الذيـن لم ينزعوا جلودهـم ابـداً فـي اتـون الجحيم المسـتعر, ليحلمـوا بالحرية وبـغد أجمل, وليصنعــوا الجمـــال والمستقبل, وليشهدوا لحظة الخـلاص ونهاية الدكتاتوريـــة التـــي قارعوهــا بأقلامــهم وأحلامـهم, ليكونوا شهداءً أحياء يرزقـون فـي الـهم والغم والـدم.

المتنطعـون المتفرجون, الذيـن اخـتـاروا الصمــت المدقع والسلام الشـخصي والحيـاة الرخية, توهمــوا أن مناطحتـهم الكبـار, تجعلـهم كـبـارا, منطلقيــن مـن أجواء الغيرة والحسد والحقـد, وهـم يذعنــون تحـت ركــام الفشـل والخيبـة والافـلاس المعنوي, الـذي دفعــهم الـى الجعجعـة والمهاترة والتنطـع الفارغ.
...
جريدة الأنباء 19 / 10 / 2003
عمودي الأسبوعي الثابت (على حافة الثقافة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا