الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ج3

محمد الحداد

2021 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ناقشنا في مقالينا السابقين سبب الاستبداد والديكتاتورية، وقلنا إن بديله الديمقراطية الليبرالية، وقلنا أيضا أن الرجعية العربية سوف تقف بوجه تطبيق الديمقراطية، كما حدث في تونس ومصر، ولكن هناك قوة أشد خطورة تقف بوجه الديمقراطية، الا وهي الرجعية الدينية.

الرجعية الدينية:
أو بما تسمى بلغة العصر الأصولية الإسلامية، أو العودة للجذور الإسلامية، هذه القوى كبيرة التأثير، ودموية الفعل، وهذا ما وجدناه في صورة واضحة جدا في العراق وسوريا واليمن.
فالأصولية الإسلامية بشقيها الشيعي والسني خطيرة جدا، من حيث إنها تمارس العنف بأشد صوره، من تصفيات جسدية باغتيالات هنا وهناك، بعضها عشوائية، وأكثرها مقصودة الهدف والنتائج.
فالأصولية السنية المتمثلة حاليا بالفقه الوهابي التي تصدره السعودية لكل دول العالم باسم العودة للسلف الصالح، هذه الأصولية كانت السبب في وجود القاعدة وداعش وجبهة النصرة، هذه الأصولية لا تتورع عن أفعال واعمال يندى لها جبين الانسانية، وهي تصور ارهابها، وتنشر صور قطعها للرؤوس، بل وحتى لعب كرة قدم بالرؤوس البشرية، وهي أسوأ أنواع الانحطاط البشري على مر العصور. وهي بممارساتها هذه تحاول إعادة بعث ثقافة العصور الوسيطة، عندما كان يتباهى بقطع راس العدو، او صلبه، او شرب دمه.

ظننا وظن كثيرون ونحن في بدايات الالفية الثالثة أن الجنس البشري قد غادر توحشه وتعطشه للدماء، أقلها بالطريقة السادية التي تفعلها الأصولية الإسلامية، ولكن ظننا قد خاب.

أما الاصولية الشيعية وعلى رأسها ايران، فإنها لا تنفك عن التدخل في أي مكان يعيش فيه شيعي واحد، فقصة المظلومية التاريخية التي عاشها أئمة الشيعة على مر التأريخ، يتم اجترارها يوميا، وكأن ابن اليوم السني المذهب كانت له يد بما فعله آبائه واجداده، فهذه الأصولية لن يرتاح لها بال إلا وقد حولت العالم العربي والإسلامي الى خراب، فلا السنة سترضى أن تحكمها الشيعة، ولا الشيعة ستعود للرضوخ والتقية بعد اليوم.

من هذا كله نرى أن الشعار الذي تطرحه بعض الأقلام من ان الإسلام هو الحل، شعار لا يمكن تطبيقه مطلقا على أرض الواقع، فأي اسلام يريدون منا تطبيقه، هل الإسلام الوهابي وداعش وجبهة النصرة؟
أم اسلام الخميني وخامنئي؟
أم اسلام الخلفاء الراشدين، الذين هم بالحقيقة غير راشدين، فزمنهم كله اقتتال وحروب واغتيالات، بل أن ثلاثة من هؤلاء الخلفاء الراشدون اغتيلوا، وهناك من الباحثين من يؤكد حتى مقتل الخليفة الأول، فهل إسلام كهذا كله قتل واغتيال واغتصاب باسم الدين يصلح ان يطبق في الالفية الثالثة؟ أشك بذلك.

لا يبقى أمانا إلا إسلام المؤسس الأول للدين، محمد، فهل كانت أيامه كلها خير ورفاهية وعز!
أم كانت كلها غزوات وقطع طريق وسطو مسلح!
أترك للقارئ المتنور الإجابة.

فما هو الحل إذن؟
الحل يكون بالتالي:

فصل الدين عن الدولة:

فالدين لا يصلح أن يسير بالدولة، لأنه حتى وفي أيامه الأولى لم يستطع من خلق دولة مدنية، دولة المواطنة، بل كانت دولة الحاكم بأمره، دولة المسلم والغير مسلم، دولة أناس الدرجة الأولى بالعطاء لمشاركتهم في بدر، وأناس الدرجة الثانية والثالثة، دولة أهل الإسلام واهل الذمة.
وما تقدمت الدولة الإسلامية في عصر نهضتها زمن الدولة العباسية إلا بفصل الدين عن تسيير أمور الناس إلا بما يتعلق بالأحوال الشخصية، وما يحتاج الحاكم حينها من تشريع يسمى إسلامي، ولكنه يصب بمنفعة الحاكم.
ونحن لا نحتاج للدين كي يدير دولة عصرية، لأنه لن يستطيع، ولم يستطع في أوج عزه، بل وحتى مع مؤسسه، فكيف بيومنا هذا مع كثرة الفرق والطوائف، وكثرة الفقه المناقض لبعضه.
بل نتركه لقضايا الزواج والميراث، مع أن هناك ملاحظات عدة على تطبيقه حتى في تلك الحقول.

الدين ابن عصره وزمنه، ولا يمكن تطبيق ما خرج من عقول أناس في العصور الوسطى، عصور الشمس تسجد تحت عرش الرحمن، في زمن النت والكمبيوتر وفيزياء الكم.

24. 11. 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال