الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في ديوان قبور لا تنتهي

فاضل متين

2021 / 11 / 24
الادب والفن


«قبورٌ لا تنتهي»

قرأت كتاب الشاعر آزاد عنز "قبورٌ لا تنتهي" وهو عبارة عن نص شعري طويل متصل ببعضه يقع قاب «٦٤» صفحة لا أكثر. العنوان يدل على نفسه فالقبور تشير إلى الموت وحينما لا تنتهي فهذا يعني أن فاجعة ثقيلة تقف خلفه، مجزرةٌ مرعبة تمتدُّ ولا تنضب. ومما لا شكّ فيه أن للقبور مكانٌ يستضيفها ويفتح أرضه للماكثين فيها. الشاعر في نصه لا يسمي البلاد التي تنتشر فيها شواهد القبور ولكن لا يخفَ على القارىء أن المكان هي بلاده سوريا بجزءه الشمالي حيث مرابع الكرد ( روچ آڤا) وشمال العراق (إقليم كردستان).
يسير النص على شكل مقطوعات قصيرة تستحوذ كل واحدة منها على صفحة خاصة، تشترك كل مقطوعة بامتلاك كل واحد منها على شاهدة قبر، وضحية، وميتات بأشكال متعددة، والرصاصة هي الجانية الوحيدة التي تسببت بحدوث معظمها.
في كل صفحة قتيل، في كل مقطوعة موت. «الرضيع، العذراء، العجوز، الكهل، الشاب، الصبية، الحداد، النجار، المحارب، الفلاح ال ال ال ...إلخ »
القصيدة جميلة ومؤلمة، وتجعل القارىء يتساءل من الضحية في الصفحة الأخرى يا ترى؟
يشبه المرثيات على نحوٍ بسيط، بمثابة فهرس الضحايا في معجم الحرب. في بعض جزئياته نتلمس بشكل خفيفٍ لمحات الصخب البركاتي( سليم بركات).
هذا بشأن المحتوى ككل، لكن لنتوقف قليلاً على تقنية آزاد الكتابية والصياغة اللغوية والفنية التي يبني عليها نصه!!!
نثرٌ مفتوح غير أن الشاعر خلق لاشعورياً قافية بلا سجعٍ لديوانه، مما صعبت عليه التحرك بحرية في اللغة وتمرير عبارات ذات إيقاع ونفس جديدين، وأعتقد أن الشاعر لجم حركته حينما اتخذ إيقاعاً وحيداً تسير عليها القصيدة من ألفها إلى ياءها.
‏ونقطة أخرى أظن أن كثرة استخدامه لللامات التعليل والسبيبة تربك ذائقة القارىء وتنشر الوهن والملل في أوصاله. فالقارىء حينما ينتقل من مقطوعة إلى أخرى يعلم تماماً كيف ستنتهي المقطوعة ويحفظ عن ظهر قلب إيقاعها وموضوعها المتشابه لغة وحدثاً.
‏شيءٌ آخر لفت انتباهي أن الرصاصة هي الجانية الوحيدة وراء موت القتّلى، وكأن الحرب بكل شرها وعنفها ومَقاتلها ومجازرها لا تقود الضحايا إلى حتفهم إلّا بالرصاص !؟ إذاً من سيحاسب الشظية والبراميل، والصواريخ، والقنابل والكيماويات!؟
أعرف أمراً واحداً ‏إن الرصاصة هي الجانية المادية الأقل إثماً في الحروب .

‏من أجواء الديوان :
‏شاهدة قبر لركاب
‏تشاركوا في قبر واحد
‏وشاهدة واحدة
‏فقد كان حفار القبور على عجلة من أمره.
* آزاد عنز شاعر كردي سوري من قامشلو، لديه ديوان جميل «القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع أو ميثاق الضجر»
* ‏وكتاب آخر من جنس السرديات المفتوحة «حماقات لا بدّ منها» عن دار زمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا