الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطيني وفلسطين في مجموعة -مفاتيح على شباك القلوب- محمد عادل

رائد الحواري

2021 / 11 / 25
الادب والفن


الفلسطيني وفلسطين في مجموعة
"مفاتيح على شباك القلوب"
محمد عادل
عندما تكون المؤسسة فاعلة، وتعرف مهامها ودورها وواجباتها، بالتأكيد تحسن التصرف، وتنجح في العمل، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، يعرف أنه يمثل الكل الفلسطينيي، مؤكدا على المواد التي جاءت في الميثاق الوطني الفلسطيني التي تحمل هذا معنى: الصفة الفلسطينية صفة أصيلة، تنتقل من الآباء إلى الأبناء بصرف النظر عن مكان ولادتهم أو الزمان الذي ولدوا فيه، من هنا نجد الاتحاد يهتم بنشر ما يكتبه الفلسطيني، بصرف النظر عن المكان الذي يوجد فيه، وهذا الأمر لم يقتصر على الأتحاد بل تمارسة وزراة الثقافية الفلسطينية أيضا.
من هنا يمكننا القول أن أفضل من يمثل الأسس الوطنية والقومية لفلسطين هي المؤسسات الثقافية، التي من خلال عملها تتجاهل تقسيم سايس بيكو، والواقع الذي فرضه الاحتلال من تقسيمات للشعب الفلسطيني، فهناك سكان ال48، والقدس، والغزة، والضفة، وأهالنا في الشتات، الذي ما زالوا محافظين على وحدة فلسطين التاريخية، وما زالوا محافظين على حبهم النقي لفلسطين.
في هذا المجموعة التي قدمها الأمين العام للاتحاد "مراد السوداني" بمقدمة تليق بها، مكونة من ثلاث عشرة قصة، تتحدث عن فلسطين وعن الفلسطيني، من هنا يمكننا القول أنها قصصة فلسطينية بامتياز، واللافت أن عناوين القصص لا يحمل أيا منها عنوان "مفاتيح على شباك القلوب" المجموعة، فالعنوان جامع لكل القصص، ولم يأتي ضمن قصة بعينها، في قصة "وديني على حيفا" يتناول القاص حكاية "أم عمر" التي بعد خمسين عاما تريد العودة إلى بيتها في حيفا، وكان لها أن ألتقت بأهلها على الشيك الفاصل بين لبنان وفلسطين، ولكنها لم ترجع إلى مخيم، ولم تعود إلى بيتها، وجعل القاص النهاية اقرب إلى الفانتازيا: " ..رفضت أن تعود معي، أخبرتني أنها تحيا من جديد مع كل كلمة تسمعها من أهالي فلسطين... لم تظهر أم عمر في الشوارع ولا في الأزقة، ... ولا على شاطئ البحر..من يدري أين ذهبت أم عمر" ص21، وبما أن هذه القصة كانت الفاتحة للمجموعة فقد كانت فاتحة موفقة جحدا، لما فيها من مشاعر إنسانية، تجاه الوطن وتجاه الناس.
واللافت في هذه القصة تكرار لفظ "حيفا" في اكثر من موضع، وكأن القاص مسكون بحيفا، واعتقد أن هذه القصة وقصة "الرؤية من فوق الغيوم" تتميز بتركيزها على المكان بصورة لافتة، والمكان هنا لم يُقدم على أنه مجرد مكان، بل مكان اجتماعي، له أصحابه وناسه، من هنا يؤكد القاص على هذه العلاقة من خلال: "...في قرية سعسع المدمرة صعدنا على سطح بيت ما زال قائما ويدل على أصحابه الأصليين كنا نشاهد قرية الغجر وعيتا الشعب بالعين المجردة وعندما عدد قرى سهل الحولة واتى على ذكر قرية كراد البقار صحت بانفعال (هاي بلد حسن جميد) عندها هضبة الجولان" ص89، فعندما ربط القاص المكان ب"حسن حميد" الأديب والروائي أراد به أن يؤكد على أن للمكان أصحاب وأهل، وعلى أنهم أصحاب ثقافة وتمدن، فعندما تكون هناك قامة أدبية في قرية، فهذا يجعل القارئ يتسائل: إذا كانت القرى تخرج أدباء وكتاب رواية، فما حال المدينة؟.
في قصة "أين اختفى المخيم" يتم التركيز أيضا على حيفا وعلى بقية المدن الساحلية، كتأكيد على الأصول الجغرافية التي يرتبط بها الفلسطيني بفلسطين، القصة يتحدث عن اختفاء مخيم النهر البارد، مشيرا إلى العناصلار الإرهابية التني دخلت المخيم، مما ظادى إلى إزالته وهدمه من قبل الجيش اللبناني: " أختفى... المخيم ضاع... المخيم سرق" ص30.
ونلاحظ أن القاص يركزو على الوجود الأدبي للفلسطيني، من هنا يتحدث عن علي فودة مقتسبا قصيدته المغناة "أني اخترتك يا وطني"، وكأنه يقول أن من تشردوا من وطنهم، هم أدباء/شعراء/متقفين، وليس قتلة أو متوحشين كما يحاول الاحتلال أن يصفهم.
في قصة "وجة في لوحة الذاكرة..؟" يؤكد على تمسك الفلسطين بوطنه، ويحافظ على علاقته بأهله رغم البعد لزمني والجغرافي: "لقد مضى على آخر لقاء بينهما ما يزيد على الاربعين عاما" 43، من هنا نقول أن فكرة المجموعة "مفاتيح على شباك القلوب" تركز على نقاء فلسطين والفلسطيني، وهذا يأخذنا إلى أن القاص ما زال محتفاظا بالفكرة المثلى عن فلسطين والفلسطيني، لهذا قدمه على أنه ما زال متمسك بما كان قبل قياد دولة الاحتلال وتقسميها لفلسطين، وتشتيتها لأهلها.
في قصة "ومضى عائدا..؟" يتحدث عن مقاومة الفلسطيني في الداخل، مؤكدا على فكرة: " ...والضعف هو أسوأ مراحل الإنسان والإنسانية، وأن القوة وحدها هي الحياة والعطاء للدفاع عن كل ما يملك الإنسان" ص60و61، منوها إلى الهوة التي تفصل الشعب عن القيادة: "إن هذا الشعب العظيم بحاجة إلى أبطال وليس إلى قادة ما إن تتصاعد المقاومة حتى يبحثوا عن الهرب أو إيجاد الحلول لإطفاء مار المقاومة نار الثورة" ص61.
وللافت في هذه القصة ابتعاد القاص عن تناول تفاصيل المكان، كما حدث في القصص الأخرى، فكان تركيزه على الحدث والفكرة أكثر من المكان، وكأنه يريد أن (يعوض) الاهتمام بالمكان، بالاهتمام بالناس وبالفكرة.
قصص "أبو أحمد والجمل، ما قبل.. وما بعدها، ومضى عائدا" يتناول القاص وفاء الحيوان للإنسان، ففي قصية ومضى عائدا، نجد الكلب ينقذ خليل من الموت، وفي قصة أبو أحمد والجمل، نرى الجمل يواكب صاحبه "أبو أحمد" ويبقى يركض معه حتى بعد أصابته برصاص المحتلين، إلى أن يبرك على الأرض، وفي قصة ما قبل وما بعد نجد سقوط الحصان إلى جانب سليمان" واللافت في هذه القصص أنها تأخذنا إلى الزمن القديم، زمن بداية الاحتلال ومقاومته، لهذا نجدها قصص صيغت بصورة (تقليدية)، لكنها سلسة وممتعة، حتى أن القارئ للمجموعة يتناولها على دفعة واحدة، وهذا يشير إلى السلاسة والمتعة وقدرة الفنية التي يمتلكها القاص.
في قصة "الرجل.. الأفعى" يتحدث عن سلبيات الحالية التي يعيشها الفلسطين في داخل فلسطين، مبين صور الواقع حايا: " ففي الوقت الذي كان المقاتل العظيم ينام وبندقيته في يده والبرد القارص يلسع جسده، ... الذي يحمل شهادة "د" ينام في الغرف المكيفة، ويحمل صورا والبومات لأعماله من أصل الوصول إلى الموقع الذي يسعى إليه" ص67و68.
في قصة "أم حسن"، يركز على المرأة، كما هو الحال في قصص "وديني على حيفا، أم هاشم" وهذا يشير إلى حرص القاص على تناول الطرف الأهم في المجتمع، فالهموم الأمهات متشابهة، كلهن يسعين للقاء أبنائهن، : "أريد أن أراه، أن أضمه إلى صدري، أشم رائحتة عطره..ز أسمع أنفاسه ودقاق قلبه، أريد أن يعود لي طفلا صغيرا شقيا مرحا عشرين عاما لم أراه؟" ص73، فهنا الحديث يدور عن الأم التي فقدت ابنها الفدائي في خرج فلسطين، لكن في قصة "أم هاشم" يتناول الأم التي تحرم من أخذ جثت ابنها الشهيد: "..بأن أبنها وعدد من رفاقه قد استشهدوا في معركة حامة الوطيس، وأن الجيش الإسرائيلي رفض تسلم جنازاتهم للهلال الأحمر أو أي جهة أخرى" وهذا يشير إلى أن معاناة الأمهات في فلسطين واحدة، رغم اختلاف الأسباب، فهناك شهيد/مفقود/مجهول، وهنا شهيد ممنوع من الدفن.
في قصة "القادم من الأيام" يتحدث عن "خالد الصالح" المقاوم المثقف، الذي يقرأ الأشعار، والجميل في هذه القصة أنها تقدم الثائر كشخص متعلم/مثقف، بمعنى أنه يحمل فكرا ومبدئأ، وليس مجرد منفذ/قاتل، وهذه الصورة الايجابية تحسب للقاص، الذي ما زال محتفظا بنقاء صورة الفلسطيني.
في قصة "طائر.. فوق المخيم" يتحدث عن صمود وبسالة مخيم جنين، اللافت في هذه لقصة، رغم أن كاتبها موجود خارج فلسطين، إلا أنه كفلسطيني ينتمي لفلسطين ولشعبها، يتاول أحداث المخيم وما جرى فيه، من هنا نقول أننا أمام مجموعة قصصة فلسطينية بامتياز.
المجموعة صادرة عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، الطبعة الأولى 2021.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر