الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أسباب وهن الفكر السياسي العربي: استهداف الوطن العربي ودور الإعلام

مسعد عربيد

2021 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


(1)
في السياق التاريخي

يمكننا القول، على وجه التعميم، إن مشروع التنوير العربي في سياق القرن التاسع عشر، لم يكتمل نضوجاً ولم يرقَ في سقفه وخطابه إلى صياغة مناهج فكرية وسياسية وبرامج نضالية تحقق مصالح وتطلعات الشعوب العربية وطبقاتها الشعبية الفقيرة.

هذا بالطبع، لا ينفي انفتاح هذا المشروع على الفكر الأوروبي، حيث أفاد منه ونَقَل الكثير من أفكاره ومناهجه الفكرية والفلسفية عبر الاحتكاك بالتيارات الفكرية والسياسية والثقافية في المجتمعات الأوروبية (خصوصاً إنكلترا وفرنسا) وتعريب مئات الكتب من اللغات الأجنبية.

غير أن ما يهمنا أن نشير إليه في هذا الصدد هو أنه على الرغم من أن هذا المشروع كان مثقلاً بالهموم السياسية والاجتماعية المُلحة من أجل التحرر من الاحتلال والاستبداد العثماني والنهوض من حالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إلاّ أنه لم يستند إلى منظومة فكرية شاملة، وبالتالي لم يُنتج مشروعاً فكرياً مستقلاً ونابعاً من واقع شعوبنا ومعبراً عن مصالحها، ولم ينتج خطاباً فكرياً سياسياً ولا مشروعاً قومياً عربياً من أجل حرية وتنمية ووحدة الشعوب العربية.

بالإضافة إلى هذا الإخفاق، وبما لا يقل أهمية، فإن المشروع التنويري في تلك الآونة انشغل بالاصلاح الديني ولم يتجاوز سقفه وخطابه. صحيح أن هذا المشروع شمل العديد من الأفكار والطروحات العلمانية (نخص هنا بالذكر إسهامات "الشوام" في مصر مثل فرح أنطون وشبلي شميل وغيرهما)، وصحيح أيضاً أن جدل مسألة الدين كان حاضراً ومطلوباً، إلاّ أن هذا المشروع في الخلاصة لم يعبّر عن مصالح شعوبنا ولم يتسنى له أن يرتقي إلى مستوى الفعل السياسي والقومي، بل ربما أسهم في تميهد السبيل لفرش أيديولوجيا وفكر الدين السياسي وتأسيس حركاته الدعوية والسياسية (تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على سبيل المثال).

استقبلت الحياة السياسية العربية القرنَ العشرين بانهيار الإمبراطورية العثمانية وزوال الاحتلال العثماني ليحل محله الاستعمار الأوروبي (خاصة فرنسا وبريطانيا) الذي كرّس تجزئة الوطن العربي ورسم حدود كياناته السياسية لتصبح كيانات مفتتة تلبي المصالح الإمبريالية. ولم يكتفِ الاستعمار بذلك، بل نجح في زرع الكيان الصهيوني في فلسطين (1948) وأمده بأسباب القوة والبقاء والتفوق العسكري والتكنولوجي (ولا يزال بالطبع). وبهذا يكون الاستهداف الإمبريالي للوطن العربي استثنائياً مقارنة بالسيطرة الاستعمارية على شعوب أخرى من شعوب العالم الثالث، حيث كرّس - من خلال التجزئة وخلق الكيانات العربية التابعة وزرع الكيان الصهيوني - موازين القوى لصالح إستراتيجيته ومصالحه في المجالات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية كي يعزز التفوق الاستعماري في هذه المجالات، وهو ما قصدناه بقولنا إن الاستهداف الإمبريالي لبلادنا كان متميزاً ومختلفاً عن السيطرة الاستعمارية للشعوب الأخرى.

شهدنا، منذ بدايات القرن العشرين، انبعاثاً في الحياة السياسية في البلدان العربية، فكراً وأحزاباً وحركات:
أ) تأسيس العديد من الأحزاب الشيوعية في مختلف البلدان العربية في مطلع عشرينيات ذلك القرن؛
ب) ولادة حركات إسلامية (حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928)؛
ج) وفي عام 1932 تبلورت فكرة الأمة السورية في تأسيسس الحزب السوري القومي الاجتماعي؛
د) ثم فكرة القومية العربية مع نشأة حزب البعث العربي عام 1947 وتطوير اسمه لاحقاً لتندمج الاشتراكية في برنامجه وأهدافه ويصبح حزب البعث العربي الاشتراكي؛
ه) هذا في المشرق العربي، أمّا في مصر فقد تبلور الوعي الوطني المصري عقب الاحتلال البريطاني عام 1882 بعد الحرب بين القوات المصرية بقيادة أحمد عرابي والقوات البريطانية، مع أن جذور القومية المصرية تعود إلى عصر محمد علي وسعيه إلى إنشاء دولة مصرية مستقلة وقوية. تنامى الوعي الوطني المصري مع ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول زعيم حزب الوفد المصري والدعوة إلى التخلص من الاحتلال البريطاني واستقلال مصر، وشهدت مصر في فترة ما بين الحربين العالميتين، صراعاً بين النزعتين، الوطنية المصرية والقومية العربية، كما شهدت الصعود الاجتماعي والسياسي لحركة الإخوان المسلمين؛
و) مع بداية الخمسينيات شهدنا تأسيس حركة القوميين العرب والحركة الناصرية، ليشتد بعد ذلك عود النهضة القومية واليسارية العربية ونشوء العديد من الأحزاب والمنظمات الاشتراكية واليسارية والقومية وغيرها.
ز) أمّا الأحزاب الشيوعية العربية، فإن كان لنا أن نقيّم دورها في النضال الوطني والقومي للشعوب العربية، فسنرى أنها على الرغم من أنها حملت فكر ومشروع النضال من أجل مصالح البروليتاريا والطبقات المستغَلة، بقيت محكومة بالتبعية لموسكو والموقف السوفييتي/الستاليني من أهم القضايا العربية وعلى رأسها الموقف من القضية القومية و"الأمة العربية أمة في طور التكوين"، والاعتراف السوفييتي العاجل بالكيان الصهيوني على حساب الشعب والوطن الفلسطيني وسقوطه في وهم إقامة دولة "اشتراكية" في مستعمرة استيطانية تحتل وطن شعبٍ آخر .

تشير تجارب الأحزاب القومية العربية أنها لم تأخذ العبرة من المشروع التنويري العربي الآنف الذكر، وعلى الرغم من شعاراتها وطروحاتها القومية، فإنها لم تتجذر في فكرٍ وخطابٍ ومشروع قومي جدي، بل ظلت ممارساتها وسياساتها تحوم في الفضاء القُطري، وبقيت برامجها العملية وأدوات نضالها وفعلها أسيرة هذا السقف.

ما أوردناه أعلاه من تقييم ونقد لا ينتقص من كفاح هذه الأحزاب والقوى، بكافة انتماءاتها السياسية والأيديولوجية والحزبية، ولا يتنكر لتضحيات عشرات الآلاف من المناضلين والشهداء والسجناء، بل هو، فيما نرى، مدخل إلى رؤية الواقع كما هو، فلا قيمة للتحليل إذا لم يرتكز على نقد موضوعي.

(2)
استهداف الوطن العربي

أ) المشروع والأجندة

من أجل بسط الهيمنة الإمبريالية على الوطن العربي وثرواته ومقدراته، استهدفت قوى الغرب الرأسمالي - الإمبريالي هذا الوطن وعمدت إلى احتجاز تنميته وترسيخ تجزئتة وتعميقها في المزيد من التفتيت لكياناته وشعوبه. وقد أدرك إستراتيجيو هذ الغرب، منذ أمدٍ بعيد، أهمية ودور الفكر والأفكار كمحرك رئيسي في توعية الجماهير وتجنيدها وتنظيم حراكها وفعلها السياسي والاجتماعي. فبدون الفكر والوعي، تظل الجماهير كتلة ساكنة عاجزة عن إحداث أي تغيير نوعي أو جذري وثوري في المجتمع والسياسة والثقافة.

وفي سبيل تحقيق مشروع الهيمنة الإمبريالية، عمل الغرب ومعسكره، معسكر قوى الثورة المضادة بقيادة المركز الرأسمالي - الإمبريالي، على وأد الفكر العربي وتعطيل تطوره ونضوجة وتبلوره في نهج فكري وسياسيٍ واضح، كما عمل على إعاقة تجسيد ذلك الفكر في أحزاب وتنظيمات ذات رؤية وبرامج وآليات عمل متطورة.

في هذا المسعى، شغّل المركز الإمبريالي أدواته المحلية المتملثة في الأنظمة العربية الرجعية ومؤسساتها، وما يُسمى ب"المنظمات غير الحكومية/الأنجزة" NGOs الممولة من هذا الغرب وأموال الأنظمة النفطية العربية التابعة. وفي إستراتيجية مشروع الهيمنة هذا ومن بين أهم أدواته احتل الإعلام (العربي والغربي) والثقافة، موقعاً مركزياً.

غنيٌ عن القول، إن هذه الاستراتيجية لم تقتصر على الشعوب العربية وحسب، بل شكّلت إحدى ركائز مشروع الهيمنة الإمبريالية على شعوب الجنوب/العالم الثالث في سياق الصراع بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها.

ب) دور الإعلام

بناءً على ما تقدم، والدور المركزي الذي منحته الإستراتيجية الإمبريالية للإعلام والثقافة في تنفيذ مشروعها لاستهداف الوطن العربي، وفّر الغرب الإمبريالي للإعلام الإمكانيات والميزانيات الضخمة ما جعل منه أداة فعّاله وفتّاكة في وأد الفكر والوعي العربييْن.

لا شك أن الاستهداف الدائم وسخونة الأحداث المتسارعه في بلادنا، شكّلا عاملاً رئيسياً في تهافت المواطن العربي على متابعة الحدث، ما أتاح الفرصة لوسائل الإعلام للدفع بهذا المواطن (المشاهد، المستمع، القارئ) إلى الالتصاق بشاشات الفضائيات والإدمان على متابعة الأحداث المتلاحقة بكل التفاصيل، والضخ المستمر على مدار الساعة لكل صغيرة وكبيرة، ناهيك عن التكرار المستمر والممل.

ومنعاً لإساءة الفهم، يجدر بنا أن نؤكد لا نقصد من إبراز دور الإعلام والتركيز عليه تجاهل أو إنكار العوامل الأخرى في تطور الفكر العربي (عوامل التخلف والانسداد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي)، بل ينبع تركيزنا هذا من تعاظم دور الإعلام وحضوره الطاغي في الحياة العربية والذي لم يقتصر على الإعلام لوحده بل بسط هيمنته على الفضاء الفكري/الثقافي ايضاً.

(3)
هيمنة الإعلام

تجلت هيمنة الإعلام على الساحة الإعلامية والثقافية/الفكرية، في العديد من الظواهر السلبية:

■ لهاث المواطن المستمر والمنهِك وراء التفاصيل الإخبارية والثرثرة الإعلامية السطحية وحتى التافهة، ما حرمه من فرص التثقيف الذاتي وتراكم المعرفة وبناء الوعي؛
■ أدّت هيمنة الإعلام إلى إزاحة المفكر العربي من موقعه الطبيعي في صياغة فكر المجتمع وثقافته، وصولاً إلى تغييب دوره؛
■ وقد رافقت غياب المفكر العربي ظاهرة مماثلة ومتصلة وهي غياب الفكر الحزبي والتنظيمي وانهيار الحزب السياسي والأيديولوجيا الحزبية، وهو ما بدأ بعد هزيمة عام 1967 وازداد تفاقماً نتيجة التطورات التي تلت على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وبشكل خاص هيمنة القطبية الوحدانية الإمبريالية (الأميركية – الأوروبية) على النظام العالمي وسعيها المحموم لعولمة مناهجه الفكرية والأيديولوجية والسياسية وتسخيرها في خدمة المصالح الإستراتيجية للغرب الإمبريالي وأدواته الفتّاكة في تدمير الشعوب؛
■ أدّت هيمنة الإعلام، فيما أدّت إليه من نتائج كارثية ووخيمة على دور المثقف العربي، إلى تنحيته عن الإبداع وصياغة الفكر والثقافة والوعي الملتزمين في خدمة الشعوب العربية وطبقاتها الفقيرة والمظلومة، ووظفته لصالح الأجندات الإمبريالية الخارجية ومصالح الأنظمة الرجعية الحاكمة. هكذا ارتبط الكثيرون من المثقفين العرب، وربما أغلبيتهم، بالأنظمة العربية (خاصة النفطية) وارتهنوا لإملاءاتها وشروطها على كافة الصعد، وبالأخطر على الصعيدين التاليين:
أ) الارتباط المصلحي بهذه الأنظمة ومؤسساتها، بمعنى ضمان دخل المثقف ولقمة عيشه من المردود المالي (وغيره من الامتيازات)، ذلك المردود الذي كثيراً ما يكون سخياً ويفوق ما يحصّله المثقف من عمله ككاتب وأكاديمي وإعلامي ملتزم.
ب) الإذعان للأجندة الأيديولوجية والسياسية لهذه الأنظمة التي تسيطر على ملكية وسائل الإعلام العربية وصنع قرارها ومواقفها وسياساتها التحريرية.
■ تكاتفت هذه العوامل وغيرها وأدّت إلى غياب العمل التثقيفي للمواطن والهادف إلى تكوين وعيٍ شعبي، وإلى وقوع المواطن العربي فريسة الوعي الزائف والكاذب؛
■ من هنا، نفهم ما نشهده اليوم من تسطيح الفهم وغياب التحليل الجذري والثورى للحدث وللأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية القائمة في بلادنا؛
■ تأخذنا هذه الظواهر إلى خلاصة مفادها أن هيمنة مثل هذا الإعلام وأدواته وأجندات صانعي القرار فيه، أدّت في المحصلة إلى تدني الوعي الشعبي العربي وتشويهه، ولم تنتج سوى المزيد من الابتعاد عن العطاء الفكري والتثقيف (الذاتي والشعبي) والنأي عن التأسيس لنهج علمي موضوعي في تحليل وفهم ما يحدث من حولنا.

(4)
في التَبعات والإشكاليات

كانت هذه المقدمات المقتضبة ضرورية للإضاءة على وفهم بعض الإشكاليات والظواهر الشاذّة والشائعة في الفضاء الثقافي والإعلامي العربي الراهن، وفيما يلي أهمها:

أ) وهن النتاج الفكري العربي، والفكر السياسي على نحو خاص، وب"النتاج" نقصد تقديم الإضافات والإسهامات الفكرية الأصيلة والنابعة من ظروفنا ومصالحنا أي من واقع شعوبنا وطبقاتها الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقة في التغيير الثوري، وعدم الاكتفاء ب أو الركون إلى "نقل" النتاج الفكري الغربي. هذا دون التقليل من أهمية هذا النقل وضرورة الانفتاح والتلاقح الثقافي والفكري والعلمي بين الشعوب والحضارت والثقافات.

ب) الهزال الفكري (الأيديولوجي والسياسي) للأطر الحزبية العربية (القومية والماركسية والشيوعية والاشتراكية ...) المنوط بها الدفاع عن مصالح المواطنين والطبقات الشعبية التي تشكل الأغلبية السكانية في بلادنا، خصوصاً بعد تفكك هذه القوى الحزبية وانزياحها عن الفعل الجماهيري في أعقاب هزيمة حزيران (يونيو) عام 1967 وإثر انهيار المنظومة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وأوربا الشرقية.

ج) سيطرة الأنظمة العربية الرجعية وطبقاتها الحاكمة التابعة للمركز الرأسمالي - الإمبريالي (وخصوصاً النفطية منها) على ملكية الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام العربي وتقنياتها التي تُقدر، وفق بعض المعطيات، بما يفوق 80% أو 90%. وهو ما يعنى السيطرة على أجنداتها السياسية والأيديولوجية وسياساتها التحريرية ومضمونها الإعلامي والثقافي.

د) اتسع دور الإعلام وتكنولوجياته المتعددة والهائلة التي شملت الإعلام الورقي، المحطات الإذاعية، الفضائيات، الإعلام الإلكتروني، المواقع الإلكترونية، كافة أشكال وسائل التواصل الاجتماعي ... وغيرها الكثير، وهو ما أتاح له (للإعلام) بسط سيطرته على الفضاء الثقافي والفكري إضافة إلى الإعلام. كان من نتيجة ذلك إزاحة المفكر والمثقف من موقعه ودوره الطبيعي في المجتمع والسياسة، واستبداله (المفكر) بالإعلاميين و"المحللين" الذين نصبوا أنفسهم "خبراء" في كل شأن، والذين لا يغيبون عن شاشاتنا على مدار الساعة.


خاتمة

حاولتُ في هذا المقال، على نحوٍ مكثف، التركيز على الدور المدمر الذي يلعبه الإعلام العربي في خلق حالة الخواء الفكري التي نعيشها، ما لا ينفي عوامل أخرى من ذاتية وموضوعية. ولعل أخطر ما يتجسد فيه هذا الدور هما الظاهرتان التاليتان:

أ) تغييب وتشويه دور المثقف والمفكر وقدرته على الإبداع والاستقلال الفكري الملتزم بقضايا الناس الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتعميق ارتهانه وامتثاله لإملاءات المركز الإمبريالي والأنظمة الرجعية العربية التابعة.

ب) إبقاء الوعي الشعبي العربي (الجمعي والفردي) متدنياً ومشوهاً بحيث يسهل اقتياده وتسخيره في خدمة الأجندات والمصالح الإيديولوجية والسياسية للإمبريالية وأدوتها المحلية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى مفارقة لافتة ومؤلمة، وهي أن تدني هذا الوعي يأتي في زمن الثورة المعلوماتية التي أنهت احتكار المعلومات، سواء كان احتكار النخبة الثقافية/الإعلامية أو السياسية، أي أن أزمة الوعي العربي تأتي في زمنٍ أضحت فيه المعلومات وحيازتها والإفادة منها متاحة للناس وفي متناول الأغلبية منهم، وأضحى بمقدورهم أن يصلوا إلى كمٍ وفير من المعرفة إذا ما سعوا إلى ذلك.

منذ عقود، والتحديات البالغة تتراكم أمام المثقف والمفكر العربي، ولم يتبقى له، وفي ظل هذه الأوضاع، سوى الخيارات الصعبة والمضي قدماً في حمل رسالته والالتزام بقضايا شعبه. فدور الفكر والثقافة في صياغة الوعي الشعبي يشكّل ركناً أساسياً في بنية المشروع النهضوي القومي العربي، وهو المشروع التاريخي المنشود لمستقبل شعوبنا ونهضتها وتنميتها، وهو الوحيد الذي يليق بطبقاتها الشعبية وتطلعاتها والقادر على تحقيق مصالحها. لذلك، فإن إثارة هذه الأسئلة ومناقشتها تصبح اليوم ضرورية وملحة من أجل القدرة على الثبات وتحصين المقاومة، ومن أجل النضال في سبيل مشروعنا ضد مشروعهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطيب حواوشي مصري من الشيف عمر


.. بعد سقوط نظام الأسد.. ما هي المخاوف وماذا طلبت واشنطن وعواصم




.. غارات إسرائيلية تدمر القدرات العسكرية السورية.. ما رأي الشار


.. هذا ما يحدث في الغرف السرية.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف ال




.. الجزيرة ترصد عمليات نزوح لسكان من القنيطرة السورية بعد طلب ا