الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تشهد إسرائيل «أمهات مؤسسات» من الجيل الثاني؟

محمد السهلي

2006 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


فيما تتفاعل في إسرائيل تداعيات نتائج العدوان على لبنان وتتجه الحكومة نحو أزمة متوقعة يلحظ دور لافت لأمرأتين بارزتين في المؤسسة السياسية الإسرائيلية هما
داليا ايتسيك، رئيسة الكنيست وتسيفي ليفني وزيرة الخارجية.
داليا ايتسيك
ففي الوقت الذي انصبت فيه الانتقادات على أولمرت وبيرتس وحالوتس، رأت إيتسيك أن أفضل وسيلة لتأخير نهاية الحكومة هي أن يفهم الجمهور الإسرائيلي بشكل واضح أن الحرب لم تنته وإن توقف لفترة ما دوي المدافع، وبالتالي لا تجوز المطالبة بمحاسبة المقصرين وهم في منتصف الطريق.
ومن هذا الموقع ربما جاءت دعوة رئيسة الكنيست لتشكيل حكومة طوارئ تحت شعار «دمج القوى والعقول». وفي حال تعبئة الرأي العام الإسرائيلي بصحة هذه المقولة، سيكون من الصعب على المنتقدين والناقمين من داخل الحكومة وخارجها إطلاق العنان لدعواتهم بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
لكن يبدو أن أولمرت لم يلتقط دعوة إيتسيك بحماسة ونقلت مصادر مقربة منه قوله «يجب التفكير في الأمر بعناية شديدة» وعلى عكس أبيغدور يتسحاقي، رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم، لم تحاول رئيسة الكنيست المس بأي طرف من أطراف الائتلاف على الرغم من معارضة اثنين من نواب العمل لخطة الحكومة بتقليص ميزانية الدولة لصالح دفع نفقات الحرب، ورأت أن المطلوب الآن تعزيز الائتلاف الحاكم وليس إقصاء أي طرف فيه.
لاحظ المراقبون في دعوة رئيسة الكنيست صوتاً خاصاً يتفرد من بين جوقة المتخاصمين الذين يتبادلون الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل الذريع الذي وقعت به المؤسسة السياسية ـ الأمنية خلال القسم المنتهي من العدوان على لبنان. وبعض المراقبين أشار إلى تأثير واضح لشخصية إسحق رابين أحد «الأباء المؤسسين» الذين انقرضوا مع اختفاء شارون وعطالة شمعون بيريس. وكان يتوقع لداليا إيتسيك دور أكثر أهمية في حزب العمل لولا التحاقها بشارون عند تأسيسه لحزب كاديما. وساهم الحشد الكبير من الشخصيات الحزبية التي انضمت للحزب الجديد في أن تأخذ أيتسيك موقعها في الصف الثاني في قيادة كاديما وتم ترشيحها لرئاسة الكنيست في إطار صفقة داخلية وزعت بموجبها المناصب الحزبية والمؤسساتية.
تسيفي ليفني
وهي القائم بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية. خدمت في الجيش برتبة ملازم أول وفي جهاز المخابرات «الموساد» بين عامي 80 – 1984 وتعتبر «التلميذة النجيبة» لأريئيل شارون الذي عينها وزيرة في حكومته الأولى «2001» كوزيرة للتطوير الإقليمي، ثم وزيرة دولة ثم بعد ذلك وزيرة للزراعة. وفي حكومته الثانية عينت وزيرة لإستيعاب الهجرة ثم وزيرة البناء والإسكان بديلاً عن الوزير المفدالي المستقيل إيفي إتيام. وبعد خروج حزب«شينوي» من الائتلاف الحكومي عينت وزيرة للعدل مكان يوسي ليبيد.
ولعبت ليفني دوراً بارزاً في إقناع المعارضين لخطة الانفصال من طرف واحد بضرورة تمرير الخطة في الكنيست. ومع تشكيل حزب كاديما تركت صفوف الليكود وانضمت ‘إلى الحزب الجديد، واستلمت منصب وزارة الخارجية اثر استقالة وزراء الليكود من الحكومة قبيل الانتخابات الأخيرة.
مع غياب شارون، وجدت تلميذة شارون نفسها وجهاً لوجه مع ظله أولمرت الذي فشل في إثبات وجوده كقائد وشعر بعجزه في لحظات المقارنة بينه وبين سلفه شارون وخاصة إبان العدوان على لبنان وسوء إدارته وتردده في اتخاذ القرارات، ووجد في حضور ليفني النشط إحراجاً له وحاول تجميد دورها ونجح في إبعادها عن متابعة النقاشات التي دارت في أروقة مجلس الأمن قبيل إصدار القرار الدولي 1701، لكن هذا لم يكبح جماح ليفني الإمرأة الطموح، وأعلنت بأنها ستواصل عن طريق السياسة العمل على إنجاز ما عجز عنه الجيش بقيادة الثلاثي أولمرت، بيرتس، حالوتس.
ولاحظ المراقبون أن ليفني تسعى لإحداث «دفرسوار» سياسي على جبهة الحرب على لبنان، مقارب للدفرسوار الذي نجح في إحداثه أستاذها شارون في أواخر عمليات حرب العام 1973 على الجبهة المصرية وتجاوز بقواته قناة السويس ووصل إلى ما أسمي في حينها (الكيلو 101).
خطاب ليفني قريب من خطاب داليا أتيسيك، وتجتمعان في لغة طرح ما هو مطلوب من غير الخوض في سجلات تصفية الحسابات. ويرى الكثيرون أن كلا من الإمرأتين تسعيان إلى المشاركة الفعالة في إدارة الأزمة القائمة في إسرائيل.
ويتساءل المراقبون بخبث، هل ستشهد الساحة السياسية في إسرائيل ولادة «أمهات مؤسسات» من اللواتي نشأن في كنف «الأباء المؤسسين» لسد الفراغ الذي أحدثه غياب الرواد؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة