الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا مع الحفاة

سمير علي الكندي

2021 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


انا مع الحفاة. جيش العاطلين والعمالة الهشة. هؤلاء الذين سقطوا من مائدة التأريخ. هم ليسوا رأسماليين وليسوا عمال وليسوا بيروقراطيين وليسوا منتفعين من أي من الانظمة المتعاقبة. اعتبرهم الرأسماليين جيش احتياطي لرفد العمالة والضغط عليهم للمحافظة على الأجور المنخفضة. وأعتبرهم الماركسيين حثالة وعمالة رثة يجب التخلص منهم لأنهم ينحازون في الصراع الطبقي نحو السلطات الحاكمة ومستعدين أكثر لبيع أنفسهم والانخراط مع المجاميع المسلحة . ولكن فات الطرفان أنهم بشر ويحق لهم العيش والحصول على الحاجات الأنسانية. وهم يسعون إلى ذلك حالهم حال الأخرين وإذا كان السعي أو كما يحلو للبعض تسميته تذلل أو حثالة من أجل الحصول على العمل والحاجات الأنسانية فمن هو الذي لا يتذلل من أجل الحصول على العمل أو الأستمرار فيه. دلني على شخص لا يتذلل وكلنا رئيس ومرؤوس. أحدنا يتذلل لمن هو أعلى منه. وبالتالي فأما أن نقول أننا جميعا "حثالة أو أن نطرح تحليل أكثر عمقا" أننا جميعا ضحية هذا العالم المتوحش.
منا من وصل إلى اليابسة ومنا من لازال في لجة البحر يحاول الوصول، ولا يكفي عمل المنظمات الإنسانية والجهود الفردية من أجل إنقاذنا، ولا تكفي العواطف ولا الصدقات ولا أحلام الانبياء والمفكرين للبعض منا الذي مثل ما ترتفع سرعان ما تخبو وتنطفئ. حلول مؤقتة لم تعالج المشكلة المستفحلة. يوتوبيا حالمة وأكثر الأحيان أفكار مريضة لا تكشف عن حقيقة الجوهر المخبوء. بالتالي ليس امام الحفاة سوى أن يتوحدوا ويكونوا كتلة واحدة ليطالبوا بحقهم في الحياة ليلتفت إليهم العالم ويتشاركوا مع الأخرين. فهم الذين احرقوا أنفسهم كأبو عزيز في تونس وهم الشباب العاطل في يناير مصر الذين انتفضوا. وهم التشرينيون في العراق الذين تبعثروا بين الخيم فلم يجدوا الطريق نحو التغيير. وهم العمالة الهشة القادمين من ريف باريس بحثا عن أجور منصفة.
الحفاة والعاطلين والعمالة الهشة هم الطبقة التي تناظل من أجل انصافها في التأريخ، فقد توصل كلا من الرأسماليين والعمال في بلاد الغرب والبيروقراطيين الحكام وجيوش المنتفعين من موظفين وأجهزة امن حماية الأنظمة في بلاد الشرق.. توصلوا إلى عقد اجتماعي كعقد جان جاك روسو تقاسموا بموجبه كعكة العالم. وتم تجاهل هذه الفئات التي تسكن في الضواحي وتعتاش على الأعمال الرثة.. يا حفاة العمال اتحدوا عاشت نضالات الحفاة من أجل التحرر والحصول على الحاجات الأنسانية. ولتسقط كل القوانين والأنظمة التي لم تنصفهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه