الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم ج4

محمد الحداد

2021 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تحدثنا في مقلاتنا الثلاث السابقة عن بعض أسباب التخلف، حيث هي الاستبداد والديكتاتورية، والرجعية الدينية، ووجدنا ان الحل يكون في الديمقراطية الليبرالية، وفصل الدين عن الدولة، ولكي يتحقق الشرطان، لا بد ان يكون الشعب متعلم، على الأقل أغلبيته، لذا فالسبب التالي وعلاجه هو:

التعليم الجيد:

فالتعليم أساس تقدم الشعوب والأمم، فلولا التعليم الجيد لما كان لدى أمم الغرب أسباب التقدم، فنحن نعيش بعصر العلم والتكنولوجيا، وهذه تحتاج لتعليم جيد، يتبعه تعليم عالي راقي ومتخصص، بينما نجد ان التعليم هو آخر اهتمامات بلداننا العربية والإسلامية المتخلفة، وان حاولت ان تعتني به، فهي تركز على التعليم الديني، من حفظ للقرآن ومسابقاته، الى حفظ الاحاديث النبوية والعنعنات، وتعليم كهذا لا ينتج علماء في العلوم الطبيعية، بل ينتج مقلدين للسلف، وناسخين طبق الأصل لما كان يفعلونه، فهكذا تعليم لا ينتج علماء، بل ينتج مقلدين عميان.

التعليم الديني لم ينتج علماء حتى في زمن ازدهار الدولة العباسية، بل كان سبب ازدهارها ترجمة علوم اليونان وفلسفتها، ومن هناك بدأوا بالعمل، أما علماء الدين فإنهم يبقون يدورون في حلقة مفرغة من فتاوي الحيض والنفاس والدخول بالرجل اليمنى وغيرها من ترهات، لا تغني ولا تسمن، بل تجر الشعب نحو الخلف بدل التقدم.

في بلداننا نجد أسوأ طرق التعليم، التي تعتمد على الحفظ دون الفهم، وهي لا تشجع على البحث وإعمال العقل، بل تركز على ملكة الحفظ والذاكرة، بل ملكة العقل والتفكير.

كما أن بلداننا تخلو من مراكز بحثية متخصصة في العلوم الطبيعية، وإن وجدت فإنها تركز على صناعة السلاح بكل أنواعه، خاصة المحرم منه، والذي يصعب شراؤه من السوق المفتوح، وهي تلبية لرغبة الحاكم، ولزيادة جبروته.

بينما البحث العلمي المجرد غير موجود او معدوم ببلداننا، فنحن شعوب أدمنت على الاستهلاك دون الإنتاج، والإنتاج العلمي أرقى أنواع الإنتاج.

جامعات بلداننا تقع في نهايات تسلسل أرقي جامعات العالم، وبراءات الاختراع في بلداننا في حضيضها، وإن اهتمت بعض البلدان بالإنجازات، فهي تهتم بأكبر علم، او أكبر صحن فول، او أكبر شطيرة، حتى تسجل في موسوعة جينيس، وكأن العلم والتقدم هو بتسجيل النادر بموسوعة جينيس، وليس بما يقدمه هذا العلم للبشرية جمعاء من فوائد.
فلا فائدة ترجى من أكبر علم، ولا فائدة ترجى من أكبر صحن تبولة، حتى لو كان طوله ألف ميل.
هذه المسابقات تدل على تفاهة أصحابها وداعميها، ونظرتهم السطحية لماهية العلم.

للمضي بطريق العلم وجب على الدولة توفير التعليم الالزامي والمجاني لحد أدنى تسع سنوات تعليم أساسي، ثم بعده أما تعليم ثانوي، او تعليم تقني، زراعي، ثم بعده تعليم جامعي راقي مع بحث علمي، ثم بعثات الى أرقي جامعات العالم للحصول على شهادات الدكتوراه، مع ترجمة كل ما توصلت اليه المدنية الحديثة من علوم.

فنحن نحتاج لعملية ترجمة نشطة وكبيرة لكل نتاجات الغرب والشرق من علوم وفنون، وهذا بدوره يحتاج لجيش من المترجمين المتخصصين، مع دور نشر توفر طباعة جيدة وراقية للمترجم، وبأسعار رخيصة حتى يكون متوفر لأكبر طبقة ممكنة.

كذا وجب العناية بتدريس اللغات الأجنبية، وان تدرس لغة ثانية مع لغة الام من الصف الأول الابتدائي، حتى يمتلك الطفل ملكات الفهم باللغة الأجنبية بنفس مقدار فهمه للغته الاصلية، فهذه ستساعده في المستقبل للتواصل العلمي مع نتاجات الغرب، فكأن تكون الإنكليزية، او الفرنسية، او الألمانية لغة ثانية بجنب اللغة العربية، والسبب أننا ما زلنا نرى خريجي الجامعات العربية لديهم ضعف ملحوظ وواضح بعدم القدرة على التواصل بلغة ثانية غير العربية، حتى خريجي اقسام اللغات، لفظهم ردئ للغة التي تعلموها بالجامعة، وهو دليل على سوء التعليم.

أذن التعليم هو الطريق الأساسي نحو التقدم والحضارة، وبدونه ستبقى شعوبنا تجتر ما مضى من علوم دينية، برغم اني لا افضل تسميتها بالعلوم أساسا، فهي لا تمت للعلم إلا بالاسم فقط.

26. 11. 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ