الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية

عليان عليان

2021 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية
جاءت عملية القدس البطولية التي نفذها المثقف المشتبك فادي أبو شخيدم برشاش " الكارلو " في حي باب السلسة في القدس المحتلة ، من المسافة صفر والتي أدت إلى مصرع جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح ، لتعري مبررات البعض في النكوص عن الكفاح المسلح ولتؤكد بأن إجراءات العدو الأمنية وكاميراته المنصوبة في كل شارع وحي في القدس المحتلة ، لم تحل دون تنفيذ هذه العملية النوعية.
فالشعب الفلسطيني وفصائله المقاتلة ، عملت ولا تزال تعمل على تطوير تكتيكاتها القتالية في مواجهة إجراءات العدو الأمنية ، فارتداء الشهيد القائد فادي أبو شخيدم لباس رجل الدين الأشكينازي ، لتسهيل مهمته في تنفيذ العملية ، شكل ضربة أمنية لجهاز الشاباك الإسرائيلي ولتكتيكاته الأمنية والعسكرية في القدس والضفة الغربية.
وهذا الشكل من العمليات المنظمة يتكامل مع العمليات البطولية التي ينفذها شبان وأطفال فلسطينيون ، كتلك التي نفذها الشبل عمر أبو عصب قبل أسبوع من عملية القدس الأخيرة حين انقض على جنديين بسلاح أبيض وأصابهما بجراح قبل أن يرتقي شهيدا ، وكتلك التي نفذها أحد الشبان الفلسطينيين في مدينة يافا في يوم عملية القدس.
لقد انطوت عملية القدس البطولية على عدة رسائل وأبعاد أبرزها :
1-الرسالة الأولى تقول بقدرة المقاومة على توجيه ضربات نوعية للاحتلال في المناطق غير الخاضعة للسلطة الفلسطينية كالقدس وغيرها ، في الوقت الذي تواجه المقاومة صعوبة في ضرب قوات الاحتلال والمستوطنين في مناطق سيطرة السلطة ، بحكم الدور الذي تضطلع به أجهزة التنسيق الأمني في حماية الاحتلال والمستوطنين.
2- الرسالة الثانية تقول بأعلى الصوت " بأن السلطة الفلسطينية لا تعدو كونها وكيل أمني للاحتلال" خاصةً وأن عملية القدس البطولية ، جاءت في ظروف اشتداد الهجمة الأمنية لأجهزة السلطة على رجال المقاومة في جنين ، وإقدامها على إقالة بعض قادة الأجهزة الأمنية في المدينة بزعم تقصيرها في ملاحقة رجال المقاومة.
3- أن العملية في التحليل النهائي موجهة لنهج السلطة وللاحتلال معاً ، وهذا ما تبدى بتوجه رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي فوراً إلى رام الله ولقائه برئيس السلطة لتنسيق الخطوات الأمنية للحيلولة دون تكرار هذه العمليات ، خاصةً وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية باتت تتوقع المزيد من العمليات الفدائية في القدس والضفة قد تتطور إلى انتفاضة مسلحة .
كما شكلت عملية القدس رداً مباشراً على قرار وزيرة داخلية بريطانيا الذي اعتبرت فيه حركة حماس تنظيماً ارهابياً ، وتأكيداً بقوة النار مجدداً على رفض السياسة البريطانية المنحازة بالمطلق للكيان الصهيوني ، وأن الرصاصات التي نالت من جنود الاحتلال تأتي في إطار الرد المستمر على مفاعيل وعد بلفور الممتدة حتى اللحظة الراهنة.
ليس من باب التفاؤل القول ، أن القدس والضفة حبلى بالمفاجآت العسكرية الفدائية ، بل من باب الوقائع الحسية، ولعل رصد العمليات على مدى الأشهر الماضية التي نفذتها كل من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، يؤشر إلى أن واقعاً مقاوماً نوعياً في طريقه للتبلور مرتبط أشد الارتباط بمخرجات معركة سيف القدس التاريخية .
معارضة المقاومة المسلحة بالمقاومة الشعبية
جاءت عملية القدس البطولية ، لتعيد الاعتبار للمقاومة المسلحة التي جرى التنكر لها تحت مبررات زائفة ، ووفق دعاوى تطالب باستبدالها بالمقاومة الشعبية كوسيلة وحيدة للمقاومة الاحتلال، إذ أنه منذ فترة ليست بالقصيرة ، ذهبت بعض الفصائل للتأكيد على المقاومة الشعبية في الضفة الغربية وتبيان أهميتها في مواجهة الاحتلال والاستيطان وقطعان المستوطنين ، وذلك إرضاءً لنهج السلطة الذي يرفض ويحارب نهج المقاومة المسلحة ، وذلك في تجاهل عن عمد لنهج الكفاح المسلح ولاستراتيجية المقاومة بكل أشكالها ، وملقية وراء ظهرها النص الخاص بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية الوارد في الميثاقين القومي والوطني الفلسطيني .
وهذا التجاهل للكفاح المسلح وللمقاومة بكل أشكالها ، جرى ترسيمه من قبل قيادة السلطة الفلسطينية في الوثيقة الناجمة عن مؤتمر بيروت – رام الله الذي شارك فيه الأمناء العامون لكافة الفصائل في الثالث من سبتمبر ( أيلول) 2020 ، ولعب فيه رئيس السلطة الفلسطينية دور المايسترو من مكتبه في مدينة رام الله.
والسلطة الفلسطينية بتكريسها المقاومة الشعبية المزعومة ، منسجمة أيما انسجام مع نفسها ونهجها الذي يعتبر المقاومة إرهاباً والتنسيق الأمني مع الاحتلال مقدس ، ناهيك أنها في الممارسة العملية ترفض المقاومة الشعبية المشتبكة مع الاحتلال- التي تعتبر شكلاً هاماً ومتكاملاً مع الكفاح المسلح-وفي الذاكرة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية " بأنه لن يسمح باندلاع انتفاضة جديدة التي تشكل قمة المقاومة الشعبية.
المقاومة الشعبية واللسان الأعوج
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما الذي يدفع بعض الفصائل لأن تتحدث بلسان أعوج في الضفة الفلسطينية حول شكل المقاومة المطلوب ، في الوقت الذي تعلي فيه الصوت عالياً في قطاع غزة عن مواجهة الاحتلال بالنار والصواريخ ؟ الجواب في التقدير الموضوعي يكمن فيما يلي :
1-خشية بعض الفصائل من بطش التنسيق الأمني وعدم الاستعداد للتصدي له رغم الدعوات المتكررة لإلغاءه .
2- خشية بعض الفصائل من رفض قيادة السلطة منحها المخصصات المحددة من قبل الصندوق القومي.
3- خشية العديد من الفصائل من فصل السلطة لبعض الموظفين المنتسبين لها من عملهم في مؤسسات ودوائر السلطة.
4- خشية بعض القيادات من خسارة امتياز أل ( VIP) في حلها وترحالها.
5- الزعم من قبل بعض الفصائل وخاصة حركة فتح وحلفاؤها بأن إجراءات العدو في الضفة وطوبوغرافيتها لم تعد تسمح بالكفاح المسلح.
أما حركة حماس فقد استجابت لطرح " المقاومة الشعبية" في الضفة الغربية في سياق تكتيكي، سعياً منها لتجنب ملاحقة الأجهزة الأمنية لكادرها في الضفة الغربية .
وبخصوص المبرر الذي تسوقه بعض الفصائل حول الالتزام بالمقاومة الشعبية وحدها كأسلوب وحيد للمقاومة ، بأنه يأتي في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية وبرنامجها ، فلا يعدو كونه مبرراً تافهاً ومتهافتا، لا يمت بصلة لأدبيات التحرر الوطني ، ولا لتاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال منذ عام 1967 .
فمواجهة الاحتلال تظل مفتوحة بمختلف أشكال النضال العنيفة والشعبية ، دون معارضة شكل بآخر ، وهذه الأشكال النضالية حق طبيعي مشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال ناهيك أن ميثاق الأمم المتحدة أقر حق الشعوب في مقاومة الاحتلال بكل الأساليب المتاحة .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد