الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلتي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 27
الادب والفن


كيف يمكن أن أقضي ليلة دون ألم و السرطان يفعل فعله ؟ هذا ماحاولت أن أقوم به الليلة. رميت قرص المهدئ وبدأت ليلتي . وصلت إلى الثالثة صباحاً وبدأت أكتب مقالتي هذه .
في بداية الليل كنت خائفة من الألم ، الوحدة ، الليل ، وقلت لنفسي : ماذا لو كانت الليلة الأخيرة؟ علي أن أتمتّع بالوقت. ارحل أيها الليل ، واحسب أن الزمن لا يعرف العتمة و الضوء.
في الخارج صقيع ، لم يمنعني من فتح باب الشّرفة ، فقد لا أرى الثلج ثانية ، وهو يعطي لليلي رونقه ، بعد استشارات مكثقة مع نفسي اعتبرت أن الوقت قصير ، وعلي أن أتمتع به ، وهل هناك أجمل من الرقص ؟
شددت وشاحاً على خصري ، وضعت أغان راقصة ، بدأت في ليلتي ، غنيت لها: "هذه ليلتي وحلم حياتي "، ثم جلست على أرض المطبخ أبكي لأنني لم أستطع الاستمرار . حياتي هي في المطبخ حتى أنني في مرات كثيرة أنام فيه .
لا أعرف لماذا أدفع إيجار الشقة ، و أنا لا أستعمل سوى المطبخ؟
أعطيت لليل حريته ، تمددت على الصوفا في المطبخ ، وبعد الثانية عشر وضعت سفرة قمت بإعدادها خصيصاً للاحتفال ، أكلت حتى التخمة، ثم شربت الشاي ، وضعت شريط الأخبار فسرقتني لنوم الدقائق حيث أن نفس الشريط الإخباري أسمعه منذ أسبوع . قمت مذعورة فقد وعدت الليل بالسهر، أغلقت الراديو ، تفقدت الحمام . هل أستحم الآن ؟ ينصحونني بعدم الاستحمام في الليل ، لذا. . . سوف أستحم !
اعتبرت أنه يجب أن أحتفي بنفسي ، فعادة أنساها حينما يحين موعد الاحتفال. كيف سوف أحتفي ؟ قمت بتنظيف المنزل النظيف أصلاً ، وضعت الشاي و الجبن والعنب ، أكلت العنب مع الخبز. لذيذ!
في الثالثة وبعد الاحتفال قررت أن أكتب مقالة عن ليلتي ، فقد يستفيد منها المرضى . حتى الآن لم أتناول أقراص المهدئ ، مع أن الليل مر أكثره . يمكنني تهدئة نفسي بالجنون ، فالجنون كالحب يصنع المعجزات ، بل إن الحب لا يصنع معجزة ، نحن نتهمه بذلك ليس إلا . بقي من الليل بضع ساعات و أفضل طريقة لتقطيع الوقت هو شرب المتة، لكنّني لا احبها ولا أحترمها . إنه استثناء . طابت ليلتكم ، أتمنى لكم ليال دون جنون ولا مهدئات . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال