الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 6

نزار رهك

2003 / 5 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (6)


www.Rahakmedia.com

 الفاشية الأمريكية الجديدة ..هي عولمة الحرب

إن التنافس وتأرجح كفة الغلبة  بين الديمقراطيين والجمهوريين على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مع تقارب الأهداف الأستراتيجية والأقتصادية لكلا الحزبين المتنافسين جعل منهما القطبين الوحيدين للناخب الأمريكي .

وهما تجسيد للأرادة الأحتكارات الأقتصادية العملاقة التي تمتد مصالحها ونفوذها الى كل بقعة في العالم وهذه المصالح محمية بقوة عسكرية هائلة ومعروفة للجميع وجهاز مخابراتي وبوليسي هو الأوسع في العالم.

إن قيادة الحزب الواحد هو تسلط لفئة طبقية محددة لأمتلاك قوة الدولة والمؤسسات التابعة لها وهو مايميز الأنظمة الفاشية والأشتراكية السابقة وبعض الدول الغربية وأميركا .

في الولايات المتحدة الأمريكية تقود فئة عليا  من طبقة الأحتكارات الكومبرادورية العملاقة قيادة الدولة والجيش

وبشكل مجموعتين لا تختلف الواحدة عن الأخرى إلا بطرق ممارستها وتطبقاتها التكتيكية في قيادة عملية السيطرة الأقتصادية والسياسية على العالم وإخضاعه لسلطة الولايات المتحدة الأمريكية ..ولتبدأ فاشية جديدة

لم يسمها بعد أحد طابعها الأولي والتكتيكي هو سياسة العولمة الجديدة . ولكن ومهما تعددت الأشكال والمسميات فأنها ترتبط بأرضية مشتركة مع الفاشية القديمة.

الفاشية القديمة (والتي ينتمي اليها نظام  صدام حسين المقبور) كانت تعتمد الأعلام بشكل متميز وتخصص له ميزانية كبيرة جدا تتفاوت من بلد الى آخر . في المانيا النازية تم إختراع الراديو لتصل الدعاية النازية الى الملايين وصدام حسين كانت يخصص المليارات الى الأعلام العراقي لغرض الدعاية الدائمة للنظام ولشخص الديكتاتور ويتسابق القادة الجدد لأمتلاك إعلامهم و صحافتهم وإذاعاتهم الخاصة ونسوا سريعا تصريحاتهم وبياناتهم في الصحافة الحرة وحرية التعبير وإستقلال الثقافة والأعلام .

في أميركا نجد المئات من المحطات التلفزيونية والأذاعية والجرائد والمجلات الحرة في تناولها للجرائم الجنائية وأخبار الفنانين ونقد السياسيين وكشف فضائحهم ولكن أغلب هذه الوسائل إن لم أقل جميعها تقف خلف السياسة الأمريكية الخارجية وقد يظهر معارض هنا وهناك في تصريح أو مقال صحفي أو برنامج تلفزيوني مقابل الكم الهائل من المواد والمقالات والتحليلات التي تصل بالنتيجة الى التأييد المطلق لسياسة الرئيس .

حتى منافسيه في اللحظات الحاسمة يقفون مع الرئيس . بعد أحداث  11 سبتمبر مثلا يصرح كلنتون ( بوقوفه خلف الرئيس في محاربته للأرهاب ) .

إن المتلقي الأمريكي يفتقد الى الى المصادر المعلوماتية المضادة وحتى إن وجدت فهي لا تستطيع مقاومة القدرة التقنية العالية والأمكانات المادية لوسائل الأعلام الأمريكية الممتلكة من قبل الأحتكارات الرأسمالية التي تكرس لها المليارات من الدولارات لأغراض الدعاية الأنتخابية يستحيل إمتلاكها لحزب عمالي أو حزب يساري يعتمد في الغالب على الأمكانات المحدودة لأعضائه.

لذا فأن الأحتكارات الأقتصادية الأمريكية وممثليها السياسيين من ديمقراطيين أو جمهوريين لا يخشون منافسة هذه الأحزاب التي إنتهت وإبتعدت عن الساحة السياسية منذ عشرات السنين وهو الوجه الآخر للأبتلاع الأقتصادي من قبل الأحتكارات للشركات الصغيرة ولكن في جانبه السياسي والحزبي . وقد فوجيء العالم بمئات الآلاف من المعادين للحرب الذين تظاهروا في أميركا وهو مايعبر عن معارضة حقيقية للنظام الأمريكي دون أن يمتلكوا أحزابا سياسية تستطيع المنافسة في الأنتخابات لأن العامل الأقتصادي في تكوينها وإنشائها هو الحاسم لا الأرادة وحدها أو الحرية كما يسميها الأمريكان.

إن الحرية الأمريكية التي يدعي الأمريكان التمتع بها ومحاولة نقل نموذجها الى العراق هي حرية الأحتكارات في إختيار سياسييها وهي تفتقد الى مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة التي تتمتع بها الأحزاب السياسية والمواطنين في أوروبا الغربية (مثلا) .

في أميركا لا يستطيع عامل بسيط ترشيح نفسه للرئاسة  ولا يستطيع حزب صغير خوض المنافسة مع الجمهوريين والديمقراطيين لأنهم وببساطة يمثلون الشبيه بسلطة الحزب الواحد بل هي الأسوأ لأنها بغطاء ديمقراطي.

إن الديمقراطية الحقيقية تفترض وجود العدالة وبخلافها تكون الديمقراطية في مجتمعات رأس المال فارغة المحتوى . وقد أثيرت هذه الموضوعة في المانيا بعد الفضيحة المالية التي أرتكبها المستشار الألماني السابق هلموت كول وطرحت العديد من الدراسات لمعالجة هذه الأزمة السياسية التي تهدد مستقبل الديمقراطية الألمانية

وطالب أحد قادة الحزب الأشتراكي الديمقراطي بوضع قوانين تحدد الحد الأقصى للتبرعات الحزبية للأنتخابات

و الملاحقة القانونية لأي حزب يتسلم معونات مالية لمساندة الحملات الأنتخابية والعدالة بتوزيع المخصصات الحكومية للأحزاب المشاركة في الأنتخابات وجدير بالذكر بأن الحزب المشارك في الأنتخابات يتسلم مبلغا من الحكومة يقدر حسب عدد أعضاء الحزب والأصوات التي يحصل عليها ( ولا أعرف التفاصيل للأستدراج في هذا الموضوع ) .

والمعروف عن الأمريكان بأنهم صناع الدساتير والقوانين الحديثة ولكن القانون لا يعبر بالضرورة عن العدالة.

تتناوب الحكومات الأمريكية ذات القطب الواحد بعد الفوز بالأنتخابات الرئاسية مع الأستمرار بنفس الأستراتيجية في السياسة الخارجية والتي تهم موضوعتي هذه والأختلاف يكمن في الأساليب لتحقيق هذا الهدف أم ذاك .

إن إستقلالية الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن الأجهزة القمعية والمخابراتية والعسكرية الأمريكية هي ذات طبيعة أدارية بحتة

ويذكر إن أغلب الرؤساء الأمريكان كانوا قد عملوا في هذه المؤسسات وتولوا فيها القيادة . وفيها تستعيض الفاشية الأمريكية بمبدأ الحزب الواحد على الصعيد العالمي وتقوم هذه الأجهزة بما تتطلبه من  عمليات للتجسس وجمع المعلومات والأغتيالات والقمع والتخطيط للحروب التي يقودها الرئيس شخصيا ومنها أيضا يكونوا الجمهور الدعائي الذي يصفق للرئيس الأمريكي بحماس في خطاباته السياسية.

إن الحزب الفاشي الأمريكي المتمثل بالمخابرات المركزية الأمريكية يمتد ليشمل رؤساء دول وأحزاب ووزراء وعلماء ورجال دين في بلدان عديدة في العالم وبشكل صارخ في العراق في الحكومة والمعارضة  في فترة الحرب وماقبلها وما بعدها .وبسيناريوهات

مليئة بالجريمة منذ تولي صدام حسين ( عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ) حتى سقوط نظامه الدموي لتبدأ بسيناريوهات جديدة ( حرية وديمقراطية على النمط الأمريكي ) .

 

وللموضوع بقية ...

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا