الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة البياض في طور النقاهة

هاتف جنابي

2006 / 8 / 27
الادب والفن



برولوج:

أحدبُ يتعثر بظلاله.
حلم يستفيق من كبوته.

مونولوج:

الغياب = الذاكرة
فسلجة الأمومة + خديعة الفحولة=
الحضيرة الحظيرة المحتضرة
العمى يستبسلُ.

مكنسة الفقهاء= مزبلة الماضي
زائدا مرمدة الشريعة الموقرة.

الغياب الغياب في هذا السديم اللامتناهي
حيث الحضور = الغياب
أراه ولا يراني
شبيهي.

وداعا أيتها العتمة – الهباء،
العراق – الببغاءُ المحقُ والتلاشي
في ذنوب الآخرين.

الغيبوبة- الفجيعة
الحسرة – الظلام
يا ملحقاتِ أرض السواد
يا عمامة الحاضر المستباح باسم عناكب الماضي
باسم المقدسات في مزابل السحرة
باسم مرعى المحرمات = توأمة التداعي.

الغيبة الكبرى = الخديعة الكبرى

لا تنبشوا الجهة الأخرى من الماضي
لم يبق منه سوى عقارب ساهرة.

وأنت أيها السواد يا نقيضي وظلي،
متمسكا بأعماق الغياب والذاكرة.

يا أرض السواد والأكفان والغزاة والملل العجيبة
يا الأمل المؤجل باسمه تعالى
حاشاه ثم حاشاه هذا العُلا
اهجروا تعا
واحتفظوا بلا.


أراك من سقف ثلوجي:
من حيرة رأس الحسين
من ظمأ الرافدين
مرحى بأنكيدو -"قوس يدي".

من سديم ضبابي:
من حليب طفولتي.

ولَيْلكِ الشيخوخة:
تبصّري وانفلات ِ ظنوني.

كنتُ رمزَ الشتاء لحظة اتقاده
وسطوة الجبل
في هودج امريء القيس- منهمكا
في محاباة النساء
ومحنة اللات والعزى وهبل.

ما من غبش إلا وصار نديمي
كل بداية بكارتي
كل ارتحال سمائي
كل نهاية ٍ بارقه-
ردائي
"رأيتُ فأسا مطروحةً
أحببتها وانحنيتُ عليها كأنها امرأة"،
لا حدود لمرئياتي

بارتواء النظر
تموت البصيرة.

أرى من تخوم اللامحدود
هناك حيث يستوي ما تراه وما لا تراه
حيث تنتهي رؤية المألوف
وأن ما يليه في الجهة الأخرى
صفحة بيضاء،
لا حدود لصبر الخلاص الأبدي.

أكتبْ ما تشاء،
أنت القلم المهجور
أنت العبارة الأخرى.

أكتبْ ما تشاء
على ضفافها المشرعة،
في تخومها المفترعة،
فوق ملمسها البضّ
لأنها بلا ضفاف بلا حدود- أرضُ الحلم البضّ:
هناك حيث الكل يدرجون مثل أشباح في وضح النهار
أو مدارج العتمة
تشكلت دوائري البيضاء

البياض صفة منتحلة
لما هو أبعدُ منه.

العقيقُ والياقوت والزبرجد
اللؤلؤ والمرجان والمحار
السفرجل والبلوط والخيزران
النسوة اللاهيات والفتياتُ النواهد
النور لباسٌ لهنّ ورغوة الحبّ،
حيث انثيال المحبة
بحبرها اللامتناهي
المحبةُ لا تنظر،
المحبةُ تُبصر.

إرثُ منْ هذا الذي يلكزني
صوتُ منْ هذا الذي يصمّ مسمعي
بأمر ِ مَنْ هذا الذي يتبعني مثل ظلي.
قوتُ منْ هذا الذي يأكلني؟

ضعفي في شفافية الغبش ِ
وسطوتي في بهاء الكلمة،
غبشُ الكلمة-
سطوة الآلهة.

هناك انبثقت تلك الرؤى المارقة
قبل مجيء الآلهة
حيث الطُفّالُ يسيح ويعلو
حيث المجرات من نسل الأرومة.

قبل سلب العاج منّي
كنتُ نبيّ الخليقة.
النبوة = القطيعة.

كلّ ملاك يلهج باسمي -
أنا الفضيلةُ قبل افتضاضها
كلّ ابتهاج يتوكأ على عكازي
من جسدي اللامرئيّ انبثق النور
النور مقبرة الآمال.

أرى الكائنات
محض غيم عابر
أنا الأعمى ناصع النظرات.

أراكَ يا نقيضي من حلكة البياض وانعكاسه
وعبثِ الضرورة،
وكي لا تشعر بالوحشة
خلل ستائر عالمك السفلي المتشبث بأوروفيوس،
وأرينيّات ِ العتمة السادرة،
بمتاهات الماضي وكتائب الجحيم-
أبعد من درجات المعري ودانتي وعجائب المخلوقات
أقرب من خيبة عوليس،
بسلاسل الباطن الممتدة من رُسْغ ِ الرقبة
حتى عنق القدم ِِ،
القدم الأجيرة للجسد
الجسد الأجير للفاتحة
الفاتحة المنذورة
لمسك الختام.

جعلتُ بعضَ مَنْ يبكي عليك
بلباس السواد المتنكر بالبياض
ومَن يسعى لمواصلة عيشته الرضّية
خوفا من ثعالب الخديعة المتناسلة ،
وأحفاد الغرف السرية
براية بيضاء = ملحمة الأبدية
وحتى لا تحسّ بالقطيعة البايولوجية
وبالندم الأبدي،
جعلتُ مدادَ الذكورة البياضَ
ورغوةَ البحر الزبد.
الشيخوخة تمسّد لحية الخليقة
فوق قمة الجبل،
في تضاريس الوادي
أمام بوابة الطبيعة.

أكتبْ بمدادي
أنا العريان
محبرة القطيعة = العدم
أشرعتي البياض
وأمّي الغابة
كل كلمة غير مقروءة بيضاء
حروفُ أبجديتي اللانهاية.


أكتبْ بمدادي سترى الهاوية
من نوافذك المظلمة
أيها السواد
يا نقيضي وظلي.

أكتبْ بمدادي ستقرأ الصفحة البيضاء
أكتبْ بمدادي ستقرأ المحو
أكتبْ بمدادي سترى العتمة أوضح

خلف نهرين
بين شفرتين

وارسو، 12 مارس-5 حزيران 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا