الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية فكرياً وسياسياً ضرورةآنية واستراتيجية بعدغياب سياسي طويل

جاسم الصغير

2006 / 8 / 27
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


المصالحة الوطنية من حيث المبدأ هي ذلك المفهوم الذي يعقد بين تيارات سياسية حدث اختلاف سياسي فيما بينها ونتج عنه عدم وجود ثقة بفعل ظروف وملابسات وتراكمات ومع تقادم الزمن ترتبت عليها مواقف معينة وأيضاً أن المصالحة الوطنية تحصل بين تيارات سياسية لها تاريخ سياسي معروف ولها انتماء وطني لا شائبة عليه وحتى وإن حصل اختلاف سياسي بينها وبين أي تيار سياسي آخر ولا تخرج عن الأطر السياسية والاجتماعية المشرفة في العمل السياسي وأن لا تنزلق هذه التيارات السياسية إلى مزالق ضحلة لا تليق بسمعة وتاريخ أي تيار سياسي فالأساليب المشروعة في الاعتراض من قبل أي تيار مع باقي التيارات المختلف معها إصدار بيانات أو عقد مؤتمرات لتوضيح أمور معينة وليس اللجوء إلى أساليب فئات مبتورة و مدانة اجتماعياً كاسلوب الاغتيالات والتفخيخ والتفجيرات اشبه بحرب العصابات الرثة هذا أمر مرفوض قطعاً والمطلوب المحافظة على الشعب وعن طريق خطوات حضاريةو هي الخطوات السياسية والدستورية التي أنجزت في العراق كإجراء الانتخابات وتشكيل الجمعية الوطنية وإجراء الاستفتاء على الدستور وإقراره في أروع ممارسة ديمقراطية اشتركت فيها كل الاحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية التي ارتضت بناء العراق وموسساته بآلية الديمقراطية الحضاري كطريق يضمن لمجتمعنا العراقي مسيرة هادئة وهادفة ومن هنا ومن اجواء المصالحة التي يتم تحشيد الجهد الاعلامي لها الان اصبح يمثل غصن الزيتون لكل ابناء العراق التواقين الى حياة يعم فيها السلام الاجتماعي وفي الحقيقة ان المصالحة الوطنية في عراقنا امر اصبح يمثل مسألة ملحة جدا لاسباب فكرية وسياسية واجتماعية بعدما اعتادت الذات العراقية ممارسة سياسة جلد الذات والشعور بالمازوخية الشديدة الامر الذي جعل التفاعل مع الاخر امرا منعدما وبالطبع ان للسلطات الفشستية في السابق دورا سليبا كبيرا جدا ومن جراء ذلك حصلت حالة من الفقر الحضاري في المجتمع العراقي ايها السادة ان المصالحة الوطنية المرتقبة مسالة يحتاجها جميع بناء الشعب العراقي وتياراته السياسية فمن المعروف ان التيارات السياسية العراقية ومنذ منتصف القرن المنصرم عاشت حالة من عدم الثقة المتبادلة الامر الذي ترك بصماته الواضحة على المجتمع العراقي فشهدنا حالات التصادم السياسي بل والمسلح بين هذه التيارات السياسية العراقية وليس الاجتماعية وبذرائع كثيرة وكل طرف يتهم الاخر باتهامات شتى ومن هنا غزت مفاهيم عنفية القاموس السياسي العراقي مثل التخوين للاخر ببساطة والعمالة للاجنبي الامر الذي عزز التطرف السياسي بين هذه التيارات السياسية العراقية وطبيعي جدا ان تتاثر القاعدة السياسية لهذه التيارات بهذه الاجواء فاصبح الشيوعي لايتحمل الاسلامي والاسلامي لايتحمل القومي والقومي لايتحمل الاثنين وهكذا دخل المجتمع العراقي دوامة التطرف السياسي من اوسع ابوابه والمفارقة ان المجتمع العراقي معروف منذ ازمنة بعيدة بالتسامح وتآلف مع الاخر اعتقد انها لعنة الايديولوجيا ايا كان نوعها عندما تسيطر على الانسان وكيف لا وهي كما يصفها المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه بانها اخطر مركب كيميائي يصيب العقل البشري ويصبح الانسان يعيش داخل سياج وكهف فكري دوغمائي كما يقول المفكر الانكليزي جون لوك لقد اصبحت الاجواء السياسية في المنتصف الثاني من القرن الماضي اجواء مشحونة بالكره للاخر والنظر اليه بتوجس او كما يعبر عنه المفكر الفرنسي جان بول سارتر ان الاخر هو الجحيم ناهيك عن ان بعض هذه التيارات السياسية العراقية غارقة في الطائفية المقيتة حتى في تركيبها التنظيمي ومن هنا عاش المجتمع العراقي في السابق في ظل مجتمع مغلق منقطع عن العالم وتفاعلاته بفعل سيطرة الرؤية الواحدية سواء من قبل السلطة او المجتمع التي تركت اثرها السلبي على كل مكونات لمجتمع العراقي التي كانت تنظر الى بعضها بترفع وانفة وساد مفهوم بل وممارسة مايسميه الباحث حسنين ابراهيم توفيق بالارهاب اللفظي الذي يردده افراد المجتمع ترديد اعمى من غير ادراك المرامي السيئة التي تعمل عليها السلطة آنذاك للتفرقة بين ابناء الشعب الواحد فهذا ينتمي الى طائفة كذا وهذا ينتمي الى اصول غير عربية وذلك يتسم بالبلاهة لانه ينتمي الى فئة معينة الامر الذي عزز مفاهيم الارهاب الخفي ولكن غير الطافية على السطح لاسباب عديدة ولكنها فعلت فعلتها السيئة على مستوى الذات او مستوى المجتمع كل ذلك يشعرنا بالمسؤولية التاريخية الى ايجاد آلية لتغيير هذه الصورة القاتمة والتي تضرر وتشتت من جرائها المجتمعبشكل كبيرا جدا ويجب الانتباه ومن قبل جميع التيارات السياسية العراقية ان آن الاوان الى ان نعترف بذاتنا وذات الاخرين كمشاركين لنا في الحياة وفي المسؤولية لانه هو الطريق الطبيعي لمسيرة سياسية هادئة ومثمرة وان نتعلم من بعضنا ان نسلك الطريق الشرعي والحضاري في تصفية الاختلافات السياسية او الفكرية ان حصلت وان لايغيب عن بالنا اننا ورثنا تركة ثقيلة من الاختلافات السياسية والفكرية ويجب ان نسلك طريقا يجنب الشعب التناحر والتصادم لان ذلك لايشرف أي تيار يمتلك رصيدا نضاليا وسياسيا وان نمارس سياسة ضبط النفس تجاه بعضنا البعض ان اللحظة الحالية من تاريخ العراق السياسي هي لحظة مفارقة ومنة هنا اهمية استثمار فكرة المصالحة الوطنية للتصالح ليس بين السلطة او الحكومةالسياسية الحالية وخصومها وان كان هذا شيئا هام جدا الا ان الاهم هو المصالحة بين الذات العراقية نفسها التي تشظت وتهشمت من جراء الاحداث التي حصلت في السابق وهذا امر هام للذات العراقية التي آن لها ان تعي ان كل اتلناحرات السياسية والعقائدية الي حصلت في السابق لم تعود بالفائدة على أي فئة بل كل الفئات تضررت من ذلك ويجب ان نتعلم لغة الحوار البناءة التي تنطلق من فلسفة قد اختلف معك في الرأي ولكن ساناضل معك من اجل ان تقول رايك وهذا اعظم انجاز ان تحقق يمكن ان يشرف تاريخ ومسيرة أي امة ويجب ايضا ان نعترف جميعنا بشجاعة الفرسان ان جميعنا قد اخطأ في الماضي ومن جراء ضغط الاحداث وصعوبتها ولنا عبرة في التجربة الانكليزية والايرلندية عندما كانت حالة التفاهم تتم من خلال السلاح ولكن بعد ثلاثين عام من القتال توصل الطرفان الى حقيقة واحدةهي ان لغة السلاح لم توصل أي طرف منهما الى اهدافه وجلسوا بعدها للتحاور وآن الاوان لنا نحن العراقيين ان نجلس معا لنتحاورفي شؤوننا المشتركة منطلقين من الحكمة التي تقول:
((لطالما رفضنا الجلوس معا في الماضي للتناقش والتحاور في شؤوننا المشتركة لكن الذي يجبرنا على الجلوس الان معا هو الحقيقة المرة للمستقبل لانه اذا حدثت اي هزة لمجتمع سنتأثر جميعا وليست فئة دون غيرها ) )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة