الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات آبقة

إيمان سبخاوي

2021 / 11 / 28
الادب والفن


ميتــــة كنت أستــدرج الحياة، عـنـدما أطلــقت.. قبلــــة.. اثــنـتـيــن.. ثم عــددا لا يحصــى... مما أدّى إلى خلاف بين المـــلكين على كــتــفي الأيمن و الأيســر، كيف يكتــبانهــا؟ كيف يـرسمان شفتـاي و هما يلـتـفّـــان حول الحـــزن و يخـنـقـــانه... أحدهما اعتبـرها حسنة و الآخــر سيئة و ظــلّ يـنـتــظــــر الإستغـفـــار، كــانت قبلا في الهـــواء... تــلـقـّــــفـهـــــا شاعــر طازجة من فمي و حـــوّلهــا إلى هـــراء أسمـــاه قصيــدة؛ كــلّــما تلاهـــا رنّ صوتــي كجــرس في حنجــرته. كل القبلات التي اقتــرفنــاهــا، حــوّلتهمـــا إلـــى ملكيـــن حانــقــين.. أيكتـبــانهــا على شـــكــل زهـــرة أو فـــراشة أو تصفـيــق متــزايد على مســرحية، انتبه الجمهور للتو، لحظة موت الكــاتب أنه ليس فاشلا و أن العــرض كان أكثر من ممتع... لكـــن مطــرنا الذي بــــــلّل أوراق الملائكـــة جعـــــلهمـــا يضحكـــان من عــجــزهمــا عن كتـــابة قبلة افتعلتهـــا امــرأة عــاشقة طال بين ساقـيها عمر الصـقـيع. استغفرا لنا ربهما كثيــرا و انسحبا من مهنة الوقوف على كتفيّ و الصراع حول حادث سيــر بيـن شفتي و شاعــر. قال الأيمــن: لن يؤاخـــذنا الله إذا فشلنــا في إلقاء القبض على قبلة أطلقتها مجــرمة حب كرصاصة طائشة، أصابت قلبا متصحّـــرا بالنكــــران... فسقط مضــرّجـــا باللهفـــة. أمــا الأيســر: فمــزّق كتــابه و راح يحــأول كتابة الشعر بدل العاشق العاطل عن الحب الذي نسي في انشغاله و حرائقه أن يكلمني. في القبلة الأولى: كنت مستحيلة، مفقـــودة... غـــريبة، باردة، متوحشة، مجنونة كعاصفة... جارحة كـــزجاجة نــافــذة مكسورة في بيت مهجـــور... مشتتة كحبات عــقــد منفــرط بعـــد مشاجرة... حزينة كباب لم يطـــــرق... مــــؤذية كعطــــر قـــديم... معدية كتثــاؤب على قصيـــدة مهــلــوس يدّعــــي الشعـــر... متهمـــة كنبيذ.. مخادعة كسراب.. دافــــئــة كــرســـالة تحـــت باب الغـــرفـــة تــركــها رجـــل التــوى كاحــله بعـــدما تســلّق لأجـــلي كــلّ الجــــدران تلك الفتنة التي أصبت بها مبكرا عندما أهـــداني والـــدي قصة الروبونزال بعدي تعلمي الحروف نطقت متلعثمة بالحب وللأن أتثعر عند كلمة أحبك. مزقها أبي أيضا عـنـدما فشلت في حل مسألة رياضيات عن تحويل الأوزان من الغــرامات إلى الكيلوغــرامات، مـزق أبي قـصص الحب في مراهقتي بعــدما حلّت علي لعنة القراءة، تــعلّمت بغصة كبيرة في حلقي وزنها كتاب، أنه لن يمزقني إلا الذين لا يعــرفــون كيف يكال الحب، و أنه لن يثـقـلني غيــر قلبي.
في القبلة الثانية: تحــدثنا بسرعة، بأسرع ما يمكن... كان هناك الكثـير ليقال في القليل من الوقت... تحــدّث دون صوت و أنا لا أخطئ صوته.. في القبلة الثالثة: وزّع فمـــه على جسدي و غادر... في القبلة الرابعة: لأنك كل كلمـــاتي الآبــقة التي عجـــزت عن تــدوينها الملائكـــة و كل لغـــاتي و خفت أن تلطّخ شرف القصيدة، لا قبلــة مجددا... سأكتفي بــاقــتــفــاء أثــر شفــاهــك على صوري. في منتصف القبلة المليون: غــفــــر الله زلتي التي لم تكتبها الملائكة عـنـدما ساقتها الريح على شكل غيمة و أحيت بلدا ميتا؛ و لكل العشــاق من بعـــدي. على حصــائــر نسّلت أطرافــهــا.. رأيت في صحــوي ملائكة تخلّوا عن أجنحتهم، ليبادلوا نساء تـــدحرجوا فوق درجات الثلاثين القبلات... و أنا أطوف حولهم بأجنحة، في محاولة يائسة أحاول إعادة الملائكة إلى رشدهم؛ بشـفـــتيـن عـذريتـيـن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح