الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النشر الالكتروني والسرقات

صبيحة شبر

2006 / 8 / 27
الصحافة والاعلام



ليست السرقات الأدبية والفكرية ، حديثة العهد ، كانت معروفة في الصحافة الورقية ، التي كانت الوسيلة الوحيدة ، للنشر قبل معرفة النت ، هذه الوسيلة الجبارة ، التي جعلت الكثيرين ممن لا يعرفون معنى الكتابة ، يقدمون عليها
كان الأديب بعد ان ينتهي من تدبيج مقالته ، او كتابة قصته او قصيدته الشعرية ، يرسلها الى الصحيفة الأدبية التي يرى انها تهتم ،،، بالنتاجات الأدبية ، وتقدم على نشرها بعناية واهتمام ، ويكون الأديب محتفظا بالنسخة الأصلية لإبداعه ، حيث يطلع عليه أصدقاؤه المقربون ، ويبدون وجهات نظرهم في العمل الأدبي ، بصراحة ، يتقبلها الأديب بكل رحابة صدر ، ويكون من العسير ان تحدث السرقات ، لان العمل الأدبي معروف كاتبه ، ومنشور في الصحيفة المعروفة ، وبتاريخ محدد ، ومع هذا كانت تحدث بعض السرقات
بعد ان تيسرت طرق النشر أمام الكتاب ، وأضحى كل من يستطيع الإمساك بالقلم ، ان يكتب ما يريد ، معبرا عن الهموم التي تشغله ، او تشغل اهتمام الناس في منطقته ، اصبح النشر ميسرا ، سهلا ، وبدلا من المجلة الواحدة ،، التي كان يجدها الأديب تهتم بنشر إبداعه ، أصبح هناك الكثير من المواقع الالكترونية ، التي تستقبل الكتابات بترحاب جميل / يجعل الكاتب يقدم على إرسال ما تجود به القريحة اليها
ولكن ليس كل من بدا أمام الناس أديبا ، له قلم جميل ، يستطيع ان يحمله ، معبرا عن أحلامه ، وأمال شعبه ، مدافعا عن قضايا المظلومين ، في عالمنا المظلم البائس ، ليس كل من امسك القلم ،،، لديه القدرة ان يقول كلمته بالطريقة التي تقنع القاريء ، وتجعله متفقا مع ما يريده من آراء ، وما يعبر به من قضايا ، أصبح للقلم أنصار ، لا يعرفون معنى الكلمة الحرة ، التي بامكانها ان تصنع رأيا حرا ، ومتفقا عليه ، أصبح بعض الناس ممن لايملكون ما يقولون ، وان ملكوا بعض ما يمكن الكتابة عنه ، فإنهم لا يعرفون كيف يكون التعبير عن الهموم المشتركة ، والطموحات الكبيرة ، التي يمكنها ان تخلق من انساب معين أديبا ماهرا ، قادرا على التمييز بين الكلمات ، واختيار أجملها ، للتعبير عن المعنى المطلوب
أصبح بعض الناس يسطون على ما يجدونه منشورا في بعض المواقع ، والمنتديات ، واخص المنتديات ، بالذات ، فقد لمست من طول معاشرتي لها ، ان بعضها لا تمحص بما ينشر بها ، من الكلام ، أكان جيدا ام رديئا ، يخاطب الأفكار ؟ ام يستميل الغرائز والأهواء ؟
ماذا يمكن للأديب ان يفعل ان وجد ان مقالته التي تعب عليها ، منسوبة لاسم آخر لا يعرف من أبجديات الكتابة شيئا ؟ ماذا بمقدور الأديب ان يعمل ان وجد قصته المنشورة وفي عديد من المواقع ، قد سطا عليها نكرة ، لا يملك ضميرا ولا وازعا من خلق يمنعه ،، من السطو على أتعاب الآخرين ، وسرقة عرقهم ، أليست الكتابة معاناة طويلة ، وصعاب قاسية ، هل يستطيع من لم يجرب المعاناة بكل أنواعها ، ان يكتب ؟؟ وماذا يمكنه ان يقول ؟ الأسهل له ان يمد يديه الاثنتين ، ليسرق جهود كاتب ،،، ذاق مرارة العيش ألوانا ، وسار في دروب الحرمان سنين طوال ، وبعد ان يتمكن من نشر إبداعه ، يأتي اللص ، ويضع يده على عرق السنين ، ومعاناة الأيام ، وهكذا وبكل سهولة ، وكأنه لا يوجد قراء ،، هل يوجد قراء حقا في زمننا الرمادي هذا ؟؟ واعني القاريء الواعي ،،، الناقد المنصف ،
ماذا بامكان الأديب ان يفعل ؟ ان رأى ثمرة جهده تسرق ، وفي وضح النهار ، وعلى رؤوس الأشهاد ،، ولا احد يوقف تلك السرقات ، ويقول كلمة لإرجاع الحق المسلوب الى أصحابه
كل شيء يسرق في زمننا هذا ، الأوطان ، الجماهير ثروات البلاد ، الأمان ، الطمأنينة التي نركن اليها لنستطيع الحياة ، سرقوا كل شيء ، ولم يبق لدينا الا الكلمة ، وها إنهم يسرقونها أيضا ، الا يوجد قانون في هذه الديار يعيد لنا مالنا المسلوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية.. ومساعٍ مكثفة لم


.. بزشكيان يحث الإيرانيين على التمسك به.. هل يخشى الرجل صقور ال




.. في ظل تعنّت نتنياهو.. هل تفضي مفاوضات الدوحة إلى إنهاء حرب غ


.. -جراح القلب معارض لحملة القمع-.. من هو مسعود بزشكيان الفائز




.. المرشد الإيراني يوصي الرئيس المنتخب بالاستمرار على نهج الرئي