الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاسترو ..حقائق غائبة!

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 11 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نحو خمسة أعوام مرت على رحيل فيديل كاسترو. ذلك الشيوعي الأخير كما كان، وربما ما زال، يوصف من البعض، وهو الذي كان يختم خطاباته المطولة بهتاف: ((الإشتراكية أو الموت )). شعار يهز مشاعر من بقى لصيقا بقيم الإشتراكية.

لكن هل كان كاسترو شيوعيا حقا؟ وإن لم يكن شيوعيا فماذا كان؟

وفق أدبيات الحركة الشيوعية، التي كانت تعبر عنها مجلة (( قضايا السلم والإشتراكية )) المجلة النظرية للأحزاب الشيوعية التي تلتزم الخط السوفييتي، كان كاسترو ورفيقه إرنستو شي خيفارا ديمقراطيان ثوريان. والمقصود بـ (( الديمقراطي الثوري )) هو ذلك الشخص أو التيار الذي يسعى إلى تحقيق ((الديمقراطية الاجتماعية )) - وليست السياسية - أي إحداث تغيرات إقتصادية إجتماعية عميقة لمصلحة العمال والفلاحين، بوسائل ثورية. مثل مصادرة الأراضي وتوزيعها على الفلاحين، وتأميم الرأسماليات الكبيرة، وتحقيق هيمنة قطاع الدولة، وقبل هذا وبعده مناهضة (( الإمبريالية )) والتعاون مع (( المعسكر الإشتراكي وطليعته الإتحاد السوفييتي )).

ولهذا كانت صفة "الديمقراطية الثورية" تطلق على قوى وشخصيات قومية وشعبوية ليست شيوعية، وربما تكون معادية لها في بعض المراحل، ولكنها يمكن ان تقترب منها وتندمج بها في مراحل لاحقة في مجرى النضال المشترك مع الشيوعيين من أجل الأهداف المشتركة.

وهكذا كانت الحركة الشيوعية تطلق صفة (( الديمقراطية الثورية )) على قوى مثل حزب البعث بفرعيه العراقي والسوري، وعلى أجزاء من حركة القوميين العرب، والإتحاد الإشتراكي العربي في مصر. وتطلق تسمية (( قادة الديمقراطيين الثوريين )) على جمال عبدالناصر، وصدام حسين وحافظ الأسد.

جميع هذه الحركات وهؤلاء القادة بما فيهم فيديل كاسترو كانوا يعادون الحركات الشيوعية في بلدانهم، ويحاولون تصفيتها وانتحال دورها، واستخدام اقسى الأساليب وأكثرها بربرية ضد الشيوعيين، والتهادن معهم في حال خضعوا للتدجين والأنسجام مع (( قيادة الحزب والثورة)).

لكن موقع كوبا المحاذي جغرافيا للولايات المتحدة، وحاجتها الى حماية الإتحاد السوفييتي ودعمه الإقتصادي - ما يعادل 4 مليارات دولار سنويا - فرض على كاسترو اتباع تكتيك مغاير لتكتيكات صدام وناصر والأسد. وبعد عمليات ملاحقة الشيوعيين الكوبيين والسعي الى تصفيتهم، انتقل كاسترو الى السطو على حزبهم وتنظيم عملية اندماج حركته بحزبهم، وفرض قيادته عليهم.

واستمرت الإختلافات النظرية بين كاسترو والحركة الشيوعية حتى بعد الإندماج، ولم تهضم القيادة الشيوعية في الكرملين نظرية (( البؤرة الثورية )) التي أطلقها كاسترو ودفع جيفارا الى تطبيقها، بخلق بؤر ثورية لتغيير الأوضاع، بدلا من "النضال الطبقي بقيادة الطبقة العاملة وطليعتها حزبها الشيوعي )).

وكما كان عبدالناصر، وصدام حسين من بعده يطمحان الى قيادة "الأمة العربية" وإزاحة كل ما يعترض طريقهما عن طريق القمع والمناورة، وتوطيد نظام استبدادي، استخدم كاسترو ذات الأساليب في مساعيه للسيطرة على كوبا والتحول الى قائد لقارة أمريكا اللاتينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى عبد الله عطية شناوة
جلال عبد الحق سعيد ( 2021 / 11 / 29 - 22:15 )
مساء الخير
عنوان مقالتك كاسترو حقائق غائبة
عبارة حقائق غائبة خدعتني
فقرأت المقال وانا اظن اني على موعد مع وجبة دسمة واذ اكتشف من السياق اني اقرا مقال هزيل
واضح انه ليس لديك ماتفعله
خيبت أملي يا شناوة


2 - يجب رفع الحصار الأمريكي ضد كوبا
طلال الربيعي ( 2021 / 11 / 30 - 14:53 )
الكاتب للأسف يردد دعايات الإمبريالية العالمية التي اكل عليها الدهر وشرب ويعتبرها بقدرة قادر حقائق غائبة هو اكتشفها وكأنه سيستحق عليها جائزة نويل في علم الأكاذيب. وكلماته لا علاقة لها بواقع كوبا الثورة وتاريخ كويا. واني اجزم انه لم يزر كوبا ولم يقرأ حرفا من تاريخها وإلا لما أنضم الى معسكر المطبلين لنظام السفاح باتيستا.
وكان الاحرى به تماما الانضمام الى معسكر احرار العالم الداعين الى رفع الحصار الأمريكي الغاشم بالضد من شعب كوبا البطل.

اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.