الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية ولاء

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 11 / 29
الادب والفن


هى السنة الاولى لى فى الجامعة ، من بيتى أسير بالخطوة السريعة ، اقل من نصف الساعة ، لأركب القطار المتجه الى مدينة الزقازيق مكان الجامعة ، وأنزل من القطار وأركب مواصلة بسيطة الى كليتى .


فى السنة الاولى كنت منتظما للغاية ، اكون فى الجامعة التاسعة صباحا وما قبلها ، واجلس فى المدرج مشاركا بحيوية فى المحاضرات ومستمتعا بها ، دراسة القانون كانت شيقة بالنسبة لى .


مدرج الجامعة كان مختلطا ، الفتيات بجانب الفتيان ولم يكن هناك ادنى فصل بين الجنسين ، وكانت زميلة لى تحجز لى مقعدا بجوارها لو دخلت المدرج قبلى ، وانا كنت افعل ذلك .


داخل الجامعة كنت مهتما للغاية بالدراسة ، فترة السفر بالقطار من مدينتى الصغيرة الى الزقازيق كانت تستغرق زهاء الساعة ، وكان القطار مجالا جميلا للتعرف الركاب على بعضهم البعض.


دائما وما زلت اعتبر القطار من أروع المواصلات ، هو مريح من حيث السفر ، تشعر فيه انك فى رحلة قصيرة من الحياة ، كل راكب هو قصة ، تنتهى بالنزول من القطار.


كان القطار يقوم من زفتى وهى محطته الاولى اقل فى الزحام ، ويدخل على مدينة ميت غمر محطته الثانية ، وبشقاوة الطلبة كنا نحجز مقاعد لزملائنا وخصوصا البنات منهم ، لنستمتع بالحديث معهم .


كانت فتاتى ولاء ، بيضاء بضة ، عيون واسعة ، عسلية وصافية ، وشعر منسدل أقرب للون البنى ، كانت تدرس فى كلية مجاورة لنا .


تعرفنا بعضنا البعض وصرنا نلتقى اكثر المرات فى القطار ، خلال رحلتى الذهاب و العودة ، وكانت تؤخر نفسها لو انتهت محاضراتها مبكرة وتنتظرنى لنعود سويا ، وكنت افعل ذلك لو كانت محاضراتى تنتهى مبكرة .


دعوتها للذهاب للسينما ، وكانت هناك حفلات صباحية وأخرى منتصف اليوم ، والحفلات الصباحية كانت هادئة تماما ، ورواد السينما فى أغلبهم منا نحن الطلبة والطالبات ، ربما كانت هيئة السينما والمسرح توفر لنا المجال للحب .


ذهبنا للسينما الصباحية ، ولا أتذكر الفيلم الذى شاهدناه ولكنه كان رومانسيا ، ولكنا جلسنا على مقعدين متجاورين بالطبع ، وبدأنا نتجازب اطراف الحديث ، حتى اظلمت صالة السينما وبدأ عرض الفيلم .

تقريبا لم نشاهد الفيلم الذى كان غراميا ، وبدأنا نحن فيلمنا الغرامى البرىء الممتزج بالقبلات الرائعة العميقه .


كنت أقبلها بعمق وما أكاد انتهى من تقبيلها وانظر لها وهى مغمضة العينين وهى تحرك شفتيها تتذوق طعم اثار القبلة التى انتهينا منها . وانتشى معها من المشهد الممتلىء بالروعة والعزوبة ، لقد كانت اول قبلات لها فى الحياة .


وربطت تلقائيا بين فتاتى حين تتذوق اثار قبلتى ، وبين مشهد سينمائى فى فيلم أجنبى لفتاة كانت تتذوق أثار قبلة من حبيبها ، كان يجىْ فى تتر مقدمة برنامج نادى السينما ، تقديم الاعلامية الجميلة درية شرف الدين .لقد كان ذات المشهد .


استمرت علاقتنا الجميلة طوال السنة تقريبا وكنت أطوف حول بيتها فى أيام الاجازة الاسبوعية الخميس علنى اتمتع بوجهها الجميل ، وقليلا ماكنت اراها .


لم تكن على أيامنا أجهزة الموبايل لنرتب مواعيد ، بل كان عليك ان تنفق الساعات لتتمتع برؤية المحبوبة دقائق.وربما لا تراها .


سافرت للخارج للعمل فى الاجازة الصيفية ، وصادف أننى تقابلت وصديق لى ، وجلسنا نتسامر سويا ونحكى مغامرتنا مع الفتيات لبعضنا البعض .


وما كدت احكى له عن فتاتى "ولاء " واصفا جمالها ، حتى باغتنى بسؤال عن مكان بيتها فقلت له المكان تفصيلا ، وأنها فى الدور الاول من البناية .


ولم أكد انتهى، حتى قال الله يخرب بيتك ؛ دى بنت خالتى ؛ كانت مفاجئة اذهلتنى ولم اتوقعها ، هكذا تكون الدنيا صغيرة ؟ ، فعلا ( مصر أوضة وصالة ).


حاولت أن اراوغ صديقى بأن البيت الذى وصفته له ، ليس البيت الذى يعتقده ، وأنها ليست بنت خالته ، ولكنه أكد لى أنها هى ، وهون عليا الامر .وان الأمر لا يزعجه كثيرا .


كانت فروسية الشباب ، ولكنى كنت فى حالة بائسة من الحرج والأرتباك .


ليسامحنا الله على شقاوتنا البريئة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا