الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكل الحكومة العراقية القادمة

حيدر خليل محمد

2021 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 وإجراء اول إنتخابات عام 2005 ، كانت كل حكومة تمر بمخاض عسير حتى تلد لنا حكومة توافقية .
أما انتخابات تشرين 2021 ، عقّدت تشكيل الحكومة بشكل أكبر من ذي قبل ، ولأسباب عديدة منها :
_ فشل الحكومة التوافقية على مدى ثمانية عشر عاماً .
_ الضغط الجماهيري الواعي والكبير .
_ قانون الانتخابات الجديد ( الدوائر المتعددة) .
_ ردة فعل الأحزاب الخاسرة في الانتخابات ، وتهديد بشكل علني بزعزعة السلم الأهلي .
_عملية اغتيال مصطفى الكاظمي .

هذه الأسباب وغيرها عقّدت تشكيل حكومة جديدة في وقت قياسي أو دستوري .
هناك عدة سيناريوهات لشكل الحكومة القادمة .

أولا : حكومة توافقية : من الممكن جداً تشكيل حكومة توافقية مرضية لجميع الأطراف السياسية المتصارعة ، وحينها لا يخرج أحدا منهم خاسراً ! .

ثانياً : حكومة أغلبية سياسية والتي يشكلها الفائز في الانتخابات وهو التيار الصدري الذي حصل على (73) مقعد برلماني ، وبالتأكيد أن عدد مقاعد التيار الصدري لن تؤهله لتشكيل أغلبية سيتحالف مع الحلبوسي ( 37) مقعد ، والتحالف الكردستاني (50) مقعد للحزبين الكرديين ( الاتحاد،الديمقراطي) .
وستكون هذه الحكومة بمثابة الضربة القاضية في وجه النفوذ الإيراني في العراق .
وهنا تبدأ عدة سيناريوهات محتملة لإفشال هذه الحكومة .
أولا : رفض الكتل السياسية الخاسرة هذه الحكومة ولن تقبل بالمعارضة السياسية ( لأن المعارضة السياسية لم تتبلور في الفكر السياسي العراقي لحين هذه اللحظة ) .
ثانيا : ستعمل الفصائل المسلحة التابعة للكتل الخاسر بزعزعة السلم الأهلي بإحدى الطريقتين الاول تصعيد التظاهرات إلى اعتصامات وإغلاق وما شابه ، أو ضرب القوات الأمريكية في العراق ، وإعلان حالة حرب ، وبالتالي فإن هذه القوات سترد على الهجمات وحينها ستفشل الحكومة .
فكرة الاقتتال الشيعي_الشيعي مستبعد جداً ، لأن طرفي النزاع يدركون تماماً ثقل المرجعية الدينية في الأوساط الشيعية ، وهي ستمنع هذا الاقتتال وستقف ضده .

السيناريو الأخير في شكل الحكومة القادمة
حكومة الإطار التنسيقي برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، بتحالف مع بعض القوى المستقلة وايضا بعض القوى السنية والكردية ، وهكذا حكومة على أرض الواقع وفي الوقت الحالي مستبعد جداً .
ويجب أن نضع في الحسبان أن قوى الإطار التنسيقي ليس لديها مشروع بناء دولة ، وهذا ما جاء على لسان عدد من قادتها ، فهم مرتبطين عقائديا مع المشروع الإيراني في المنطقة ، وهم يعملون على إنجاح هذا المشروع وهو ما أسموه ( الهلال الشيعي ) .
شكل الحكومة القادمة إلى الآن مبهم ، وفيها عدة خيارات وسيناريوهات ذكرناها ، ممكن أن تحدث احداث تعقّد أكثر من تشكيل حكومة جديدة ، أو تسّرع تشكيل حكومة جديدة ، والأيام حبلى بالاحداث في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز