الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال الميلون / تحولات مرضية بين نهاية الأسبوع والفيروس …

مروان صباح

2021 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


/ هل كان أسلوبه مرآة 🪞 حقيقية يهدف منها عكس لما تغير جوهرياً في بلاده ، أو أنه حاول تقديم مسرحاً دراماتيكيًا هوسي ، كما هو عادةً يكتفي المسرح الصامت بإخفاء حرقة 🔥من يقف على خشبته ، وبمعزل عن ما يحمله الصمت ، أو عن سطحية القراءات التى يمكن 🤔 أن تدخل المرء في سجالات لا نهاية لها ، فإن الصحيح أيضًا ، يظل المشهد القادم عبارة عن قسط من الفلسفة الوجودية والعبثية معاً ، وعلى الرغم من الوقت الذي أمضيته شخصياً في ألمانيا 🇩🇪 ، إلا أنني في هذا السياق العدّيّ ، إن صح الإطلاق عليه هكذا ، أقدم إعترافان وليس واحدً☝كفاتحة لمقالي هذا ، لم أكتسب بصراحة 😶 اللغة الألمانية من الكلية بقدر أنني تعلمتها من البنات والنساء ، أما الخبر الثاني ، تلاشت لغتي معظمها مع الأيام أو تبددت مع الوقت ، لأنني لم أحرص على ممارستها ، وبين هذا وذاك ، تبقى الذاكرة وحدها كفيلة في تنشيط ما تراكم من المواقف الخالدة ، فتأتي اللغة المركونة مرة واحدة☝ دون استأذن ، ثم سرعان ما تغيب إلى عمقها البحري ، كأن الذاكرة أشبه بعمق البحر ، صحيح أنها تموت بتجاهل المرء لما تدخره ، لكنها ليست تماماً 👍 كما يظن البعض أو بالأحرى الأغلبية الساحقة ، فهي باقية كما هو حال كل شيء ، حياً بسبب الماء ، وبالرغم من انحياز الإنسان لنفسه دائماً ، فإن الذاكرة أيضاً لها انحيازاتها الخاصة والتى تحتشد فيها ملايين الصور ، بل يبدو 🙄 للوهلات الكثيرات أن العالم كله ، بطوله وعرضه وبمتراميه اللامنتهية ، بالمناسبة قبل كل شيء ، لقد أطلق على الأرض 🌍 وصف الكروي ، لأن الإنسان مهما سار عليها لن يجد لها نهاية ، إلا أن الذاكرة تحتفظ بخلفيات تُعرف بالافرازاية ، وهنا 👈 ، سنتناول واحدة من الافرازات التى حضرت على الذهن مرة واحدة ☝ عندما الفيروس عاد نشاطه ، ويسأل المرء هل من ضوء في نهاية النفق ، بل ، على الفور تدافعت من الذاكرة مقولة ألمانية 🇩🇪 ، كانوا الألمان يعبرون بها عندما تمتلكهم الدهشة لشيء حصل أمامهم ، تقول بإختصار ، ( komnt zeit Kommt Rat ) أي يعني ، من يعيش يرى كثيراً ، وبالفعل ، تعودت في السنوات التى مكثتها هناك ، تحديداً في نهاية الأسبوع أن أمضي ثلاثة أيام في مدينة لايبزيغ ، ومن ثم في فجر يوم الأحد أُسافر بالقطار من المحطة 🚉 الشهيرة باسم بانهوف لايبزيغ نحو مدينة الكمنيتس التى كانت تسمى آنذاك بمدينة كارل ماركس نسبة للمفكر والاجتماعي إياه ، وفي الاتجاهين، الذهاب والإياب ، كنت قد استأنست على مشاهدة صورة عميقة ، هي رافضة لازاحة التاريخ القريب ، بالرغم من سطوة حزب الوحدة الاشتراكية الألماني SED ( الحزب الشيوعي ) ، إلا أن كان رجل الBahnhof ، أي رجل المحطة ، بلحبته وشعره الطويلين وقبعته التى تشبه تلك التى يرتديها القطبان ومعطفه الكاكي والممتلئ بالأوسمة والنياشين ، كما يبدو 🙄 جمعها من عدة معارك مختلفة ، حقاً 😦، إجتمعت كل ثورات ونظريات العالم على الجانب الأيسر من صدره ، يمشي🚶 الرجل مترنحاً وفي يده جعبة بيرة 🍺 ، ثم يقف أمام الجموع ويصيح بأعلى صوته بالعبارة هذه ( gelernt lektionen ) والتى تعني ، الدروس المستفادة ، وفي نهاية الصرخة يتقطع الصوت حتى يشعر المستمع لها ببحة حزن 😔 كأنها كانت تعبر نيابةً عن جميع الألمان 🇩🇪 الذين تجرعوا سّم الهزيمة في الحرب العالمية الثانية ، يا له من مشهداً ، لقد حمل الروح الداخلية للألمان ، وهو في يقيني ، المشهد الأصدق بالنسبة لي والأغنى بالفعل ، بل أجتهدت على مدار السنوات التى أمضيتها الاقتراب منه ، راغباً الاحتكاك به من أجل 🙌 طرح سؤالاً عليه ، كان ومازال في الواقع يراودني ، من أين جاء بكل هذه النياشين والأوسمة ، لكن شعرت أنه أمراً مخجلاً ، الذي يمكن 🤔 أن يفاقم خيبة آخرى على وضعه النفسي ، في وقت كان صدر الفوهرر هتلر خالي منها تماماً👌، هنا للتذكير المفيد ، تبدو بسيطة الابتلاع ، لكنها ومع معرفة الحقيقة تنتهي إلى عسر الهضم الفاجع ، فهتلر دون أدنى شك ، كان مصاب بجنون العظمة ( الحطام الكامل ) ، كما هو معروف في علم النفس ، وبالرغم من احتلاله خلال ثلاثة سنوات فقط أجزاء كبيرة من العالم ، مساحات كبيرة من أوروبا 🇪🇺 بالطبع ، بإستثناء بريطانيا 🇬🇧 ، وأيضاً أجزاء كبيرة من أفريقيا ودول من شرق وجنوب آسيا ، وأخرى مطلة على المحيط الهادي وايضاً تمكن احتلال ثلث مساحة الإتحاد السوفياتي 🇷🇺(من الغرب حتى مدينة ستالينغراد) ، لكنه بقى صدره خالي تماماً 👍 من الأوهام ، بل مع الأيام أجاب رجل المحطة عن واحدة ☝ من الإشكاليات الكبرى التى حيرت علماء النفس ، حول علاقة العسكري المهزوم والأخر المنتصر ، فالمهزوم حريص 🧐 على تعويض هزيمته بالأوسمة والنياشين ، أما الانتصار غير المكتمل ، فصاحبه حريص 🧐 أن ينهي حياته كما فعل هتلر ، المصاب بجنوب العظمة .

في المقابل ، على المراقب أن يتعقب خلفيات أخرى محسوسة لهذا الحال ، كانت الرأسمالية تراهن على كسب المعركة المستقبلية حتى لو كان الوصول للانتصار هو الطريق الدامي ، وعلى حساب المفاهيم الإنسانية ، لقد ظهرت عطلة نهاية الأسبوع كحدث مع الحداثة التي لحقت بالإنسان في هذا العصر ، لم تكن البشرية قبل الثورة الصناعية تعتمد ما يسمى بالعطلة الأسبوعية ، باستثناء أوقات الصلاة ، لكن مع الحداثة قُسمت العطلة حسب الشمس 🌞 والقمر🌑 والأرض 🌍 ، بالفعل ، كانت هناك محاولات خجولة ☺ في بريطانيا 🇬🇧 لإعتماد يومي السبت والأحد كعطلة ، اعتقادً من أصحاب المصانع بأن العمال سيمتلكون طاقة تنعكس على نشاطهم الأسبوعي في العمل ، وأيضاً ، وهو جانب آخر ، كانوا يتعمدون توفير طاقة الآليات المستخدمة في المصانع ، وفي خلفية أبرز ، لقد خاضت الحركة العمالية وقتاً طويلاً من السجال لكي تكون العطلة على نطاق أوسع ومعتمدة قانونياً ، وبالفعل ، كان التاريخ قد سجل في دفاتره اسم هنري فورد صاحب مصانع 🏭 سيارات 🚗 فورد ، عندما قرار إغلاق أبواب المصانع في الولايات المتحدة 🇺🇸 ليومين ، وإلى هذه ، لم تتوقف المسألة هنا ، بل أنتجت العطلة الأسبوعية مرض يطلق عليه بالقلق في مساء الأحد والرهاب من يوم الإثنين ، لأن ببساطة ، يصاب المتمتع بالراحة لفترة وجيزة بفراغ وجودي ومن ثم يتحضر من جديد لمواجهة الصدامات التى تنتظره في وسط العمل .

وحسب تعبير شاع وتربع في نفوس البشرية ، تقول العبارة ( النهاية الوحيدة التي نتطلع إليها جميعاً هي نهاية الأسبوع ) ، واللافت في هذه الأيام ، أن الفيروس والتمحوراته صنعا معاً قلقاً ورهاباً طيلة ال7 أيام ، على الرغم من أن كل التقارير القادمة من الصحة العالمية تشير ☝ بشكل قاطع ، أن الملقح لا ينقل العدوى بتاتاً ، لكن الملقحون ليسوا في مأمن من الإصابة حتى لو كانت خفيفة ، وبالتالي ، فإن اللقاح لا يزال هو المشروع الأمثل للوقاية من العدوى ونقلها ، وقد لا تكون اللقاحات دقيقة ، لكنها حتى الآن هي الأفضل في مواجهة فيروس 🦠 كوفيد-19 والمتحورات المتعاقبة وتبديد القلق والرهاب ، وبالتالي ، يبقى السؤال الجوهري ، إذا كانت عطلة الأسبوع أصابت البشرية بمرض القلق والرهاب ، فإن سؤال 🙋 الميلون ، كم مرة يحتاج الفرد أن يتلقح في السنة أو هل سيكون التلقيح سنوياً ، وهذا السؤال يندرج تحته 👇 أيضاً تساؤلاً ، هل يتطلب من العلماء تطويره باستمرار لكي يبقى المرء بعيداً عن الإصابة ، وايضاً ، هل المطلوب منهم توفير علاج لما سببه الفيروس من أمراض نفسية .. والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ