الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( 3 )

آدم الحسن

2021 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن تصنيف اهداف منظمة شنغهاي للتعاون وفق البنود التالية :
اولا : الاقتصادية و التجارية
** العمل على ايجاد نظام نقدي جديد للتعامل بين الدول الأعضاء في المنظمة باعتماد العُملاتْ الوطنية لبلدانهم لأغراض التبادل التجاري , هذا الأمر لا يتحقق بسهولة , لكنه يتم حاليا بخطوات تدريجية مدروسة تؤمنْ منفعة مشتركة للدول الأعضاء في المنظمة حيث يتطلب الأمر السيطرة على نسبة التضخم و نسبة الفائدة التي تعتمدها البنوك المركزية للدول الأعضاء و كذلك معدل الزيادة في إجمالي حجم الدين العام لهذه الدول من خلال تحديد الحد الأقصى لنسبة العجز المسموح به في الموازنات السنوية لحكوماتها و غيرها من الإجراءات ذات العلاقة .
لقد نجحت التجربة باعتماد العُمْلة الوطنية في التعامل التجاري بين الدول الأعضاء في المنظمة بشكل جزئي , فمثلا قد بدأ التبادل التجاري بين روسيا و الصين بالعمل الوطنية الروسية ( الروبل ) و الصينية ( اليوان ) , و رغم أن هذه النسبة لازالت منخفضة إلا انها مهمة لكونها خطوة على المسار الصحيح .
** زيادة حجم التبادل التجاري السنوي بين الدول الأعضاء في المنظمة و قد تحقق الكثير في هذا المجال فمثلا اصبح حجم التبادل بين الصين و الهند سنة 2020 بحدود 78 مليار دولار حيث استعادت الصين مرتبة الشريك التجاري الأول للهند , أما حجم التبادل التجاري بين الصين و روسيا لسنة 2020 فكان بحدود 110 مليار دولار و من المتوقع ارتفاعه الى 140 مليار دولار لهذه السنة 2021 و المخطط له ضمن الاتفاقيات بين روسيا و الصين أن يصل الى حدود 200 مليار دولار سنة 2024 . و بنفس الوتيرة زاد حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء في المنظمة و خصوصا بين الصين و باكستان .
** أنشاء مشاريع مشتركة بين الأعضاء في مجالات الصناعة و الزراعة و الطاقة و الصحة و التعليم و ايضا في مجال الصناعات العسكرية .
** تعزيز الطرق و وسائل النقل بين الدول الأعضاء و لهذا البند علاقة و ترابط وثيق مع مشروع طريق الحرير الجديد الذي تقوم بإنشائه الصين باشتراك جميع الدول التي يمر به الطريق بمساريه البري و البحري و من هذه المشاريع التي تم انجازها هو الطريق الاستراتيجي بين الصين و باكستان و الذي يعتبر من المشاريع العملاقة في العالم و خط سكك الحديد الذي يربط الصين بأوربا عبر روسيا و غيرها من المشاريع التي تضمنت ايضا انشاء موانئ لطريق الحرير بجزئه البحري .
** تعزيز و تطوير مشاريع الطاقة على اختلاف مصادرها مع اعطاء اولوية اولى لمصادر الطاقة النظيفة و المستدامة حيث أن الطاقة هي المحرك الأساسي لكل مجالات التطور العلمي و التكنولوجي و التنموي و أن يتم ذلك وفق منهج مدروس و ممكن للحفاظ على البيئة و تحقيق أهداف مؤتمر باريس للمناخ .
** تعزيز نطاق السياحة بين الدول الأعضاء في المنظمة باعتبار أن السياحة هي ليست فقط مشاريع تجارية و استثمارية فحسب و انما لغرض خلق مزيد من التقارب الثقافي و الحضاري بين شعوب دول المنظمة .
ثانيا : السياسية و الأمنية
** دعم سياسة الثقة المتبادلة و حسن الجوار بين الدول الأعضاء , و لتحقيق هذا الهدف تم ترسيم الحدود بين الدول الأعضاء في المنظمة و اعتراف هذه الدول بهذه الحدود و بذلك تم تجاوز المشاكل لتي قد تثيرها الخلافات حول الحدود بين الدول الأعضاء في المنظمة , و من الأمور المهمة التي تحققت ايضا هي سحب الحشود العسكرية من مناطق الحدود المشتركة بينهم و جعل الشريط الحدودي منطقة منزوعة السلاح كي تساعد هذه الاجراءات في السيطرة على اي نزاع محتمل على الحدود بينهم .
** توفير السلم والاستقرار والأمن للدول الأعضاء حيث يعتبر هذا الهدف من الأهداف الأساسية لمنظمة شنغهاي للتعاون إذ يتطلب تحقيقه مساهمة كل دولة عضو في المنظمة في بسط السلم و و الاستقرار و الأمن للدول الأخرى الأعضاء و هذا يتطلب مجابهة حركات الانفصال حيث يتوجب وقوف كل الدول الأعضاء ضد أي محاولة انفصالية تستهدف دولة من دول المنظمة , و رغم أن هذا الأمر يبدو و كأنه يخالف مبدأ حق تقرير المصير إلا انه عاملا حاسما في وحدة و استقرار الدول الأعضاء في المنظمة و يعزز السلامة الإقليمية و الاستقرار الاجتماعي للدول الأعضاء و حماية سيادة بلدانهم و استقلالهم الوطني .
** مكافحة التطرف بكافة صوره و خصوصا التطرف الديني و العرقي ليحل محله الحوار بين الثقافات و الحضارات المختلفة و تشجيع التلاقي و التلاقح الثقافي و الحضاري بين الامم و نبذ كل ما يمت بصلة لصراع الحضارات .
** تعاون الدول الأعضاء لغرض مكافحة الإرهاب و تجارة المخدرات و الجريمة المنظمة .
** تبادل المعلومات الاستخباراتية , لا شك أن التعاون بين الدول الأعضاء في المجال الاستخباراتي ليس بنفس المستوى , فمثلا , التعاون الاستخباراتي بين روسيا و الصين عالي جدا و ليس كالتعاون بين الهند و باكستان , لكن وتيرة التعاون في المجال الاستخباراتي بين جميع الدول الأعضاء ينمو و يتطور بشكل مستمر و هذا هو هدف المنظمة .
** التدريب و اجراء المناورات العسكرية المشتركة , تختلف درجة التعاون في هذا المجال بين دول المنظمة , فأقصى حالات التعاون في مجال التدريب و التسليح و إجراء المناورات المشتركة هي بين روسيا و الصين و يليها من ناحية حجم التعاون هو بين روسيا و جمهوريات اسيا الوسطى الأعضاء في المنظمة , و هنالك مؤشرات حقيقية الى أن التعاون بين باقي الدول الأعضاء هي ايضا في نمو و تطور مستمر خصوصا لأغراض مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة .
** معارضة وصد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء بحجة حماية حقوق الإنسان أو تطبيق النظام الديمقراطي و الحريات وفق المقاسات و النموذج الأمريكي , و هذا الأمر يشكل ازعاج لجميع الأعضاء و بدرجات متفاوتة لكن المستهدف الأكبر في هذا التدخل الأمريكي حاليا هي الصين حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الى التدخل في الشأن الداخلي الصيني بحجج متعددة منها الدفاع عن حقوق مسلمي الأيكور في حين أن القيادة الصينية تقول أن وضع المسلمين في الصين هو افضل من وضع المسلمين في بعض البلدان الإسلامي و عدد الجوامع الإسلامية في الصين هي بحدود جامع لكل 500 مسلم و هذه النسبة تعتبر عالية نسبيا مقارنة ببعض الدول الإسلامية و إن عدد الحجاج الصينيين قبل جائحة كورونا كان حوالي 13 الف حاج في السنة و أن الصين سبق و طلبت من السعودية زيادة حصتها السنوية من عدد الحجاج .
ثالثا : تبادل المعرفة و نقل العلوم و التكنولوجية .
** تعزيز التعليم و الاقتداء بالتجربة الصينية الناجحة التي قضت على الامية من خلال التعليم الإلزامي المدعوم من قبل الدولة و للوصول الى حد ادنى عالي من المستوى التعليمي .
** نقل التكنولوجية , اصبح تبادل المعرفة في كافة مجالات العلوم و التكنولوجية بين الصين و روسيا في أتساع مستمر , فالكثير من اركان هذه المعرفة و الخبرة التي تحتاجها روسيا و جدتها لدى الصين و كذلك وجدت الصين الكثير من اركان المعرفة و الخبرة التي تحتاجها لدى روسيا و بذلك حصل تكامل في مجالات متعددة من العلوم و التكنولوجية بين هاتين الدولتين بدرجة كبيرة لم يحصل مثيل لها في العالم من قَبْلْ , أما التبادل المعرفي و نقل التكنولوجية بين باقي الدول الأعضاء فقد أخذ يتوسع و يتطور بشكل بتناسب و زيادة الثقة المتبادلة بينهم .

إن انضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون سيلزمها بتنفيذ ما عليها مِنْ التزامات محددة في بنود اتفاقية هذه المنظمة و ليس فقط الاستفادة مِنْ ما لها مِنْ امتيازات و منافع تَتَحقق لها نتيجة هذا الانضمام .
لاشك أن التزام إيران ببنود اتفاقية منظمة شنغهاي ليس بالأمر السهل و يتطلب تطبيقها قيام إيران بتنفيذ برنامج لإصلاح نظامها على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي مع تطبيع علاقتها مع دول المنطقة كي لا يجلب انضمامها للمنظمة أية مشاكل للدول الأخرى الاعضاء في المنظمة تتعارض و مصالح هذه الدول .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة