الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترقيع السلطة الفلسطينية

سلامة كيلة

2006 / 8 / 27
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


الحصار السياسي والمالي الذي فرضته "الدول المانحة"، أي كل من أميركا وأوروبا واليابان، والذي أوقع السلطة الفلسطينية في مأزق عميق لاعتمادها الكلي على دعم تلك الدول – إضافة إلى الضرائب التي تجبيها الدولة الصهيونية من الفلسطينيين ويسلم إلى السلطة، والذي حجب كذلك- من أجل تسديد رواتب جيش من المتفرغين والموظفين. بات البحث عن مخرج هو الشغل الشاغل لرئيس السلطة وللحكومة التي تقودها حركة حماس.
وإذا كانت حركة حماس قد حاولت الحصول على مداخيل بديلة تعوّض الأموال المتوقفة ( خصوصاً من بعض الدول العربية وإيران)، فإن رئيس السلطة سعى لإجراء تغيير جذري في برنامج الحكومة وحركة حماس، عبر دفعها للإعتراف بالدولة الصهيونية، وقبول المفاوضات معها على أساس الإتفاقات السابقة وقرارات "الشرعية الدولية"، من أجل إقناع "الدول المانحة" بإعادة تدفق الأموال. مع العلم أن طريق المفاوضات مسدود منذ زمن نتيجة موقف الدولة الصهيونية وشروطها، وخصوصاً نتيجة ميلها لفرض الحل من طرف واحد كما فعلت بالانسحاب من قطاع غزة.
و لقد جاءت وثيقة الأسرى منقذاً للرئيس، ومربكة للحكومة الحمساوية، رغم المفاوضات التي جرت حولها، والتوافقات التي تحققت فيما بعد. وإذا كان إسماعيل هنية رئيس الحكومة قد لوّح ب"التفكير" بحل السلطة على ضوء الوضع التي هي به، فقد عاد وتوافق مع الرئيس على إعتماد تلك الوثيقة، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، إنطلاقاً من أن ذلك هو المخرج من المأزق الفلسطيني. وعلى الأقل مدخل إعادة تدفق الأموال.
وحماس هنا تكون قد تنازلت عن برنامجها الأساسي الذي نجحت في الانتخابات على ضوئه. وتكون قد قبلت التكيف مع وضع السلطة بدل أن تفرض واقعاً يتأسس على المبادئ التي إنتخبها الشعب على أساسها. أي رفض الاعتراف بالدولة الصهيونية والتأكيد على تحرير كل فلسطين، والمقاومة. ورغم الاختلافات التي لازالت قائمة مع رئيس السلطة وحركة فتح حول المدى الذي يجب أن تعترف فيه حماس بالدولة الصهيونية، فإن الدخول في هذه المتاهة سوف لن يؤدي سوى إلى زيادة ارتباك الوضع، وتفكك الدعم الشعبي لحركة حماس.
لكن هل تحل موافقة حركة حماس على الاتفاقات و قرارات "الشرعية الدولية" المشكلة، ويقود إلى تجاوز مأزق السلطة؟
إنه يعيد الأمور إلى ما كانت عليه، حيث المماطلة الصهيونية في المفاوضات مع تكريس السيطرة والتوسع واقعياً. أي تكريس حل على الأرض هو مضاد لمصلحة الشعب الفلسطيني.
إذن لماذا هذا التمسك بالسلطة من قِبل حركة حماس، خصوصاً وأن أكثرية الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي المنتمين إليها هم في السجون؟ هل السلطة أهم من الوطن؟
افتتاحية موقع اجراس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي